على الرغم من أن الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم قد حسم لمصلحة ليفربول على حساب أقرب مطارديه أرسنال، إلا أن الأنظار ستتجه لمتابعة قمة ملعب أنفيلد رود في الجولة 36 من البريميرليغ بشغف كبير واهتمام بالغ.
وضمن ليفربول التتويج باللقب في نهاية الجولة 34 بعد أن فاز على توتنهام 5-1، ليرفع رصيده إلى 82 نقطة بفارق 15 نقطة عن أرسنال الذي اكتفى بالتعادل مع كريستال بالاس. وفيما يلي أربعة أمور يمكن مراقبتها عن كثب من خلال مباراة ليفربول وأرسنال.
مقعد في دوري الأبطال
بعد أن خسر فرصة الظهور في المباراة النهائية لدوري الأبطال للمرة الثانية في تاريخه، يسعى أرسنال إلى وقف نزيف النقاط الذي عرفه في الجولات الخمس الأخيرة، والتي لم يحقق فيها سوى انتصار وحيد، وذلك من أجل المحافظة على موقعه ضمن المراكز الخمسة الأولى المؤهلة إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل.
ويحتل فريق المدفعجية حاليًّا المركز الثاني برصيد 67 نقطة، لكن خسارته في ملعب أنفيلد رود قد تسمح لعدد من منافسيه بالاقتراب أكثر منه وتهديد موقعه مع نهاية الموسم، إذ يحتل مانشستر سيتي المركز الثالث بـ64 نقطة، فيما يأتي كل من نيوكاسل وتشيلسي في المركزين الرابع والخامس بـ63، ونوتنغهام فوريست في المركز السادس بـ61 نقطة.
وإذا ما سارت الأمور بشكل منطقي، فإن السيتزنس ونوتنغهام فوريست سيرفعان رصيدهما إلى 67 و64 نقطة على التوالي، في حين إن نتيجة المواجهة المباشرة بين نيوكاسل وتشيلسي على ملعب سانت جيمس بارك لن تلعب دورًا كبيرًا في إبعاد أحدهما عن دائرة المنافسة بشكل نهائي، وخاصة إذا ما خسر أرسنال أمام ليفربول، مع الإشارة إلى أن أرسنال سيستقبل نيوكاسل في الجولة 37، بينما يحل ضيفًا على ساوثمبتون في الجولة الأخيرة.
إنهاء الموسم بشكل إيجابي لفريق ليفربول
فريق ليفربول الذي ضمن إحراز اللقب للمرة العشرين في تاريخه، يأمل في إنهاء الموسم بشكل إيجابي، وعدم الاسترخاء كي لا يتعرض لأي عثرة جديدة تفسد فرحته بالتتويج، خاصة بعد خسارته أمام تشيلسي في الأسبوع الفائت.
حصيلة الريدز أمام الأندية الخمسة التي تليه في لائحة الترتيب تشير إلى أنه تعادل مع أرسنال ذهابًا (2-2)، وحقق الفوز مرتين على مانشستر سيتي، فيما تبادل الفوز مع تشيلسي، كما أنه فاز وتعادل مع نيوكاسل، وفشل في الفوز على نوتنغهام فوريست في مباراتي الذهاب والإياب.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Premier League (@premierleague)
وبلغة الأرقام، فإن خسارة ليفربول أمام أرسنال ستوقف رصيده في هذا الدوري المصغر عند 15 نقطة من أصل 30 ممكنة، وهي نفس الحصيلة التي سيمتلكها أرسنال حتى قبل مواجهته الأخيرة مع نيوكاسل الذي يملك ثماني نقاط حاليًّا، علمًا أن لديه مباراتين مع كل من تشيلسي وأرسنال، ما يجعله مرشحًا للوصول إلى النقطة 14 بفارق نقطة فقط عن ليفربول، كما أنه يبتعد عنه بـ19 نقطة كاملة في جدول الترتيب، ما يعني أن الريدز حسم اللقب عمليًّا في المواجهات الأخرى، وليس من خلال تفوقه على خصومه المباشرين بشكل رئيسي.
كسر سلسلة أرسنال
لم ينجح ليفربول في تحقيق الفوز على أرسنال في ملعب أنفيلد رود ضمن بطولة الدوري خلال الموسمين الماضيين، حيث يعود آخر انتصار له على الفريق اللندني إلى العام 2021 عندما فاز برباعية نظيفة، وتعود المرة الأخيرة التي فشل فيها الريدز في تحقيق الفوز على أرسنال في أرضية ميدانه لثلاثة مواسم متتالية إلى نحو 14 سنة إلى الوراء، عندما أمضى خمسة مواسم متتالية من دون أن يعرف طعم الانتصار، وبدأت السلسلة آنذاك بالتعادل (4-4) في العام 2009 خلال المباراة الشهيرة التي سجل فيها الروسي اندريه أرشافين سوبر هاتريك لصالح أرسنال، وفي الموسم التالي فاز أرسنال (2-1) وسجل أرشافين أحد هدفي فريق المدفعجية، ليتعادل الفريقان (1-1) في العام 2010، ثم يخسر ليفربول (1-2) في العام 2012 بهدفي الهولندي روبن فان بيرسي، ويخسر في مطلع الموسم التالي بهدفين من دون رد بهدفي بودولسكي وكازورلا.
وكان أرسنال قد نجح في العودة بنتيجة التعادل (2-2) و(1-1) في الموسمين الأخيرين، علمًا أنه كان قد تقدم بالنتيجة في كلتا المباراتين.
صلاح والحذاء الذهبي
يتصدر المصري محمد صلاح لائحة ترتيب هدافي البريميرليغ لهذا الموسم برصيد 28 هدفًا، ويبدو في طريقه لإحراز جائزة الهداف للمرة الرابعة في تاريخه بعد أعوام 2018 و2019 و2022، حيث يبتعد بفارق خمسة أهداف عن أقرب ملاحقيه السويدي ألكسندر إيزاك مهاجم فريق نيوكاسل، قبل ثلاث جولات من النهاية.
لكن صلاح يواجه منافسة حادة من أجل الفوز بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي للمرة الأولى في مسيرته، من قبل لاعب سويدي آخر هو فكتور جيوكيريس مهاجم سبورتنغ لشبونة البرتغالي، الذي يملك في رصيده 38 هدفًا.
وبحسب النظام المتبع في الجائزة، فإن كل هدف من أهداف صلاح يعتبر بنقطتين مقابل نقطة ونصف فقط بالنسبة لجيوكيريس، نظرًا للتصنيف الخاص بالدوري البرتغالي، وبالتالي فإن النجم السويدي الذي ما زال لديه مباراتين فقط أمام المنافس على اللقب بنفيكا وأمام غيماريش، يتقدم حاليًّا بـ57 نقطة مقابل 56 لصلاح الذي ما زالت الفرصة أمامه لمضاعفة رصيده من خلال المباريات الثلاث المتبقية للفريق أمام أرسنال وبرايتون وكريستال بالاس، والتفوق مجددًا في السباق من أجل الظفر بالحذاء الذهبي الأوروبي.