حظي قرار تعيين تشابي ألونسو مديرًا فنيًّا لنادي ريال مدريد بدعم كبير من جماهير "سانتياغو برنابيو"، بعد النجاح الذي حققه المدرب الإسباني في تجربته التدريبية السابقة.
وقاد المدرب الشاب باير ليفركوزن لإنهاء هيمنة بايرن ميونخ على الدوري الألماني، مؤكدًا قدرته على بناء فريق بطولات، وفرض أسلوب لعب هجومي جذاب وفعال.
والآن، ينتظر منه عشاق الميرنغي تكرار هذه التجربة، خصوصًا بعد موسم مخيب انتهى من دون أي لقب كبير تحت قيادة كارلو أنشيلوتي.
جماهير ريال مدريد تنتظر كرة ممتعة ونتائج إيجابية
يعرف جمهور ريال مدريد جيدًا أن ألونسو يفضّل كرة القدم الهجومية عالية الإيقاع، وهو الأسلوب الذي طالما نال إعجابهم، ولكن في مدريد، الأداء الجميل وحده لا يكفي؛ فالنتائج والألقاب تبقى هي الحكم الأول والأخير.
المشكلة الأكبر التي واجهت أنشيلوتي الموسم الماضي كانت غياب الاستقرار في التشكيلة الأساسية، بسبب كثرة الإصابات وضعف التوازن في الفريق، وهي المشكلة الأولى التي يتوجب على ألونسو حلها.
وقد أعطى ألونسو إشارة واضحة في أحد تصريحاته بقوله: "التكتيك يمكن أن يكون مرنًا"، وهو ما يعكس استعداده لتكييف خططه بحسب كل مباراة.
وخلال كأس العالم للأندية، استخدم المدرب لاعبه أوريلين تشواميني كلاعب ارتكاز في خطة 4-4-2 التي تتحول إلى 5-3-2 دفاعيًّا، وهو مثال حي على هذه المرونة التكتيكية التي قد تغيّر وجه الفريق في دوري الأبطال والليغا.
طريقة 4-4-2.. التوازن والكفاءة
في ظل وجود أسماء شبه مؤكدة في التشكيلة الأساسية مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام وفيديريكو فالفيردي وألفارو كاريراس وديان هويسين وتيبو كورتوا، فإن النظام الماسي في خط الوسط (4-4-2) يبدو مناسبًا جدًّا.
يمكن لتشواميني أن يكون الارتكاز في ريال مدريد ويجاوره فالفيردي، مع أحد الثنائي أردا غولر أو داني سيبايوس أمامهما، كما يمكن الدفع بالثنائي معًا، وتحريك فالفيردي للارتكاز، أو حتى منح الفرصة للموهبة الصاعدة فرانكو ماستانتوينو.
هذا النظام يوفّر توازنًا مثاليًّا بين الدفاع والهجوم، ويمنح بيلينغهام المساحة التي يحتاجها، ويسمح لمبابي وفينيسيوس باللعب معًا في الخط الأمامي.
اللعب بثلاثة مدافعين.. سيطرة أكبر
النظام المفضل لألونسو في بعض فتراته مع ليفركوزن كان 3-5-2، وهو أسلوب يمنح الفريق سيطرة أوضح في وسط الملعب، ويفتح المجال لاستخدام المزيد من اللاعبين المهاريين.
في هذه الخطة، يصبح دور تشواميني أقل أهمية، ما يزيد فرص مشاركة غولر وسيبايوس، كما أن وجود ظهير هجومي مثل ترنت ألكسندر أرنولد، المنضم حديثًا، يمنح الفريق قوة إضافية على الأطراف.
هذه الخطة أثبتت نجاعتها بالفعل، حيث استخدمها ألونسو في كأس العالم للأندية حين تفوق ريال مدريد على لايبزيغ (3-0) ويوفنتوس (1-0).
العودة إلى 4-3-3
هناك أيضًا إمكانية للعودة إلى 4-3-3 الكلاسيكية، مع منح ماستانتوينو دور الجناح الأيمن بدلًا من رودريغو، في حين يساند بيلينغهام وفالفيردي تشواميني في وسط الملعب.
لكن هذا الشكل قد يُعيد المشاكل التي واجهها أنشيلوتي، بسبب اختلال التوازن خصوصًا عند مواجهة فرق قوية هجوميًّا.
وأيا كانت الخطة التي سيعتمدها ألونسو، فإن جماهير ريال مدريد تنتظر منه شيئًا واحدًا: ألا وهو تشكيلة أساسية ثابتة قادرة على حسم المباريات الكبيرة والمنافسة على كل البطولات.
ومع وجود ثلاثي هجومي ناري يضم مبابي، فينيسيوس، وبيلينغهام، إلى جانب عقلية ألونسو التكتيكية، قد يكون ريال مدريد على أعتاب حقبة ذهبية جديدة.