مسعود علّال
انتهت حياة الكثير من النجوم والمشاهير في عالم الرياضة بطريقة مرعبة ومؤلمة، أبرزها حوادث سقوط الطائرات والكوارث الجوية، والتي تسببت في صدمات قوية وحالات شديدة من الحزن عبر العالم.
وقبل نجم كرة السلّة الأمريكي الشهير كوبي براينت الذي قضى في حادث سقوط طائرة مروحية في نهاية شهر يناير الماضي رفقة ابنته جيانا و7 أشخاص آخرين، فقد الكثير من لاعبي كرة القدم ومشاهير في عالم الرياضة حياتهم في حوادث مماثلة، بداية من الملاكم الفرنسي مارسيل سيردان الذي قضى في حادث سقوط طائرة بالبرتغال عام 1949، إلى النجم الأرجنتيني إيميليانو سالا الذي تحطمت به الطائرة التي كانت تقله إلى كارديف من مدينة نانت الفرنسية، بعرض البحر مطلع العام الماضي.
موعد مع الموت
فقد الملاكم الفرنسي مارسيل سيردان المولود بالجزائر عام 1916، حياته بطريقة دراماتيكية، حيث كان من المفروض أن ينازل منافسه جاك لاموتا على اللقب العالمي في الوزن المتوسط يوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1949 بمدينة سانتا ماريا بالبرتغال، والتي كان مارسيل ينوي السفر إليها بحرا، قبل أن تطلب منه المغنية الفرنسية الشهيرة وقتها إديت بياف أن يستقل الطائرة كي يسرع في خوض منازلته قبل أن يسافر لمشاهدتها تغني في مدينة نيو يورك الأمريكية، ولم يجد مارسيل مكانا في الطائرة المتجهة للبرتغال قبل أن يترك له أحدهم مكانه فيها، لكن الطائرة التي استقلها مارسيل سقطت بشكل مفاجئ على إحدى الكنائس بعد أن ارتطمت بجبل "بيكو دافارا" على بعد 100 كيلومتر من مدينة سانتا ماريا.
وفي شهر مايو/أيار عام 1949، سقطت الطائرة التي كانت تقل فريق "غراندي تورينو" الإيطالي بعد اصطدامها بجبل "مونكالييري"، وخلّف الحادث وفاة 31 شخصا من ضمنهم كل لاعبي الفريق وعلى رأسهم القائد فالنتينو مازولا ولاعبان فرنسيان هما إيميل بونجيورني وروجيه غرافا.
ويوم 6 فبراير/شباط 1958، استيقظ العالم على وقع كارثة جوية أخرى بعد سقوط الطائرة التي كانت تقل فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي بمدينة ميونيخ الألمانية، وخلف الحادث حالة شديدة من الحزن، خاصة في إنكلترا التي فقدت الكثير من اللاعبين البارزين في صورة دونكان إدواردز ولاعبين شبان لم تتجاوز سنهم الـ22، بينما نجا السير بوبي تشارلتون من هذا المصير المحتوم.
وشهد شهر فبراير من العام 1961 أيضا وفاة 72 شخصا كانوا على متن طائرة متجهة من أميركا إلى تشيكوسلوفاكيا (سابقا)، وكان على متنها 18 لاعبا من المنتخب الأمريكي للتزلج الفني على الجليد رفقة مدربهم، وكانوا بصدد التحضير للمشاركة في البطولة العالمية، إلا أن الطائرة سقطت في ضواحي العاصمة البلجيكية بروكسل.
مآس على جبال الأنديز
في أبريل/نيسان من العام 1961، لقي 24 شخصا حتفهم في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، ومنهم لاعبو فريق "غرين كروس" التشيلي لكرة القدم، وتم العثور على حطام الطائرة على ارتفاع 3200 متر بالجبال، وفقد الفريق التشيلي ثمانية من أبرز لاعبيه من بينهم الأرجنتيني إيليزا مورينو، بينما نجا بقية اللاعبين بأعجوبة إثر تفضيلهم السفر على متن رحلة أخرى غير مباشرة.
وخلّف حادث سقوط طائرة في أكتوبر/تشرين الأول من العام 1972، وفاة 29 شخصا في جبال الأنديز أيضا، من بينهم لاعبون من منتخب أوروغواي للرغبي، وعرف الحادث نجاة 16 شخصا بالرغم من سقوط الطائرة، ولكن لم يتم العثور عليهم إلا بعد شهرين من وقوع الحادث.
وفي شهر يناير من العام 1986، فقد مؤسس رالي "باريس-داكار" الفرنسي تييري سابين رفقة 4 أشخاص خلال سقوط الطائرة المروحية التي كانت تقلهم في دولة مالي، على هامش إجراء الطبعة الثامنة من المسابقة.
فاجعة منتخب زامبيا
وفجعت كرة القدم في العالم يوم 27 أبريل من العام 1993، بعد وفاة كل لاعبي منتخب زامبيا إثر سقوط الطائرة العسكرية التي كانت تقل 18 لاعبا و5 من أعضاء الجهاز الفني إضافة إلى طاقم قيادة الطائرة، وانطلقت الطائرة من الغابون متجهة إلى السنغال حيث كان يفترض أن تواجه زامبيا منتخب السنغال في تصفيات مونديال 1994، ونجا من الحادث نجم الكرة الزامبية كالوشا بواليا الذي رفض وقتها فريقه أيندوفن الهولندي تسريحه للمشاركة في هذه المباراة، وكان منتخب زامبيا قبل تلك الفترة قد خطف الأنظار إثر فوزه برباعية نظيفة على إيطاليا في أولمبياد سيول 1988.
في 25 أكتوبر من العام 1999، فقد لاعب الغولف الشهير باين ستيوارت حياته رفقة 4 أشخاص آخرين في حادث سقوط الطائرة التي كانت تقلهم من فلوريدا إلى دالاس للمشاركة في إحدى البطولات، كما شهد شهر سبتمبر/أيلول من العام 2011 كارثة أخرى في روسيا خلفت وفاة 44 شخصا، من بينهم لاعبو فريق الهوكي الروسي "لوكوموتيف لاروسلافل". وفي شهر مارس/آذار من العام 2015، فقد 10 أشخاص حياتهم في تصادم طائرتي "هيليكوبتر" خلال تصوير مشاهد من برنامج تلفزيوني شهير في فرنسا. وكان من بين الضحايا كامي موفات بطلة السباحة السابقة، وفلورانس أرتو بطلة سابقة في رياضة الشراع، وكذلك بطل الملاكمة السابق أليكسيس فاستين.
وفي شهر أكتوبر من العام 2018، فقد مالك نادي ليستر سيتي الإنجليزي، رجل الأعمال التايلاندي الشهير فيتشاي سريفادانابرابها حياته فوق ملعب الفريق "كينغ باور"، إثر سقوط طائرته المروحية الخاصة بسبب خلل فني، حيث هوت المروحية لتسقط في حظيرة السيارات التابعة للملعب، وخلف الحادث وفاة 5 أشخاص.
وفجعت أسرة كرة القدم في العالم في شهر يناير من العام 2019، بعد اختفاء النجم الأرجنتيني ايميليانو سالا في عرض بحر المانش، إذ كان يتأهب للإنتقال من نادي نانت الفرنسي إلى كارديف سيتي الويلزي، لكن الطائرة التي كانت تقلّه إلى كارديف سقطت في البحر، قبل أن يعثر حرس السواحل البريطانية على جثته في قاع البحر.