في وقت تتجه فيه الأنظار إلى النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي بعد موسم تهديفي رائع، يظهر اسم المغربي أشرف حكيمي كمرشح أكثر استحقاقًا لنيل جائزة الكرة الذهبية 2025، استنادًا إلى أرقامه، دوره الفني، وثباته على مدار الموسم بأكمله، وليس خلال فترة قصيرة فقط.
وكانت مجلة "فرانس فوتبول" قد كشفت عن قائمة تضم 30 لاعبًا مرشحًا للفوز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، والتي يعلن عن الفائز بها خلال الحفل الرسمي المقرر في العاصمة الفرنسية باريس، يوم 22 سبتمبر/ أيلول المقبل. وضمت القائمة 9 لاعبين من صفوف نادي باريس سان جيرمان.
عثمان ديمبيلي.. نصف موسم لا يصنع لاعب العام!
عثمان ديمبيلي، هداف باريس سان جيرمان خلال موسم الثلاثية التاريخية، خطف الأضواء بفضل أهدافه الحاسمة وأدائه الهجومي الجريء. لكن الحقيقة التي تغيب عن المشهد، أن اللاعب الفرنسي بدأ في التألق الحقيقي فقط خلال النصف الثاني من الموسم، حيث سجل 35 من أصل 51 مساهمة مباشرة (أهداف + تمريرات) بعد شهر يناير/ كانون الثاني.
وقبل ذلك، غاب اللاعب عن مستواه، وتورط في أحداث سلبية أبرزها طرده في مباراة بايرن ميونخ، واستبعاده لأسباب انضباطية ضد أرسنال. هذه المعطيات تضع الكثير من علامات الاستفهام حول مدى استحقاقه للقب "أفضل لاعب في العالم".
أشرف حكيمي.. استمرارية نادرة وتأثير لا ينكر
بعيدًا عن الأضواء المعتادة للمهاجمين، برز أشرف حكيمي كأحد أعمدة باريس سان جيرمان في موسم 2024-25. النجم المغربي قدم أداءً متوازنًا وثابتًا في جميع المسابقات، وجمع بين القوة الدفاعية والفعالية الهجومية، ليصبح واحدًا من أكثر اللاعبين تأثيرًا في قارة أوروبا.
في دوري أبطال أوروبا وحده، كان حكيمي اللاعب الأكثر استرجاعًا للكرات بـ110 كرات، كما قدم 9 مساهمات هجومية مباشرة (أهداف وتمريرات حاسمة)، ليُصبح بذلك المدافع الأكثر تأثيرًا في البطولات الكبرى خلال الموسم.
ليس مجرد ظهير بل لاعب شامل
مدرب باريس سان جيرمان، لويس إنريكي، وصفه بدقة حين قال: "حكيمي ليس مجرد ظهير أيمن. إنه لاعب حر بالكامل. يمكنه أن يلعب كجناح، كصانع لعب، وحتى كمهاجم عند الحاجة".
هذا الدور المتعدد الذي منحه إياه المدرب الإسباني، كشف عن نسخة "كاملة" من حكيمي، حيث يشارك في بناء اللعب من الخلف، يقود الضغط العالي، يمرر كرات كاسرة للخطوط، ويصنع الفارق في الثلث الأخير.
إنه ببساطة أحد اللاعبين القلائل القادرين على لعب أدوار تكتيكية متعددة، من دون أن يفقد فعاليته أو تركيزه، على عكس عثمان ديمبيلي.
الثبات الذهني يصنع الفارق
ما ميز أشرف حكيمي هذا الموسم لم يكن فقط الأداء الفني، بل أيضًا الاتزان الذهني والانضباط. لم يسجل عليه أي سلوك غير رياضي، ولم يتراجع مستواه في أي مرحلة حرجة من الموسم، بل كان حاسمًا في أكثر من مباراة، سواء ضد مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا أو أمام كبار الدوري الفرنسي.
مثل هذا الثبات الذهني لا يقدره فقط المدربون، بل يعتبر معيارًا أساسيًّا في ترشيحات الجوائز الكبرى مثل الكرة الذهبية، خصوصًا عندما يكون مصحوبًا بالأرقام الحاسمة.
هل تنصف الكرة الذهبية 2025 حكيمي؟
رغم أن رواية عثمان ديمبيلي حول "العودة من الضياع" جذابة إعلاميًّا، إلا أن كرة القدم تقرأ الأرقام قبل القصص. وإن كانت جائزة الكرة الذهبية تبحث عن اللاعب الأكثر اكتمالًا، ثباتًا، وتأثيرًا في الفريق، فإن النجم المغربي لا يقدم فقط ترشيحًا جديًّا، بل يفرض نفسه كأحد أبرز الأسماء المستحقة للقب.
في الختام يبقى السؤال: هل تصمت الروايات أمام الأرقام؟ أم تكون النهاية مفاجئة كما حدث في نسخة 2024، حين خطف رودري الجائزة من فينيسيوس جونيور؟ الأيام ستكشف، لكن أشرف حكيمي بكل تأكيد سيكون في السباق بقوة.