دخل منتخب المغرب التاريخ من أوسع أبوابه، عندما بات أول منتخب أفريقي وعربي يبلغ نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 بفوزه على البرتغال بنتيجة 1-0 أمس السبت، ليضرب موعدًا في المربع الذهبي مع فرنسا -حاملة اللقب- والتي أقصت إنجلترا بفوز مثير 2-1.
وتضافرت ثلاثة أسرار أسهمت في تحقيق المغرب هذا الإنجاز التاريخي بقيادة المدرب وليد الركراكي الذي نجح في قيادة أسود الأطلس لإقصاء منتخبات عريقة مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
1- وحدة الهدف وانضباط تكتيكي
استطاع الركراكي لمّ شمل غرفة الملابس وتوحيدها، لينعكس ذلك على أرضية الملعب، حيث تميز أداء "أسود الأطلس" بانضباط تكتيكي كبير جعل الفريق قادرًا على مجاراة المنتخبات العالمية الكبرى والتفوق عليها، بخلاف ما كان عليه الحال في حقبة البوسني وحيد حاليلوزيتش الذي دخل في خلافات مع نجم تشيلسي حكيم زياش دفعته لترك المنتخب.
وعوّل المدرب على الجهد رغم الإصابات وعلى الروح الجماعية في الملعب ليقصي رفاق رونالدو حيث قال: "مرة أخرى واجهنا فريقًا كبيرًا مثل البرتغال. رأيتم الإصابات ومن بقي على الميدان. كان علينا أن نكتب التاريخ لأفريقيا. أنا سعيد جدًا".
2- عقلية الانتصار
لم يسبق أن وصل أي منتخب عربي أو أفريقي إلى دور الأربعة في كأس العالم. على عكس البرتغال التي سبق لها أن خاضت نصف النهائي مرتين وخسرت في المباراتين، أمام إنجلترا عام 1966، وفرنسا عام 2006.
واستطاع الركراكي زرع هذه العقلية في لاعبين كانوا محل انتقادات مثل يوسف النصيري الذي انخفض مستواه مع إشبيلية قبل أن ينجح في الرد على المنتقدين بهدفه في مرمى البرتغال.
وذكر الحارس بونو ياسين، أفضل لاعب في مباراة البرتغال والذي بات أول حارس أفريقي يحافظ على نظافة شباكه في ثلاث مباريات في نسخة واحدة من النهائيات، قائلًا: "من الصعب إيجاد الكلمات لوصف هذه اللحظة، لقد قال مدربنا في وقت سابق نحن هنا لتغيير هذه العقلية واللاعب المغربي قادر على مواجهة أي شيء في المونديال".
وأضاف: "لقد غيّرنا بالفعل هذه العقلية والجيل الحالي والذي سيأتي من بعدنا سيعرف أن اللاعب المغربي قادر على اجتراح المعجزات"، في الوقت الذي لم يكن حارس إشبيلية يقدم مستوى مميزًا مع ناديه الأندلسي، في دلالة على التحول الذي أحرزه الركراكي.
3- أداء فردي خارق
قدم 4 لاعبين من منتخب المغرب أداءً فرديًا مذهلًا جعلهم يدخلون التشكيلة المثالثة في ربع نهائي النسخة الحالية من كأس العالم، حسب موقع "هوسكورد"، هم جواد الياميق وسفيان بوفال ويوسف النصيري ويحيى عطية الله.
ونجح سفيان أمرابط في لفت الانتباه بقدرته على إيقاف خطورة خط وسط البرتغال وقطع الكثير من الكرات أمامهم، لا سيما أن هناك عددًا من الأندية بدأت في مراقبته بهدف ضمه من فيورنتينا الإيطالي.