يدخل إسلام سليماني هداف منتخب الجزائر التاريخي، مرحلة جديدة من مسيرته الكروية وهو في سن السابعة والثلاثين، بعد أن كشف الصحفي الفرنسي – الجزائري نبيل جليط عن توجهه إلى رومانيا للتوقيع مع نادي كلوج.
يمتلك "سوبر سليم" رصيدًا دوليًا مرموقًا، إذ أحرز 47 هدفًا في 102 مباراة مع "الخضر"، ما جعله رمزًا هجوميًا بارزًا في تاريخ "المحاربين". ورغم تقدمه في العمر، ما يزال المهاجم المخضرم مصرًا على البقاء في أوروبا ومواصلة التحديات.
بدأت رحلة سليماني الاحترافية عام 2013 بمغادرته الجزائر نحو سبورتينغ لشبونة البرتغالي، قبل أن يخوض تجربة بارزة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي. وتعددت بعد ذلك محطاته بين تركيا وفرنسا وبلجيكا وحتى البرازيل.
لم تخل مسيرة اللاعب من العودة إلى الجذور، حيث ارتدى قميص شباب بلوزداد لفترة قصيرة. غير أن عودته للجزائر لم تغير قناعته بضرورة الاستمرار في الملاعب الأوروبية، حيث يرى في هذه البيئة تحديًا يليق بتجربته وخبرته الكبيرة.
لماذا اختار إسلام سليماني الانتقال إلى كلوج الروماني؟
اختيار كلوج يبدو مدروسًا، فالنادي يعد من أبرز الأندية في الدوري الروماني وأكثرها استقرارًا، إذ ينافس باستمرار على لقب البطولة ويشارك بانتظام قاريًا. هداف منتخب الجزائر التاريخي بخبرته الكبيرة يمكن أن يشكل إضافة قيمة للمجموعة الرومانية.
إضافة إلى قيمته التهديفية، يحمل إسلام سليماني سمات قيادية اكتسبها من مشاركاته في بطولات كبرى. هذه السمات قد تمنحه دورًا محوريًا في توجيه زملائه، خصوصًا اللاعبين الشبان، بما يرفع من طموحات النادي على المستوى المحلي والأوروبي.
فرص عودة سليماني إلى منتخب الجزائر مع استحقاقات الكان والمونديال
رغم أهمية المحطة الجديدة، يظل الحلم الأسمى لسليماني هو العودة إلى صفوف منتخب الجزائر. فمنذ خروجه من قائمة "الخضر" بعد كأس أمم أفريقيا 2024، لم يستدع من المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، الذي يستعد لتصفيات كأس العالم 2026 ونهائيات كأس أفريقيا 2025 بالمغرب.
يأمل النجم السابق لشباب بلوزداد أن تفتح له تجربة كلوج الباب مجددًا نحو "الخضر"، خصوصًا أن خبرته وأرقامه التاريخية قد تجعله خيارًا مفيدًا في المحافل الكبرى، وسط ترقب واسع من الجماهير الجزائرية لاحتمال عودته إلى الساحة الدولية.
غير أن بعض المؤشرات توحي بصعوبة تحقيق ذلك، إذ يواصل المدرب فلاديمير بيتكوفيتش الرهان على أسماء جديدة لقيادة الخط الأمامي للمنتخب الجزائري، في مقدمتها أمين غويري ومحمد الأمين عمورة، ما قد يقلص حظوظ اللاعب في الاستدعاء مستقبلًا.
عمومًا، وبهذه الخطوة، يبرهن إسلام سليماني أن شغفه بالملاعب لم ينطفئ، وأن قصته الكروية ما زالت تحمل فصولًا مثيرة. انتقاله إلى رومانيا قد لا يكون مجرد محطة عابرة، بل بداية لعودة محتملة إلى قميص المنتخب الذي ارتبط اسمه به تاريخيًا.