يواصل قادة الأهلي المصري البحث عن مدرب أجنبي جديد، من أجل خلافة الإسباني خوسيه ريبيرو، الذي اكتفى بخوض 3 أشهر فقط على رأس الجهاز الفني "للمارد الأحمر"، قبل أن يُقال من المنصب، بعد خسارة الفريق المحبطة (0-2) أمام بيراميدز، ضمن منافسات الدوري المحلي.
وبالتزامن مع استمرار عملية البحث عن المدير الفني الأجنبي الجديد، قرر الأهلي تعيين عماد النحاس في منصب المدرب المؤقت، وقد أثار ذلك تساؤلات كثيرة عن سر تمسك إدارة النادي القاهري بتعيين مدرب من القارة العجوز، وتجاهل منح الفرصة للمصريين.
وتُعد هذه التساؤلات منطقية جدًا، خاصةً أن النحاس قاد الفريق قبل أشهر معدودة للتتويج بلقب الدوري المصري، بعد تحقيق نتائج باهرة، عوض بها النتائج المخيبة التي تحققت تحت قيادة المدرب السويسري مارسيل كولر.
وكانت هذه التجربة الأولى للنحاس في منصب المدير الفني المؤقت للأهلي، قبل أن يصبح مدربًا عامًا في الجهاز الفني لريبيرو. وبعد نتائج محبطة، وأداء سيئ قدمه الفريق مع المدير الفني الإسباني، اتخذت إدارة النادي قرارًا بإقالة الرجل صاحب الـ49 عامًا، والاستعانة مرة أخرى بعماد النحاس، بانتظار التوقيع مع مدرب أجنبي جديد.
في هذا التقرير، يُسلط "winwin" الضوء على الأسباب التي تدفع إدارة الأهلي المصري لتجاهل المدربين المصريين، بمن فيهم عماد النحاس نفسه، وتفضيل التعاقد مع المدربين الأجانب، رغم فشل بعض التجارب، على شاكلة تجربة ريبيرو.
كثرة النجوم
تزخر تشكيلة الأهلي المصري بكوكبة من النجوم المميزين، في مختلف مراكز الملعب، على غرار محمد الشناوي وإمام عاشور وأحمد سيد "زيزو" ومحمود حسن "تريزيجيه" وأشرف بن شرقي، ويُقال إن وجود مدرب أجنبي أمر ضروري، من أجل السيطرة على غرفة الملابس.
ويعد الأمر مشابهًا إلى حدٍ كبير لملف التحكيم؛ حيث يعير اللاعبون المصريون احترامًا أكبر للحكام الأجانب، كما يمكن السيطرة عليهم بصورة أفضل تحت قيادة المدربين غير الناطقين بلغة الضاد، حسبما يشير إليه مراقبون.
وفي واقع الأمر، يوجد مدربون مصريون بشخصيات قوية، كما يوجد مدربون أجانب بشخصيات مهتزة وضعيفة، لكن الصورة المرسومة لدى أغلب إدارات الأندية المصرية، أن السيطرة على النجوم تتطلب استقدام مدرب من القارة الأوروبية على وجه الخصوص.
التعامل مع ضغوط الأهلي المصري
صحيح أن منصب المدير الفني للأهلي يمنح صاحبه امتيازات كبيرة؛ لكنه أيضًا يضعه تحت ضغوط يصعب التعامل معها، وفي الواقع، قد يكون خيار المدرب الأجنبي أفضل تحديدًا وفق هذه النقطة، خاصةً أن المدرب المصري يستمع لوسائل الإعلام والجماهير بصورة أكبر.
وبالعودة إلى الحديث عن عماد النحاس، سنجد أن الأخير تعرض لضغوط كبيرة خلال فترته الأولى بمنصب المدير الفني المؤقت للأهلي، بسبب اهتزاز مستوى الفريق في مباراة أو اثنتين، رغم نجاح التجربة بشكل عام، وقيادته "الشياطين الحُمر" للتتويج بلقب الدوري، بعد تحقيق 6 انتصارات في 6 مباريات.
ابن النادي
قد تكون إدارة الأهلي غير مقتنعة بعمل عماد النحاس، أو غيره من المدربين المنسوبين على الأهلي، وهذا أمر مشروع بكل تأكيد، لكن الغريب أن الاقتناع بعمل مدير فني لم يسبق له اللعب في قلعة "الجزيرة"، لن يكفي لمنحه المنصب، مادام كان مصرياً وليس أجنبياً.
هذه النقطة تحديدًا تُوصف في مصر بمصطلح "ابن النادي"؛ حيث يُشترَط أن يكون المدرب المحلي لاعبًا سابقًا في النادي، حتى وإن لم يكن مشجعًا له في الأساس.
وفي الواقع أيضًا، لا تُطبَق نظرية "ابن النادي" في الأهلي المصري فقط؛ إذ عاش أيمن الرمادي ضغوطًا كبيرة في الزمالك الموسم الماضي، كما تعرّضت تجربة المدير الرياضي جون إدوارد في قلعة "ميت عقبة" لانتقادات كبيرة من أساطير لـ"الأبيض"، والسبب أن إدوارد لم يسبق له لعب كرة القدم بقميص "أبيض وخطين حمر".