لا أحد يحب أن يلعب ضد ليفربول أمام مدرج الكوب، حيث الضغط الجماهيري والأجواء الحماسية التي ترهب الخصوم، وتمنح الريدز أفضلية نفسية لحسم المباريات في الأوقات الحرجة، إذ لا يخرج الزوار بنتائج طيبة في العادة.
يعد الكوب (The Kop) أشهر مدرج في عالم كرة القدم على الإطلاق، وهو مخصص للجماهير السكاوزية المتعصبة الغاضبة التي لا تتوقف عن الأهازيج والتشجيع الحار طيلة دقائق المباراة التسعين.
مكانة تاريخية لمدرج الكوب
الكوب هو المدرج الشمالي في ملعب (أنفيلد) ويحظى بمكانة تاريخية لا تُضاهى، حيث تم تسميته تيمنًا بتل الكوب في جنوب أفريقيا، الذي شهد موت آلاف الجنود البريطانيين في حرب البوير عام 1880.
في عام 1906 وفي أثناء إعادة بناء بعض أجزاء الملعب، لاحظ الإنجليزي المهندس أرشيبالد ليتش أن المدرج الشمالي شديد الانحدار مثل تل الكوب الذي دارت عليه إحدى معارك حرب البوير.. من هنا جاءت الفكرة.
بالتشاور مع الصحفي الرياضي الإنجليزي الشهير -آنذاك- إرنست إدواردز، تم الاتفاق على تخليد ذكرى ضحايا حرب البوير من جنود مدينة ليفربول، عبر إطلاق اسم الكوب على المدرج الشمالي من ملعب (أنفيلد).
الكوب حصن ليفربول
دائمًا ما يختار قائد ليفربول قبل بداية المباريات اللعب عند مدرج الكوب في الشوط الثاني، حيث المكان الأكثر ضجيجًا وتوترًا في عالم كرة القدم.. هناك يسجل الفريق العديد من الأهداف ويحسم المباريات في دقائقها الأخيرة.
أفضت دراسات إلى أن شهرة مدرج الكوب وتأثيره النفسي على الخصوم، يتم ترجمته في أوقات كثيرة إلى نتائج فعلية في الملعب، فليفربول يضغط هجوميًا بالتزامن مع أهازيج الجماهير، ما يخلق نوعًا من الاضطراب عند الخصوم.
مهاجم وست هام السابق، مايكل أنطونيو، قال عن ذلك: "أعتقد أن الكوب يمتص الكرة إلى داخل المرمى".. فيما قال أسطورة تدريب مانشستر يونايتد أليكس فيرغسون إن اللعب هناك هو أصعب شيء واجهه في مسيرته.
في الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي وعند مدرج الكوب في الشوط الثاني، سجل كييزا هدف انتصار الريدز على بورنموث 4-2 في الجولة الأولى، وبالمثل فعل سوبوسلاي في الفوز بالجولة الثالثة على أرسنال 1-0، لكن هل حقًا يسجل الفريق أكثر عند الكوب؟
هل يسجل ليفربول أكثر عند الكوب؟
حسب (BBC) فإن 53% من أهداف الفريق السكاوزي في ملعب (أنفيلد) عبر التاريخ جاءت عند مدرج الكوب، بينما شهد المدرج الجنوبي الآخر (أنفيلد رود) ما نسبته 47% من جملة الأهداف.
ورغم أن الفارق ليس كبيرًا بين أهداف المدرجين، فإن الكوب دائمًا له الأفضلية والأولوية، ليس لأنه يشهد أهدافًا أكثر، بل لمكانته التاريخية والسياسية والمعنوية لدى جماهير النادي.