هل يلحق بهم هازارد؟ مشاهير عادوا من اعتزال كرة القدم

لم يمر خبر اعتزال إيدين هازارد كرة القدم مرور الكرام، بعدما شعر كثيرون بخيبة الأمل من اضطرار أحد نجوم اللعبة في العقد الماضي إلى ترك اللعبة وهو في عمر الـ32.

الدولي البلجيكي كان قد بدأ مسيرته الاحترافية مع ليل الفرنسي الذي ذاع صيته برفقته، ما دفع بتشيلسي الإنجليزي لضمه؛ لتنفجر موهبته ويصبح أفضل لاعب في البريميرليغ في موسم 2014-15، قبل أن يرتبط اسمه لسنواتٍ بالانتقال إلى ريال مدريد؛ ليصبح الأمر حقيقةً في 2019 بإتمام انتقاله نحو العملاق الإسباني، بيد أن سلسلة من الإصابات وانعدام الثقة لدى المدربين خلال مسيرته مع الميرينغي أدّت إلى كابوس لم ينتهِ إلّا بانتهاء تعاقده الصيف الماضي.

ومع عدم عثور هازارد لمدة شهور على نادٍ آخر مهتم بضمه، قرر إعلان اعتزاله كرة القدم دون حتى أن يظهر في وسائل الإعلام.

لكن هناك أخبارًا لهذا الصباح ربما تحمل تحولًا في الأحداث، وذلك بعد أن عرض مدرب وست هام يونايتد كيفين نولان على هازارد القدوم لعمل تجارب في النادي اللندني.

مساعد المدير الفني، ديفيد مويس، أخبر وسائل الإعلام بقوله: "إن أراد (هازارد) القدوم والخضوع للتجارب، فأنا متأكد من أنني أرغب في ذلك. لا أعلم رأي المدير الفني (مويس)؛ لكنني على يقين من رأيي! من المؤسف أن لاعبًا بإمكاناته يعتزل في هذا الوقت؛ لأنني أؤمن بأنه لا تزال لديه عدة سنوات في أعلى مستوى من كرة القدم، ولن أكون متفاجئًا إن حدث تغير في الأمور في الـ6 أشهر أو العام القادم".

إمكانية عودة هازارد -إن تحمس لعرض نولان- أعادت إلى الأذهان بعضًا من مشاهير اللعبة الذين عادوا من الاعتزال ليرتدوا قمصان كرة القدم من جديد.

بول سكولز

عقب 6 أشهر من اعتزاله كرة القدم، أقنع السير أليكس فيرغسون متوسط ميدانه بول سكولز بالعودة لممارسة كرة القدم من جديد، والمثير أن عودته كانت مع حلول ديربي مانشستر حيث فُوجئ به زملاؤه داخل غرف الملابس دون سابق إنذار. ومن ذلك التوقيت خاض سكولز 21 مباراة بقميص اليونايتد في ذلك الموسم قبل أن يستمر لموسم آخر حقق فيه لقب البريميرليغ مع مانشستر يونايتد قبل أن يعتزل من جديد؛ لكن هذه المرة برفقة "فيرغي" الذي أعلن اعتزاله التدريب بنهاية نفس الموسم.

يوهان كرويف

"عدت بسبب خسارتي للملايين في "بيزنس" فاشل لمزارع الخنازير!" هكذا كان الأسطورة الهولندية صريحًا كعادته عندما قرر العودة من الاعتزال الذي أعلنه مع نهاية مسيرته في برشلونة في 1978 ليقرر بعدها الانضمام إلى لوس أنجلوس أزتيك الأمريكي.

كرويف قال إن اعتزاله الأول لكرة القدم في عمر الـ31 كان قرارًا خاطئًا مع الموهبة المتفردة التي كان يمتلكها. حكى "مُلهم برشلونة" أن انتقاله إلى أمريكا أتاح له الهدوء اللازم لنضج رؤيته التدريبية والعملية بعيدًا عن أي مؤثرات في مسيرته في أوروبا.

