ما تزال الغصّة عالقة في داخل كل مشجع برشلوني بعد خروج الفريق الكتالوني خالي الوفاض من الألقاب هذا الموسم، وذلك بعدما أضاع لقبه الذي حققه الموسم الماضي في الليغا، وكذلك فقد فرصة يراها كثيرون أنها الأسهل له في المواسم الماضية، للوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة المريرة أمام باريس سان جيرمان.
"البارسا" تمكن من استعادة وصافة الليغا مستغلًا تعادل جيرونا مع ألافيس، وذلك بعدما هزم ضيفه ريال سوسييداد بهدفين نظيفين في المباراة التي جرت بين الفريقين مساء الإثنين ضمن ختام الجولة 35 من الدوري الذي توّج ريال مدريد بلقبه رسميًا الجولة الماضية.
وعلى مدار الموسم كان برشلونة كأي فريق آخر، يمتلك قناعات تخص بعض اللاعبين أو المراكز في الملعب، لكن مع مرور الوقت وفي آخر شهرين على وجه الدقة، كانت عدة قناعات مؤكدة تتزحزح من مكانها وتنقلب إلى شكوك عميقة.
برشلونة لا يحتاج لتدعيم في مركز رأس الحربة
كانت تلك القناعة الأولى التي يُفترض أن ينهي بها "البلوغرانا" هذا الموسم بعد انضمام المهاجم البرازيلي فيتور روكي قادمًا من مواطنه أتلتيكو باراناينسي.
البرازيلي الواعد وصل في يناير الماضي إلى إسبانيا، لكنه لم يَفِ بالطموحات والآمال التي عُقدت عليه سواء على مستوى الأداء أو التهديف، فسجل مرتين في 11 مشاركة مع برشلونة بالليغا ومشاركتين في كأس ملك إسبانيا.
ورغم صغر سن روكي البالغ من العمر 19 عامًا، إلا أن مستوى روبرت ليفاندوفسكي المتذبذب، وإضاعته لفرص مهمة خلال مباريات حاسمة من الموسم أبرزها تلك الفرصة أمام باريس سان جيرمان، كان من شأنه أن يضاعف مما هو مطلوب من المهاجم الذي سجل 21 هدفًا في 60 مباراة مع فريقه السابق.
لكن روكي لم يكن أحد الاختيارات المهمة لتشافي، فحتى في تلك المشاركات كان يتم إقحامه بمركز الجناح الأيسر مع عدم إقناعه بشكل كبير عندما يلعب مكان المهاجم البولندي المخضرم.
وبغض النظر عن توافر السيولة المادية من عدمها، إلا أن فكرة عدم احتياج برشلونة لمهاجم بعد ضم روكي تم نسفها تمامًا، وربما يتحرك النادي في السوق الصيفية المقبلة حتى ولو كان ضحية خطوة التخلي عن ليفاندوفسكي صيفًا.
رافينيا مصيره البيع
بعد نصف موسم مخيب جدًا لرافينيا تبع موسم سابق مخيب في أغلب أوقاته، كانت القناعة واضحة عند كثيرين من محبي برشلونة، وهي أنّ الجناح البرازيلي لا يصلح للفريق ومصيره يتّجه نحو التخلص منه في سوق الانتقالات الصيفية.
رافينيا وقع في فخ المقارنة المستمرة بين ما يقدمه، وبين ما يقدمه لامين يامال وهي المقارنة التي تميل بشدة إلى الشاب الإسباني اليافع.
لكن مع حلول شهر فبراير، كان رافينيا ينتفض بشدة ويقدم مستوى كبيرًا مع برشلونة في أغلب المباريات خاصة مع نقله إلى مركز الجناح الأيسر في ظل إصابات وتذبذب مستوى جواو فيليكس ليصبح الدولي البرازيلي واحدًا من أهم أسلحة المدرب تشافي هيرنانديز.
ورغم الحديث المستمر عن رحيل اللاعب، فإن تلك القناعة ربما تغيرت لعدة أسباب يكمن أولها في المستوى المختلف جدًا الذي قدّمه رافينيا في الشهور الثلاثة الأخيرة، وثانيها أنّ النادي يمتلك لاعبًا آخر يمكن التخلص منه لتوفير السيولة هو فيران توريس، وآخرها أنه جواو فيلكس لم يقدم مستوى مقنعًا باستمرار ولم يضمن البرسا خدماته لموسم آخر على الأقل في ظل عدم ضمان موافقة أتلتيكو مدريد على عرض إعارة آخر مع هكذا أموال مجمدة للاعب دفع فيه الأتليتي 120 مليون يورو من أجل ضمه من بنفيكا.
الحقيقة المؤكدة لبرشلونة الآن هي أنّ رافينيا ثاني أفضل جناح يمتلكه الفريق حاليًا بعد لامين يامال وأنه ما لم يمتلك البرسا حلولًا واضحة لدعم مركز الجناح فإنه يجدر به الاحتفاظ بنجمه البرازيلي في ظل تحول فيران توريس لشبح لاعب، وعدم وضوح موقف جواو فيلكس سواء على مستواه الفني أو وضعيته مع أتلتيكو مدريد.
أراوخو "لا يُمسّ".. باتت قناعة من الماضي
من كان يصدّق أنّ أفضل مدافعي برشلونة والليغا في الموسم الماضي قد بات مقبولًا داخل بعض أوساط المعسكر الكتالوني أن يتم بيعه في الصيف المقبل، لكن يبدو أن موسمًا واحدًا سيئًا جدًا قد يجعلك تتحول من لاعب لا يُمس إلى هدف من الممكن التخلص منه في الصيف.
ما يزال هناك نقاشٌ بين المتابعين حول هذا الأمر الذي تتحدث عنه بعض التقارير الصادرة من كتالونيا، فالجبهة الأولى ترى أن الأصل في المدافع الأوروغواياني أنه يتمتع بالجودة اللازمة وأنه سيستعيد مستواه الجيد بمجرد تغييره للأجواء، والحديث هنا ليس عن تغييره للأجواء الرياضية وانتقاله لنادٍ آخر، بل في تغييره لأجواء كتالونيا صيفًا وحصوله على إجازة كافية لإنعاش الذاكرة واستعادة المستوى، ولم لا يكون هذا الأمر من خلال منتخب بلاده وكوبا أمريكا التي سيخوضها في الولايات المتحدة هذا الصيف، وخلالها قد يستعيد أراوخو ثقته في نفسه بعد أداء مُزرٍ هذا الموسم خاصة في النصف الثاني منه.
أما الجبهة الثانية فترى أن أراوخو يفتقد للرؤية الدفاعية اللازمة وأن تهوّره واندفاعه أحيانًا هو جزء من جيناته التي لن تتغير بانتهاء الموسم، كما أن ظهور كوبارسي على الساحة من شأنه أن يجعل برشلونة لا يتأثر كثيرًا برحيله خاصة مع استعادة خدمات الدنماركي أندرياس كريستنسن على مستوى قلب الدفاع، مع وجود الفرنسي جول كوندي كخيار آخر على مستوى المركز ذاته.
في كل الأحوال ربما يكون العرض المالي وليس المستوى الفني سببًا رئيسيًا في قرار البيع من عدمه، بالنظر لحاجة برشلونة الماسة إلى تدبير مالي مستمر مع الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها بعد عهد بارتوميو، لكن المؤكد أن قناعة اعتبار أراوخو لاعب لا يُمس في برشلونة قد باتت جزءًا من الماضي.