WinWin
عرفت المملكة المغربية سنة 2018، ميلاد بطلة واعدة في رياضة التايكواندو، تمكنت من إدخال الفرحة على قلوب المغاربة، بعدما أهدت وطنها أول ميدالية ذهبية يحصدها في تاريخه بدورة الألعاب الأولمبية للشباب، والتي أجريت آنذاك بالمدينة الأرجنتينية بوينس آيريس، حين انتصرت فاطمة الزهراء أبو فارس على أقوى منافسة، الإيرانية الجنسية هيماتي، وذلك خلال الجولات الفاصلة بعد انتهاء الجولات الأخرى بالتعادل بينهما.
يتذكر المغاربة، ابتسامة البطلة فاطمة الزهراء أبو فارس، حين رفع العلم المغربي في دورة الألعاب الأولمبية للشباب بدورة الأرجنتين، إثر فوزها بالميدالية الذهبية الأولى لها في مسارها الرياضي وفي تاريخ المغرب، إذ لم تكن سوى البداية بالنسبة لفتاة شابة طموحها الأول والأخير بلوغ أكبر منصات التتويج، وتشريف بلادها على أعلى المستويات، خصوصا بعد رفعها السقف في أولى مشاركة لها بأولمبياد الشباب.
صاحبة الـ17 سنة، تعلمت أولى أساليب فنون الحرب والقتال على يد والدها أبو فارس الذي سلمها المشعل، وعقد آماله عليها لتصبح في يوم من الأيام بطلة لرياضة التايكواندو، قبل أن يدخلها لممارسة رياضته المفضلة بإحدى الأندية الموجودة في مسقط رأسها بالفقيه بن صالح، ليكبر حلمها بعد كل يوم تخوض فيه حصة تدريبية رفقة مدربها، قبل أن يتحول كل هذا إلى حقيقة وتصعد منصة التتويج في أول مشاركة رسمية لها.
![]()
تتويج بطلة التايكواندو بالميدالية الذهبية في الأرجنتين، فتح شهيتها لحصد مزيد من الألقاب، إذ أعلنت بطلة مرة أخرى خلال دورة الألعاب الإفريقية التي أقيمت الصيف الماضي بالمغرب، بعد تتويجها بميدالية ذهبية ثانية، ما جعل الشعب المغربي يعقد عليها آماله لتشريف الرياضة المغربية خلال مشاركتها المقبلة في دورة الألعاب الأولمبية التي من المفروض أن تقام بمدينة طوكيو 2020، إلا أن آمالهم وحلهما تبخرا معا.
اختارت الجامعة المغربية لرياضة التايكواندو إقصاء بطلة "الذهب" فاطمة الزهراء أبو فارس، من لائحة المشاركين في الإقصائيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، بداعي أنها تعاني من إصابة ووجب عليها اتباع نظام طبي، لكن سرعان ما خرجت أبو فارس عن صمتها، لتؤكد أن إقصاءها هذا كان "ظلما" على اعتبار أنها سليمة ولا تعاني من أي إصابة، مقدمة تقريرا طبيا مضادا كدليل على سلامتها، وينفي ما قالته الجامعة.
"في بلادي ظلموني".. هكذا علقت فاطمة الزهراء أبو فارس عبر "الإنستغرام" على قرار إقصائها من المشاركة في الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، فيما نفت في تصريحات تلفزية، تعرضها لأي إصابة تمنعها من اللعب أو المشاركة في أي بطولة، مضيفة: "أنا سليمة من أي إصابة ولدي تقارير طبية تؤكد ذلك"، فيما أوضح مدربها عبد النبي السعودي أن الإقصاء كان ممنهجا وهناك أمور في الكواليس غير مفهومة.
واستنكرت الأوساط الرياضية إقصاء البطلة الواعدة في رياضة التايكواندو من المشاركة في دورة ألعاب طوكيو المقبلة، بعدما كانت أمل المغرب في حصد ميدالية ذهبية أخرى، إذ قاد الجمهور المغربي حملة تضامنية مع اللاعبة بعد حرمانها من تحقيق حلمها، واصفين ما قامت به الجامعة المغربية "ظلما" لموهبة شابة يلزمها الدعم والتشجيع، بدل تحطيم طموحاتها وهي في سن صغيرة.