الطفولة القاتمة.. نبراس ينير درب أساطير كرة القدم

بواسطة mohammad.khairy , 20 يوليو 2020

محمد خيري الجامعي


يتابع عشاق كرة القدم بشغف كبير حياة الرفاهية والأموال الطائلة لنجوم كرة القدم، وتثير الرواتب العالية وحياة البذخ، الكثير من الجدل في الوسط الرياضي، في ظل ملايين الدولارات التي تغدقها الأندية على اللاعبين والتعاقدات الفلكية  التي تغذي سوقي الانتقالات في كل موسم. وتأتي الصور والأخبار المتواترة لتبرز الثروات الكبيرة للنجوم، لكن البعض يتناسى الصعوبات والمطبات التي رافقت حياة اللاعبين في طفولتهم، وحجم المعاناة التي عاشوا على وقعها للوصول إلى طريق النجاح وكسر المتاريس لبلوغ القمة.

 

يتحدر أغلب نجوم كرة القدم الحاليين والسابقين من أوساط عائلية فقيرة، وكثير منهم انقطع عن الدراسة وامتهن مهنا شاقة من أجل توفير القوت اليومي وسد الرمق لعائلاتهم التي كانت ترزح تحت خط الفقر، لكنهم اليوم صاروا من أشهر اللاعبين في العالم ويمتلكون أموالا طائلة، إذ تختلف قصص النجوم من لاعب إلى آخر ومن بلد إلى بلد، لكن جميع قصصهم تصب في خانة واحدة مفادها أن حياة الفقر والخصاصة صنعت منهم نجوما في سماء الكرة العالمية، والصعوبات شكلت لهم دافعا قويا لمقاومة القيود المالية والاجتماعية في قرى تنعدم فيها مقومات النجاح.


الفقر المدقع

 

ساهمت كرة القدم في تغيير حياة الكثير من اللاعبين لينتقلوا من الفقر إلى الشهرة والمجد. ليونيل ميسي النجم الأرجنتيني وصاحب الكرة الذهبية 6 مرات، عانى الأمرين في طفولته، وتعرض للتنمر عندما كان صغيرا، ولم يقدر والده على دفع تكاليف العلاج المكلف ماليا، لكن "البرغوث" لم يستسلم وأصر على مواصلة حلمه، ليصبح أفضل لاعب في العالم يتصدّر الآن قائمة أكثر اللاعبين دخلا في العالم.

 

الصورة
بيليه
الملك بيليه كان يعمل ماسحا للأحذية قبل الوصول للنجومية (Getty)

 

ومن جانبه عاش النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو طفولة قاسية، إذ عانى من الفقر الذي أحاط بعائلته، وكان رونالدو يتسكع مع أصدقائه في شوارع لشبونة بحثا عن لقمة تسد رمقهم، لأنه كان لا يملك ثمن فطيرة، ولجأ في الكثير من المرات ألى أكل بقايا طعام زبائن مطعم ماكدونالدز الشهير في العاصمة البرتغالية لشبونة، لكن رونالدو صنع من الظروف الصعبة قوة رهيبة ليصبح من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم.

 

ولم يكن البرازيلي نيمار دا سيلفا نجم باريس سان جيرمان الفرنسي أكثر حظا من ميسي ورونالدو، إذ كانت طفولته غير وردية، وعاش في محيط عائلي يعاني من الفقر، ولم تكن عائلته قادرة على إتمام مستلزمات الحياة اليومية، لكنه صنع من الضعف قوة واستفاد من موهبته الكروية ليصير من أثرياء عالم الرياضة وصاحب الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم، بعد انتقاله إلى الباريسي بـ222 مليون يورو.

 

المهن الشاقة

 

تختلف مشاق اللاعبين في طفولتهم، لكنهم يجتمعون على خلاصة واحدة وهي أن الفقر ليس حاجزا أمام النجاح في الحياة، فالأسطورة الأرجنتنية دييغو مارادونا، لطالما ذرف الدموع حين يستحضر طفولته القاسية في ضاحية فيلا فيوريتو وهي مقاطعة من مدينة بوينس آيرس، والفقر الذي سلب منه متعة الحياة في صغره، لكنه لم يرم المنديل وكافح من أجل أن يصبح من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم. 

من جانبه عاش بيليه "الجوهرة السوداء" ونجم البرازيل التاريخي قصصا فريدة في طفولته المليئة بالصعوبات، نشأ الأسطورة بيليه في ساوباولو، ودفعه فقر عائلته إلى الاشتغال كماسح للأحذية لتوفير الأموال، ليصير بعد ذلك من أعظم اللاعبين في تاريخ الساحرة المستديرة، ويشغل العالم بأهدافه الرائعة وإنجازاته الكروية التي ظلت مختومة بالشمع الأحمر في سجلات الرياضة العالمية.

 

تعد قصة اللاعب السنغالي ساديو ماني نجم نادي ليفربول الإنجليزي من القصص الملهمة في كيفية استخلاص الدورس من الحياة، ماني الذي كان شغوفا بحب كرة القدم لم يجد الدعم من والديه لممارسة هوايته، وكان يساعدهما من خلال العمل معهما في الحقول تحت أشعة شمس الحارقة، وكان يعاني من الفقر والجوع، لكن عمه ساعده على ممارسة كرة القدم ودفع بالولد اليافع إلى الملاعب بدل الحقول، ليصبح اليوم من أفضل لاعبي العالم وأكثرهم تواضعا.
 

Image
77_0.png
Caption
نجوم خبروا حياة الفقر (winwin)