أجمع الكثير من المصادر الإعلامية الموثوقة أن مهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي قد أبلغ إدارة باريس سان جيرمان نيته بالرحيل عن صفوف النادي الفرنسي عقب انتهاء تعاقده بنهاية الموسم.
وبعد عدة سنوات من إبقاء إدارة باريس عليه رغم ضغوط ريال مدريد الشديدة، يبدو أن الأمور قد شارفت على النهاية، وأن الدولي الفرنسي سيرتدي قميص الميرينغي الذي سعى خلفه منذ أن كان يلعب في صفوف موناكو قبل انتقاله إلى باريس سان جيرمان مقابل 180 مليون يورو.
كيف يلعب كيليان مبابي مع ريال مدريد؟
ربما استفاد ريال مدريد أكثر ممّا قد يتصوره أشد المتفائلين حيال فكرة عدم ضمّه رأس حربة من الطراز العالمي هذا الموسم بعدما تمكن فريق العاصمة الإسبانية من التكيف مع فكرة اللعب دون مهاجم صريح.
الخيار الأول: رأس حربة صريح
للوهلة الأولى يمكن تخيل وضع كيليان مبابي كرأس حربة صريح في طريقة 4-3-3 بوجود كلٍ من فينيسيوس جونيور على الجناح الأيسر ورودريغو على الجناح الأيمن.
لكن مثل هذا الخيار يتوقف على أمرين مهمين، أولهما هو مدى اقتناع مبابي باللعب في هذا المكان مع وجود تقارير تحدثت عن معارضته اللعب في هذا المركز مع مدرب باريس، لويس إنريكي، ورغبته في اللعب على الرواق الأيسر.
أمّا الأمر الثاني فيتوقف على مدى إمكانية تراجع جود بيلينغهام ليكون لاعبًا ثالثًا في خط الوسط بدلًا من لاعب حر على رأس الطريقة الماسية في الـ4-4-2 "دياموند"، وما إذا كان الدولي الإنجليزي سيجيد في هذا المركز، ويقدم نفس الإضافة الهجومية المذهلة التي يقدمها هذا الموسم حتى الآن، وكذلك مدى حضور لاعب بوروسيا دورتموند السابق بدنيًا مع تزايد الواجبات الدفاعية المُلقاة عليه نظرًا لطبيعة مركزه المتوقع.
وقد يكون الحل لهذا الخيار هو اللعب بطريقة 4-2-3-1 بوجود بيلينغهام خلف رأس الحربة مبابي ولو أن هذا الخيار فيه مشكلتان؛ أولاهما أن بيلينغهام لن يجد نفس المساحات التي كان يتحرك فيها ببراعة شديدة داخل منطقة الجزاء، وأن صلابة ريال مدريد دفاعيًا قد تضمحل بتقليل عدد لاعبي الوسط.
الخيار الثاني: جناح أيسر
يصطدم هذا الاختيار بجدار فينيسيوس جونيور، فالجناح البرازيلي لا يجيد اللعب إلا في هذا المكان، وإشراك مبابي بدلًا منه في هذا النطاق قد يبدو خيارا يفتقر إلى الحكمة الكروية والمنطقية، خاصة مع قدرات فيني الفذة في هذا المكان، ما قد يثير سخط صاحب الرقم 7 حاليًا في ريال مدريد.
الخيار الثالث: جناح أيمن
بالنظر لاصطدام الخيار الأول بجود بيلينغهام والثاني بفينيسيوس جونيور، فقد يصطدم خيار الجناح الأيمن بتفضيلات مبابي نفسه رغم أنه أحد الأماكن المتاحة ليحتلها النجم الفرنسي.
ليس على كارلو أنشيلوتي إلّا إخراج رودريغو من التشكيل الأساسي، ومن ثم الدفع بمبابي في هذا المكان مع توظيفه بشكل قريب من هذا التوظيف الذي لا يَفرض على الجناح الأيمن اللعب على الخط كثيرًا، بل يمتد اختراقه العمق ومنطقة الجزاء إلى أوقاتٍ كثيرة.
وقد يساعد كيليان مبابي في هذا اللجوء إلى هذا الخيار بالنظر للعبه من قبل في مركز الجناح الأيمن وإجادته فيه.
الخيار الرابع: حرية!
لهذا ذكرنا استفادة ريال مدريد من هذا الموسم الذي ربما كان تجريبيًا للاعبين؛ ليعتادوا على فكرة اللعب دون رأس حربة. تمتع الثلاثي فينيسيوس ورودريغو وبيلينغهام بكم كبير من الحرية الهجومية التي لا تخطئها العين.
والحرية هنا لا تتعلق فقط بتقليل الأدوار الدفاعية، بل تمتد نحو حرية الارتجال والتمركز في الأماكن التي ينتقيها اللاعب معتمدًا على ثقة أنشيلوتي في ذكائه.
لذلك، ربما نجد مبابي رأس حربة وهمي في طريقة 4-3-3؛ لكن قد يُمنح الحرية كثيرًا في التحرك بأي مكان في الثلث الهجومي كمساندة فينيسيوس على اليسار أو حتى التبادل بينه وبين الأخير، كما يفعل فينيسيوس مع نيمار في البرازيل، أو أن يتمركز مبابي قريبًا من بيلينغهام؛ إن عاد الإنجليزي ليكون ضمن ثلاثي الوسط، أو قريبًا من رودريغو إن كان البرازيلي سيلعب جناحًا أيمن.
ربما فقط سيصادف أنشيلوتي مشكلةً في اللعب بهذا الشكل؛ إن قرر أن يكون بيلينغهام ضمن هذا الثلاثي الهجومي للاحتفاظ بصلابة الوسط دفاعيًا، لأنه في هذه الحالة لن يكون هناك أي لاعب يجيد التمركز في الجناح الأيمن سوى مبابي ما يقلل من الديناميكية المفترضة بين ثلاثي الهجوم وتبادلهم المراكز باستمرار.
في نهاية الأمر، لا نظن أن جماهير ريال مدريد تأبه حاليًا للمركز الذي سيشترك فيه كيليان مبابي، فما يهمهم هو أن تتم الصفقة بعد سنوات من الانتظار، ثم سيحلها أنشيلوتي بطريقته!