يسعى ريال مدريد إلى استثمار الحالة المعنوية والبدنية التي يمر بها غريمه التقليدي برشلونة عقب خسارة الأخير لفرصة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عشر سنوات، من أجل توجيه ضربة قاضية ثانية للفريق الكتالوني في خمسة أيام قد تمهد إلى خسارته للقب الليغا الذي يتطلع إليه البارسا من أجل تحقيق (ثلاثية محلية) في موسم استثنائي أول مع المدرب الألماني هانز فليك، ومن أجل إنقاذ "الملكي" لموسمه الحالي الذي حقق من خلاله لقباً في بدايته من خلال التتويج بكأس السوبر الأوروبي على حساب أتلانتا وكذلك لقب كأس القارات (إنتركونتيننتال) على حساب باتشوكا المكسيكي في منتصف الموسم.
وعلى الرغم من أن الريال الذي لا يملك تحديد مصيره بيده حتى إن فاز مساء الأحد على برشلونة في مباراة الكلاسيكو على ملعب الأخير (مونتجويك)، إلا أن اللاعبين والمشجعين على حد سواء يتمسكون بالأمل، ويعلمون جيداً أن الفوز في الكلاسيكو سيجعل الفريق على بعد نقطة واحدة فقط من البارسا الذي سيتوجب عليه أن يتجنب التعثر في مبارياته الثلاث الأخيرة.
وعلى عكس المواسم الثلاثة الأخيرة، فإن الموسم الحالي احتفظ بكامل أسراره حتى الأمتار الأخيرة منه، إذ إن الفارق بين المتصدر والوصيف مع نهاية الجولة 34 تراوح بين 13 و15 نقطة لصالح برشلونة أو ريال مدريد منذ أن أحرز أتلتيكو مدريد اللقب في موسم 2020-2021.
إنجاز لم يتحقق منذ 22 عاما
بالعودة إلى السجلات التاريخية يتبين أنه لم يخسر فريق في الليغا صدارته وبالتالي لقب بطولة الدوري عندما يصل إلى الجولة 35 متصدراً للائحة، فمنذ مطلع الألفية الثالثة نجح فريق واحد في قلب المعطيات في الجولات الأخيرة وهو ريال مدريد عندما بقي وصيفاً خلف ريال سوسييداد حتى الجولة 37 بفارق نقطة واحدة، قبل أن يتمكن من تصدر الترتيب والمحافظة عليه في الجولة الأخيرة مستغلاً تعثر سوسييداد بقيادة التركي نهات قهوجي وهدافه الكرواتي كوفاسيتش أمام سلتا فيغو (2-3) في الوقت الذي حقق فيه الريال الذي كان يضم نجوم المجرة مثل زين الدين زيدان ورونالدو ولويس فيغو وراؤول غونزاليس وإيكر كاسياس الفوز على أتلتيكو مدريد برباعية نظيفة ليتقدم بفارق نقطة عن سوسييداد.
وفي الجولة 38 حقق ريال مدريد الفوز على أثلتيك بلباو (3-1) بينما لم يشفع فوز الفريق الباسكي على أتلتيكو مدريد (3-2) في استرداد صدارته وتحقيق لقب الليغا للمرة الثالثة في تاريخه.
وبالعودة إلى عقد التسعينيات نجد أن برشلونة مع مدربه الهولندي يوهان كرويف تمكن من انتزاع لقب الليغا على الرغم من أنه كان ثالثاً في الترتيب في موسم 1991-1992 وثانياً خلف ديبورتيفو لاكورونيا في موسم 1993-1994.
ريال مدريد أمام رد الاعتبار ووداع أنشيلوتي
على الرغم من أن المهمة تبدو صعبة للغاية أمام فريق جريح سيلعب فوق أرضية ميدانه إلا أن مباريات الكلاسيكو كان التنبؤ بنتيجتها صعب على الدوام وهو ما برهنت عليه المباريات الثلاث التي فاز بها البارسا على الريال في الموسم الحالي.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Real Madrid C.F. (@realmadrid)
ويأمل الفريق الملكي في رد الاعتبار لخسارته لقبين هذا الموسم أمام برشلونة في كأس السوبر وكأس الملك، وكذلك الأمر من أجل تسجيل وداع محترم لمدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي لا يرغب في أن يكون أول مدرب في تاريخ ريال مدريد يخسر أربع مباريات متتالية في الكلاسيكو خلال موسم واحد، علماً أن الخسارات الثلاثة للريال قلصت الفارق في عدد الانتصارات بين الفريقين في كل المسابقات إلى اثنين فقط لصالح الفريق الأبيض (105 مقابل 103)، أما في الليغا فإن الفارق يصل إلى أربعة انتصارات (زيادة) لصالح الريال بـ79 مقابل 75.
المباريات المتبقية بعد الكلاسيكو
خسارة الكلاسيكو ستضع برشلونة في موقف صعب للغاية، إذ تتبقى ثلاث مباريات شائكة على الورق أولها أمام مضيفه وجاره اسبانيول (ابن كتالونيا العاق) قبل أن يستقبل فياريال في الجولة 37، في حين ستكون المباراة الأخيرة على ملعب سان ماميس أمام أثلتيك بلباو، علماً أن الأخيرين يخوضان معركة قوية مع ريال بيتيس من أجل حجز مقعدين في دوري الأبطال في الموسم المقبل.
ولا تبدو مباريات ريال مدريد أسهل بكثير بعد الكلاسيكو، وإن كان سيخوض اثنتين منها في ملعبه سانتياغو برنابيو، حيث يستقبل أولاً مايوركا، ثم يحل ضيفاً على إشبيلية في ملعب رامون سانشيز بيزخوان، قبل أن يستضيف ريال سوسييداد في ملعبه بالجولة الأخيرة.