يستعد المنتخب الجزائري لكرة اليد للمشاركة في بطولة العالم المقررة في مصر ما بين 13 و31 كانون الثاني/ يناير، للمرة الرابعة عشرة في تاريخه وللمرة الأولى منذ آخر مونديال شارك فيه في قطر سنة 2015، بعد غيابه عن النسختين الماضيتين عامي 2017 و2019.
منتخب الجزائر يدخل المنافسة العالمية على وقع مشاكل كبيرة فرضتها التحضيرات المتذبذبة بسبب تداعيات جائحة كورونا، ومشكل الموارد المالية الذي عرقل عملية تسوية رواتب الجهاز الفني وعلى رأسه المدرب الفرنسي ألان بورت.
ويخشى متابعون من تكرار "الخضر" للنتائج الكارثية المسجلة في آخر مشاركة مونديالية لهم، عندما احتلوا المركز الأخير في مونديال قطر عام 2015، بسبب عدم الجاهزية الفنية للاعبين، على غرار هؤلاء الناشطين في البطولة المحلية المتوقفة منذ أزيد من 10 أشهر بسبب مخلفات جائحة "كوفيد 19".
وقد كان الاتحاد الجزائري لكرة اليد ألغى معسكر المنتخب الذي كان مقررا تنظيمه في البحرين في الفترة الممتدة من 6 إلى 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، مرجعا قرار الإلغاء إلى مخطط الرحلات المرهق إلى العاصمة البحرينية المنامة، والذي يستغرق 36 ساعة كاملة انطلاقا من الجزائر إلى باريس ثم دبي فالمنامة، وهو ما رفضه مدرب المنتخب الجزائري لتفادي إرهاق زملاء مسعود بركوس.
ولم يكن معسكر البحرين الوحيد الذي ألغي، بل سبقه معسكر في تونس شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، ما ضيع على زملاء الحارس الجزائري المحترف بالدوري الإسباني، خليفة غضبان، فرصة مواجهة تونس في وديتين، لتضاف إلى وديتي البحرين الضائعتين بداية الشهر الجاري أيضا.
المنتخب الجزائري اكتفى بإجراء معسكر واحد خارج الجزائر لمدة أسبوعين شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي في بولندا، تخللته وديتان ضد المنتخب البولندي، انتهت بفوز 26-23 ثم هزيمة 24-26، ثم المشاركة في دورة دولية ودية في نفس البلد، خسر خلالها أشبال بورت مرتين أمام روسيا (30-24) والفريق المضيف (24-21).
وفي محاولة لرفع معنويات المنتخب واللاعبين قبل مونديال مصر، تدخلت اللجنة الأولمبية الجزائرية وصرفت مساعدة مالية عاجلة بنحو 250 ألف دولار للاتحاد الوطني لكرة اليد، من أجل منحه فرصة تسوية رواتب الطاقم الفني وتحفيز اللاعبين قبل الموعد العالمي.
ألان بورت يعترف بتذبذب التحضيرات
واعترف مدرب المنتخب الجزائري، ألان بورت، بتذبذب التحضيرات وقلة الجاهزية بسبب مخلفات جائحة كورونا، وقال في تصريحات للتلفزيون العمومي: "التحضيرات كانت ناقصة وفي حدود ما توفرنا عليه من إمكانيات"، قبل أن يضيف: "لم نلعب عددا كافيا من المقابلات، لكن بالمقابل أجرينا معسكرات وبذل اللاعبون خلالها جهودا معتبرة".
وتابع: "أتمنى أن لا يؤثر توقف البطولة الوطنية كثيرا على مردود اللاعبين المحليين. اللاعبون المحترفون اندمجوا كما يجب مع اللاعبين المحليين ولديهم طريقة لعب جماعية جيدة ونحن بحاجة لمجهوداتهم جميعا".
وعن حظوظ التشكيلة الجزائرية في مونديال مصر والمباراة الافتتاحية أمام المغرب، قال المدرب الفرنسي: "عندما تكون المباراة الأولى هي المفتاح للتأهل إلى الدور الثاني، فالأمر يكون صعبا.. سنبذل كل ما في وسعنا ليكون المنتخب الجزائري في يومه وتحقيق هذا الهدف أمام المنتخب المغربي".
وزير الرياضة يحفز اللاعبين قبل الذهاب إلى مصر
وكان وزير الرياضة الجزائري سيد علي خالدي، قام بزيارة المنتخب الجزائر بمقر إقامته، الأحد، قبل التنقل إلى مصر، الثلاثاء، من أجل تحفيز زملاء بركوس، وقال على هامش الزيارة في تصريحات للتلفزيون العمومي: "شرف لي زيارتكم قبل تنقلكم إلى مصر للمشاركة في بطولة العالم 2021..هذه فرصة لتجديد دعم الدولة والوزارة المطلق لكم ووقوفها بجانبكم بكل الإمكانيات المادية والمعنوية من أجل التألق".
وتابع: "أتمنى التوفيق للمنتخب الوطني وأن يبرهن على إرادته في رفع التحدي والذهاب بعيدا في هذا المحفل الدولي ورفع الراية الوطنية عاليا، أنا واثق من أنكم ستمثلون الجزائر أحسن تمثيل، آمالنا معلقة عليكم".
وعلى عكس الموقف الرسمي، فالجماهير الجزائرية والمتابعون متشائمون حيال قدرة المنتخب الجزائري على تقديم مستويات كبيرة في مونديال مصر، بسبب المشاكل الكبيرة للاتحاد الجزائري لكرة اليد وعجزه عن وضع زملاء غضبان في الظروف المناسبة للتحضير لهذا الموعد العالمي الكبير.
ويلعب المنتخب الجزائري منافسات مونديال 2021 في المجموعة السادسة مع المغرب والبرتغال وأيسلندا، ويستهل "الخضر" المنافسة ضد المغرب يوم 14 كانون الثاني/ يناير، قبل مواجهة أيسلندا بعد 48 ساعة، ثم البرتغال يوم 18 كانون الثاني/ يناير.
المنتخب الجزائري سبق له مواجهة المغرب في مونديال 1999 بمصر أيضا وتعادل معه بنتيجة 19-19، كما تقابل مع المنتخب الأيسلندي 3 مرات، الأولى في مونديال 1997 باليابيان، وتعادل معه بنتيجة 27-27، والثانية في مونديال 2005 بتونس، وخسر أمامه بنتيجة 34-25، والثالثة في مونديال قطر 2015 وخسر مرة أخرى بنتيجة 32-24، في حين لم يسبق له مواجهة منتخب البرتغال.