قائد هولندا لنهائي كأس العالم 1974 قضى عامًا واحدًا في أزتيك والآخر في واشنطن ديبلوماتس قبل أن يعود إلى أوروبا من بوابة ليفانتي الإسباني، إلا أنه عاد إلى ديبلوماتس لفترة قصيرة، قبل أن ينهي مسيرته في هولندا بانضمامه إلى نادي عمره أياكس، فيما يبدو أنه أنهى مسيرته بانتقالٍ مثيرٍ للجدل نحو نادي فينورد (غريم أياكس) في خطوةٍ تشبه شخصيةَ كرويف المتمردة على الكثير من الأشياء، ولو أن هذا لم يمنع أياكس من غفران هذا الأمر بعد ذلك لتتم تسمية ملعبه على اسم أحد أهم من داعبوا كرة القدم لاعبًا ومدربًا.

ينس ليمان

خاض الحارس الألماني مسيرة طويلة برفقة أندية شالكه وميلان وبوروسيا دورتموند، وتبقى أهم محطة في مسيرته مع أرسنال الإنجليزي الذي حرس مرماه في أحد أهم عصوره الذهبية التي حقق فيها لقب البريميرليغ دون هزيمة ووصل نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ الغانرز، قبل أن يغادر النادي اللندني بنهاية موسم 2007-08 ويلتحق بشتوتغارت ثم يعلن اعتزاله مع نهاية موسم 2009-2010.

لكن في مارس/ آذار من عام 2011، قرر أرسن فينغر إعادة ليمان من الاعتزال بعد سلسلة من الإصابات ضربت حراس مرماه وتركت الفريق بحارس واحد هو مانويل ألمونيا. مشاركة ليمان اقتصرت على الفريق الرديف في الشهر الأول من عودته قبل أن يلعب أساسيًا في مباراته الـ200 بقميص آرسنال أمام بلاكبول وذلك عقب إصابة الحارس الإسباني في الإحماء؛ ليصبح ليمان أكبرَ مَن لعب بقميص أرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز في عمر الـ42 إلّا أنه لم يكن الأكبر في كل المسابقات إذ يحمل جوك روذرفورد هذا الرقم. ومع نهاية الموسم عاد ليمان لاعتزال كرة القدم من جديد.

آريين روبن

إذا كان الإنسان مخلوقًا من تراب وسيعود إلى التراب، فإن إحدى أجمل لحظات لاعبي كرة القدم هي مشاهدتهم ينهون مسيرتهم في نفس النادي الذي بدؤوا فيه هذه المسيرة.

كان هذا هو حال أحد أفضل الأجنحة في تاريخ اللعبة آريين روبن، الذي ساقته الأقدار لفعل هذا الأمر بعد أن أعلن اعتزاله اللعبة عقب مسيرة حافلة مع بايرن ميونخ.

روبن كان قد بدأ مسيرته الاحترافية مع غرونينغن الهولندي قبل أن ينتقل سريعًا إلى بي إس في آيندهوفن ومنه إلى تشيلسي الإنجليزي ليخوض معه مسيرة ناجحة -ولو أنها شابتها الإصابات- دفعت بريال مدريد للتعاقد معه، إلا أن سلسلة من الإصابات منعت الدولي الهولندي من البروز بالشكل الأمثل ليلاحقه وصف "الرجل الزجاجي"، ثم ينتقل إلى بايرن ميونخ الذي تفجرت معه مسيرته أكثر لـ10 سنوات ذات نجاحٍ ساحق، فاز فيها بكل شيء مع النادي البافاري؛ ليعلن اعتزاله في عام 2019.

ومع انتهاء الموجة الأشد من فيروس كورونا وعودة عجلة كرة القدم للدوران، فاجأ روبن العالم بإعلانه العودة من الاعتزال وانضمامه إلى نادي مراهقته غرونينغن لمساعدته في تجاوز المتاعب الاقتصادية التي خلّفها الوباء.

