تواصل إدارة نادي الوحدات التزام الصمت حيال ما يعصف بالفريق، ويكتفي الموقع الرسمي الخاص به بنشر أخبار الفرق الكروية، دون أن يتطرق إلى الأمر الأهم وأقلها تقديم وعود بإصلاح الحال وطمأنة جماهيره.
ويؤشر هذا الصمت إلى أن مجلس الإدارة قد يكون بالفعل لا يملك أي حلول، ويقف عاجزاً أمام الأخطاء التي بدأت تتراكم، إذ ما يزال أعضاء مجلس الإدارة يتغيبون عن المشهد، والجماهير تنتظر منهم الحلول.
ويعتبر فريق كرة القدم الشغل الشاغل لجماهير الوحدات، فإن مضى بثقة وقدّم المطلوب تكون في غاية السعادة والارتياح، وإن تعثر تطالب بالإصلاح، لكن تبدو هذه المرة الظروف مختلفة.
وكان مجلس الإدارة يمتلك الحلول قبل بداية الموسم، لكن قد يكون فات الأوان، حيث لم يتعامل بمسؤولية مع متطلبات المرحلة الماضية، فتجديد عقود عدد من اللاعبين الذين كانوا محل انتقاد الجماهير في الموسم الماضي، كان بمثابة الضربة القاضية من الناحية الفنية والمالية على حد سواء.
وإذ كان المدرب السابق التونسي قيس اليعقوبي هو من يتحمل مسؤولية تجديد عقود هؤلاء اللاعبين فأين كان مجلس الإدارة عن ذلك!؟ وهناك شبه إجماع أن الفريق كان -ومنذ الموسم الماضي- بحاجة ماسة لإعادة هيكلة كاملة.
وترى جماهير الوحدات أن المحسوبيات في التعاقدات وتدخلات البعض هي أحد الأسباب التي أثقلت كاهل الفريق وجعلته لا يقوى على استعادة لقب كأس السوبر، ويتعرض في أول مباراة على أرضه عبر بطولة الدوري الأردني للخسارة أمام الرمثا، ومن ثم يقدم أداءً هزيلاً أمام فريق صاعد للتو إلى الدوري الأردني، ونقصد السرحان.
جماهير الوحدات تضع مجلس الإدارة أمام خيارين
لم يكن قرار مجلس الإدارة في فسخ عقد قيس اليعقوبي وتعيين داركو، قراراً سليماً، فالمشكلة لم تكن بالمدرب وإنما باللاعبين أنفسهم، فمعظمهم غير مؤثرين ولم يحققوا إي إضافة للفريق.
ولأن لا شيء يدعو للتفاؤل في نادي الوحدات، فإن الجماهير وضعت مجلس إدارتها أمام خيارين، إما إيجاد الحلول المتمثلة بفسخ عقود لاعبين واستقطاب آخرين وتحمل التكلفة المالية لذلك، أو تقديم الاستقالة.
ويبدو أن تحقيق الخيار الثاني صعب، فنادي الوحدات يعاني منذ أربعين عاماً من تكرار الوجوه نفسها في مجلس الإدارة، لكن في حال تسلح المجلس بالشجاعة ووضع مصلحة النادي قبل كل شيء، فإنه قد يضطر إلى تقديم الاستقالة الجماعية.
يلعب توقيت الاستقالة الجماعية دوراً في تحديد مصير فريق كرة القدم، فكلما تأخر القرار؛ ازداد حال الفريق سوءاً وفقد حظوظه في المنافسة على الألقاب.
وما يثير المخاوف، أن نادي الوحدات غير قادر على مجابهة أضعف فرق الدوري وأقلها جاهزية، فكيف سيقف أمام فرق قوية وكبيرة وهو مقبل على المشاركة في دوري أبطال آسيا؟، حيث قد يتعرض لخسائر قاسية وتاريخية تكون بمثابة "الضربة القاضية".
وتوقن إدارة النادي أن إهدار لقب الدوري المحلي للمرة الخامسة على التوالي، ما يعتبر سابقة في مسيرة الفريق، لن تتقبله الجماهير، لذلك قد تكون الاستقالة الجماعية هي المخرج الوحيد من النفق المظلم.
وبكل تأكيد فإن مجلس الإدارة يخشى على نفسه من زيادة حدة الاحتقان لدى جماهيره في حال تعرض لنكسة جديدة في مباراة قادمة، وهو أمر قد يدفعها إلى الاعتصام على أبواب النادي ولا تغادر إلا بإسقاط مجلس الإدارة.