رغم الفوز على أوساسونا في افتتاح الدوري الإسباني 2025-2026، لم ينجح ريال مدريد في إقناع جماهير "سانتياغو برنابيو"، إذ بدا الأداء باهتًا والخطة التكتيكية غامضة، فالنتيجة الإيجابية لم تخف مشكلات واضحة، أبرزها ضعف الانسجام الهجومي وتراجع التوازن في خط الوسط، ما دق ناقوس الخطر مبكرًا.
تولى تشابي ألونسو قيادة "الملكي" وسط توقعات ضخمة بعد نجاحه اللافت مع باير ليفركوزن، لكن بيئة مدريد مختلفة تمامًا، حيث لا مجال للتجريب أو الصبر الطويل. أي تعثر بسيط قد يتحول إلى أزمة حقيقية في نادٍ اعتاد جمهوره على الانتصارات والألقاب المحلية ودوري أبطال أوروبا.
ورغم هذه الضغوط، يمتلك تشابي ألونسو مجموعة قوية تضم نجومًا بارزين ومزيجًا من الخبرة والشباب، إضافة إلى قوة النادي التنافسية. غير أن التحدي الحقيقي يكمن في صهر هذه العناصر داخل منظومة منسجمة تحقق انتصارات مقنعة، وهو ما يجعل قراراته الخمسة المقبلة حاسمة في تحديد ملامح موسم ريال مدريد 2025-2026.
حل معضلة مبابي وفينيسيوس
العلاقة التكتيكية بين كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور تمثل التحدي الأكبر أمام تشابي ألونسو. كلاهما يفضل اللعب على الجهة اليسرى، ما يؤدي إلى تداخل في الأدوار وتقليل الفاعلية الهجومية. الحل يتطلب شجاعة من المدرب لإقناع أحدهما بتغيير موقعه أو تعديل خطة اللعب بما يسمح بالاستفادة من قدراتهما معًا.
مبابي قد يكون الأقرب للتضحية بتحركاته المعتادة والاقتراب أكثر من دور المهاجم الصريح، وهو الخيار الذي قد يمنح الفريق توازنًا أفضل ويعيد الانسيابية إلى خط المقدمة. استمرار هذا الصراع التكتيكي دون حسم سيهدد استقرار ريال مدريد في المباريات الكبرى بالدوري الإسباني ودوري الأبطال.
كارفاخال مفتاح عودة صلابة دفاع ريال مدريد
رغم تقدمه في العمر، يظل داني كارفاخال عنصرًا أساسيًا في خط الدفاع. وجوده يمنح الريال استقرارًا وخبرة يحتاجها الفريق، خصوصًا مع غياب بدائل بنفس المستوى. يدرك تشابي ألونسو أن الصلابة الدفاعية هي الأساس لأي مشروع ناجح، وأن إعادة كارفاخال إلى التشكيلة بانتظام خطوة لا غنى عنها.
كما أن عودة المدافع الإسباني تعني استعادة جزء من الروح القيادية التي افتقدها الفريق بعد رحيل بعض الركائز. في مباريات الليغا ودوري أبطال أوروبا، يحتاج ريال مدريد إلى شخصية قوية داخل الملعب، وقليلون يجسدون ذلك مثل كارفاخال.
هل ينجح ألونسو في تحويل أرنولد إلى صانع لعب؟
الحديث عن تحويل ترينت ألكسندر أرنولد إلى لاعب وسط ليس جديدًا، لكنه الآن أكثر إلحاحًا مع حاجة ريال مدريد إلى صانع لعب إضافي. تمريراته الدقيقة وبناؤه للهجمات قد يمنحان الفريق بعدًا جديدًا في العمق، خاصة في ظل تراجع إبداع خط الوسط.
هذه التجربة تحمل مخاطر تكتيكية، خصوصًا في المباريات السريعة، لكنها قد تصبح سلاحًا مهمًا إذا وظّفها ألونسو بذكاء. وجود كارفاخال في الجهة اليمنى يمنحه هامشًا لتجربة أرنولد في الوسط، ما قد يغير شكل "الميرينغي" تكتيكيًا في الموسم الجديد.
ماستانتوينو.. رهان تشابي ألونسو لتجديد دماء ريال مدريد
الوجه الجديد فرانكو ماستانتوينو خطف الأنظار في ظهوره الأول مع الريال. سرعته وحيويته ومرونته في الأدوار الهجومية جعلته مرشحًا ليكون ورقة رابحة في موسم 2025-2026.
أمام ألونسو خياران: إما الدفع باللاعب تدريجيًا لكسب الخبرة، أو منحه دورًا أكبر فورًا لإحداث الفارق. في الحالتين، الاعتماد على المواهب الشابة قد يكون المفتاح لتجديد دماء الفريق وتجنب الاعتماد الكلي على النجوم الكبار.
كيف يواجه تشابي ألونسو ضغوط الإعلام وجماهير البيرنابيو؟
بجانب التحديات الفنية، يواجه تشابي ألونسو معركة أخرى لا تقل خطورة: الضغوط الإعلامية والجماهيرية التي تحيط بالريال. النادي يعيش دائمًا تحت المجهر، وأي تعثر قد يتحول سريعًا إلى أزمة في الصحف والبرامج الرياضية.
خبرة ألونسو كلاعب سابق لنادي ريال مدريد قد تساعده على التعامل مع هذه الضغوط. نجاحه لن يقاس فقط بالنتائج داخل الملعب، بل أيضًا بقدرته على الحفاظ على هدوء الفريق وثباته وسط العواصف الإعلامية، وهو جانب لا يقل أهمية عن القرارات التكتيكية.