روبن سجل في فترة الإعداد في ودية أرمينيا بيليفيلد قبل أن يعيد إلى الأذهان وصف الرجل الزجاجي بعدما خاض مباراته الرسمية الأولى في الدوري الهولندي أمام آيندهوفن ليصاب بعد 28 دقيقة ويغيب لـ7 أشهر كاملة؛ لكنه لم ييأس وعاد في شهر أبريل/ نيسان ليخوض عدة مباريات أخرى مع فريقه قبل أن يعلن اعتزاله نهائيًا مع نهاية الموسم.

بيتر تشيك

حسنًا! علينا أن نكون أكثر دقة هنا .. صحيح أن الحارس التشيكي نظريًّا عاد من الاعتزال؛ لكنه عمليًا لم يلعب! حارس مرمى تشيلسي لفترة طويلة جدًا انتقل مع نهايات مسيرته إلى أرسنال، قبل أن يعلن اعتزاله كرة القدم مع نهاية موسم 2018-19 ويعود إلى تشيلسي مستشارًا فنيًّا للنادي.

لكن خبرًا طريفًا ظهر في وسائل الإعلام في صيف 2020 عن وضع اسم تشيك في قائمة تشيلسي كحارس للطوارئ في حالة إصابة حراسه؛ لكن من حسن حظ الفريق لم يُصب إدوارد ميندي وكيبا أريزابالاغا في هذا الموسم، لذلك لم يحتج البلوز خدمات تشيك .. أو أنه من سوء حظهم!

زيكو

الأسطورة البرازيلية الذي تألق في كأس العالم 1982 خاض مسيرة كبيرة وطويلة مع فلامينغو تخللها موسمان برفقة أودينيزي الإيطالي ما بين عامي 1983 و1985 قبل أن يعتزل في 1989.

لكن "بيليه الأبيض" عاد من الاعتزال في 1991 ليلعب ثلاثة مواسم مع كاشيما أنتلرز الياباني، الذي ارتبط كثيرًا باسم زيكو بعد ذلك مدربًا أو حتى مديرًا رياضيًّا ومستشارًا رياضيًّا بعد ذلك بالإضافة إلى فتحه سوقًا تدريبيةً كبيرةً له في آسيا مع منتخبي اليابان والعراق وعدة أندية خليجية وآسيوية أخرى.

والآن مع ربما أطرف قصة حدثت في تاريخ العودة من الاعتزال!

كارلوس روا

الحارس الأرجنتيني تمتع بمسيرة مميزة عندما كان حارس مرمى منتخب التانغو في كأس العالم 1998 وكذلك ربح مع ريال مايوركا كأس السوبر الإسباني ووصل نهائي كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس لكن فجأة.. توقف كل شيء!

رفض روا تجديد تعاقده مع مايوركا الذي بدأ مسيرته معه في 1997 بعد أن آمن أن العالم سينتهي في 2000 ليقضي أشهرًا في كنيسته منخرطًا في طقوس دينية وخيرية تابعة للكنيسة، وعندما اتضح له أن العالم لم ينتهِ، اضطر روا إلى استئناف عقده مع مايوركا الذي ينتهي في 2002 لكن مستواه لم يعد أبدًا كما كان في السابق؛ ليفقد مكانه لصالح الحارس ليو فرانكو، ثم ينتقل بعدها إلى ألباسيتي الذي قضى معه نصف موسم قبل أن يكتشف إصابته بسرطان الخصية، ومنذ وقتها استغرق قرابة العام ما بين العلاج الكيماوي والتأهيل البدني لما يشبه الاعتزال الثاني؛ لكنه عاد من جديد من بوابة نادي أوليمبو الأرجنتيني ليعتزل هناك.

عدة لاعبين مشاهير آخرين عادوا من الاعتزال لفترات قصيرة مع أندية مغمورة، أبرزهم البرازيليان ريفالدو وروماريو ودنيلسون وكذلك مارك أوفرمارس ولاندون دونوفان وغيرهم؛ لكنها لم تكن عودات كبيرة إلى أندية في الدرجة الممتازة، أو إن حدثت فهي لم تدم حتى لأشهرٍ؛ لكنها كانت فرصة دائمة لمشاهدة ولو لمحات قصيرة من سحر لاعبين أمتعونا كثيرًا في ملاعب كرة القدم، فهل نرى سحر هازارد من جديد؟