حقق منتخب تونس فوزا مقنعا بثلاثية دون رد أمام نظيره الليبيري، في الجولة السابعة من تصفيات كأس العالم 2026، ليواصل تصدره لجدول ترتيب المجموعة الثامنة.
وإلى جانب النتيجة الإيجابية، شهدت المباراة بروز عدة أسماء قد تلعب دورا حاسما في مستقبل "نسور قرطاج"، بينما لم يكن أداء بعض اللاعبين في مستوى التطلعات.
نجوم تألقوا.. بصمات واضحة وثقة متزايدة
قدم لاعب الوسط فرجاني ساسي مباراة كبيرة على مستوى التنظيم والتحكم في إيقاع اللعب، وكان نقطة توازن في وسط الملعب، وتوج مجهوداته بهدف رائع برأسية في الدقيقة 66.
وأكد ساسي عودته القوية بعد فترة من التذبذب، وتميز بتمريراته الدقيقة وقراءته الجيدة للعب، وكان من أبرز نجوم اللقاء.
كما قدم الوافد الجديد يان فاليري أداء متوازنا من الناحيتين الدفاعية والهجومية، وأظهر جاهزية بدنية عالية، كما أربكت تحركاته على الرواق الأيمن دفاع ليبيريا، وتميز بكراته العرضية الدقيقة ومساندته المستمرة للهجوم، وربما يكون الحل المثالي لمشكلة الظهير الأيمن التي طالما أرقت "نسور قرطاج".
وفي ظهوره الأول بقميص تونس لم يحتج إسماعيل الغربي وقتا طويلا ليثبت قيمته، ودخل بديلا وأبهر الجميع بلمساته الفنية العالية وثقته الكبيرة رغم صغر سنه، كما أضفى حيوية على خط الوسط الهجومي، وقدم تمريرات مفتاحية كان يمكن أن تُترجم إلى أهداف، ليؤكد أن مستقبلا واعدا ينتظر اللاعب الوافد من أوغسبورغ الألماني.
وشارك إلياس سعد في الدقائق الأخيرة، لكنه ترك بصمة لا تنسى بتسجيله الهدف الثالث من مخالفة مباشرة رائعة في الدقيقة 90+4، ليكشف عن إمكانيات فنية عالية وثقة بالنفس ويثبت مجددا أنه يستحق مكانا أساسيا، خاصة في ظل تراجع مستوى منافسيه على الجناح الأيسر.
خيبة أمل.. أسماء لم تكن في الموعد
على العكس تماما، لم يكن مرتضى بن وناس الظهير الأيسر في يومه، وظهر عليه الارتباك في التغطية الدفاعية، ولم يقدم الإضافة الهجومية المطلوبة، وترك مساحات خلفه استغلها منتخب ليبيريا في أكثر من مناسبة، ليطرح مستواه تساؤلات حول مدى جاهزيته للاستحقاقات المقبلة.
ورغم منحه الفرصة كأساسي، لم يظهر إلياس العاشوري أي فعالية تذكر على الجناح الأيسر، وافتقد للمراوغة والسرعة في اتخاذ القرار، وكان حضوره باهتا طيلة الدقائق التي شارك فيها، لتنتظره منافسة قوية من إلياس سعد الذي استغل فرصته بأفضل طريقة.
كما شارك عمر العيوني في الرواق الأيمن دون أن يترك أي بصمة حقيقية، وافتقر للفاعلية ولم ينجح في اختراق دفاعات ليبيريا أو صناعة فرص لزملائه، وكان مستواه دون المنتظر، وقد يكون من أول المرشحين لفقدان مكانه في التشكيلة الأساسية.
أمل بمستقبل واعد ينتظر منتخب تونس
انتصار تونس لم يكن مجرد 3 نقاط، بل حمل رسائل واضحة: هناك أسماء قادرة على حمل المشعل في قادم المواعيد، وأخرى مطالبة بإعادة النظر في أدائها.
ومع تبقي 3 مباريات فقط على نهاية التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، يبدو "نسور قرطاج" على الطريق الصحيح نحو المونديال، لكن الاستحقاقات القادمة تتطلب ثباتا في المستوى وقرارات فنية جريئة من الجهاز الفني بقيادة سامي الطرابلسي.