فرض الحسين سطوته على الوحدات للموسم الثاني على التوالي، حيث حرمه من لقب كأس السوبر الأردني، مستثمرًا حالة التطور والازدهار التي يعيشها منذ ثلاثة مواسم.
وتوج "الملكي" بلقب كأس السوبر للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه، مؤكدًا أن ما حققه من إنجازات في الموسمين الماضيين لم يكن محظ صدفة، بل هو مشروع كبير بدأ يجني ثماره.
وفاز الحسين على الوحدات بمجموع اللقاءين، حيث تعادل معه ذهابًا 1-1 وفاز عليه إيابًا 1-0، ليتوج بلقب كأس السوبر، وسط فرحة عارمة من جماهيره الكبيرة التي وجدت في استاد الحسن بإربد.
ويسلط موقع winwin في هذا التقرير الضوء على الأسباب التي قادت الحسين لفرض أفضليته أمام الوحدات، وذلك وفقًا للتالي:
تفوق الحسين بنوعية لاعبيه
لم يكن فوز "الملكي" بالسوبر مستغربًا، فهو منذ موسمين يعد الأفضل على الساحة المحلية، فمجلس إدارته يمتلك المال وقام بتدعيم صفوفه بأبرز نجوم كرة القدم الأردنية من المخضرمين والشبان.
وكان بإمكان الفريق تحقيق الفوز على الوحدات ذهابًا وإيابًا، حيث يمتلك فريقين بذات القوة، لكن مدربه البرتغالي كيم تشادو حاول قدر الإمكان ضرب عصفورين بحجر واحد، من خلال منح جميع اللاعبين فرصة المشاركة لرفع جاهزيتهم الفنية والبدنية لبطولة الدوري الأردني.
وفرض الحسين أفضليته نتيجة نوعية لاعبيه، فهم يتفوقون على لاعبي منافسهم، بالنوعية والجودة بمختلف خطوط اللعب، بدليل أنهم نجحوا في فرض سيطرتهم في المباراتين.
ولو تأملنا الواقع، فإن الوحدات بدأ تحضيراته وأنجز تعاقداته قبل نادي الحسين، لكن الأخير سد الفجوة بنوعية لاعبيه وتعدد الخيارات التي يمتلكها، ليوزع الجهد فيما بينهم على امتداد المباراتين.
ضعف الوحدات وارتباكه وخطأ الحكم
لم يختلف حال فريق الوحدات في الموسم الماضي عن الموسم الجديد، فهو يعتمد على قدرات لاعب وحيد يمتلك الحل الفردي ويتمثل بمهند سمرين، والأخير لم يكن بيومه، وظهر مشتتًا باعتباره ما يزال يفكر بالاحتراف خارجيًّا.
وأسهم ضعف فريق الوحدات ومحدودية قدرات لاعبيه بأن يتعامل الحسين بسلاسة وراحة في المباراتين، لأنه كان على ثقة أن كأس السوبر في النهاية سيبتسم له، وأن منافسه لا يمتلك ما يرشحه ليكون بطلاً.
ولم يعرف التونسي قيس اليعقوبي إدارة مباراة أمس، حيث غامر بالزج باللاعب المصاب دانيال عفانة الذي لم يلعب سوى عشر دقائق حتى تم استبداله، ليخسر تبديلاً أربك حسابات الفريق.
ولم يكن اليعقوبي موفقًا في الشوط الثاني عندما أجرى ثلاث تبديلات دفعة واحدة، أسهمت في إرباك الفريق وافقدته توازنه، وهي التبديلات التي شملت أفضل لاعبي الوحدات وهو الفلسطيني وجدي نبهان، في حين قام بسحب المهاجم الصريح الوحيد الموريتاني أمامادو نياس، ليس لأنه لم يقدم ما لديه، بل لأنه لم ينسجم مع طريقة لعب الفريق.
كل تلك الأخطاء كانت كفيلة لتربك لاعبي الوحدات، والتي أثمرت عن خطأ مشترك لا يغتفر ،عندما مرر الحارس عبد الله الفاخوري الكرة لعامر جاموس، ليضغط عليه نجم "الملكي" يوسف أبو جلبوش ويستخلص الكرة، ويواجه المرمى ويضعها بالشباك.
ولا شك أن "الملكي" استفاد كذلك من الخطأ الذي ارتكبه حكم المباراة محمد مفيد، عندما تغاضى عن احتساب ضربة جزاء تبدو صحيحة للوحدات، والنتيجة تشير إلى التعادل السلبي.
الحسين أفضل تكتيكيًّا وفنيًّا وذهنيًّا
كان الحسين أفضل في المباراتين من النواحي التنظيمية والتكتيكية والفنية والذهنية، على عكس فريق الوحدات الذي قدم واحدة من أسوأ مبارياته في الذهاب، وعجز في مباراة الإياب عن تشكيل الزخم الهجومي المطلوب بسبب العشوائية التكتيكية، والأدوار غير المفهومة لمعظم لاعبيه.
وأجاد البرتغالي كيم ماتشادو قراءة فريق الوحدات جيدًا، حيث اعتمد الأخير على عملية بناء الهجمات من الخلف، ليتبع معه أسلوب الضغط المتقدم فحرم منافسه من عملية البناء الهجومي، وفرض سيطرته، وتعددت مشاهد خطورته على مرمى عبد الله الفاخوري.
وبالأرقام، فإن الوحدات على مدار شوطي مباراة الإياب، تمكن من خلق فرصتين خطيرتين فقط، مقابل 8 فرص خطرة للحسين، ما يدل على أن الفوارق بين الفريقين كانت شاسعة.