ما تزال إدارة نادي الوحدات منغلقة على نفسها، ولم تخرج لمواجهة جماهيرها الغاضبة بأي بيان أو تصريح يوضح ما يدور خلف الكواليس الخاصة بتحديد مصير المدرب التونسي قيس اليعقوبي بعد الإخفاق بكأس السوبر.
وكان اليعقوبي قد تسلم مهمة فريق الوحدات أواخر الموسم الماضي خلفا لرأفت علي، لينجح في قيادته للتتويج بلقب كأس الأردن، لكنه في الوقت نفسه فرط باللقب الأسهل والأهم بطولة الدوري الأردني بعد التعادل المخيب للآمال في آخر مباراة أمام الرمثا، ليتحول مسار اللقب إلى خزائن نادي الحسين.
وتترقب جماهير المارد الأخضر منذ يوم أمس الإثنين صدور أي قرار إداري يتعلق بالمدرب والفريق على حد سواء، لكن ذلك لم يحدث مما يدلل على وجود أزمة ما.
وتم خلال الساعات القليلة الماضية، تسريب بعض المعلومات التي تشير إلى أن إدارة نادي الوحدات تسعى إلى فسخ عقد اليعقوبي ودفع الشرط الجزائي، لكنها اصطدمت بامتناع من تفاوضهم مع مدربين بتحمل مسؤولية إخفاق الفريق في قادم الأيام على اعتبار أن لاعبي الفريق هم من اختيارات اليعقوبي وليس من اختياراتهم.
ويشكل هذا الأمر تحديا كبيرا وصعبا للإدارة الخضراء، فرغم محاولات إقناع مدربين محليين لتولي المهمة لكن دون فائدة، وترتكز المحاولات حاليا على استقطاب مدرب أجنبي بحيث يكون بعيدا عن الضغوط الجماهيرية ويرضى بحال الفريق الحالي.
من الأقرب لتسلم قيادة الوحدات ؟
وتواصل "winwin" مع أكثر من مصدر مقرب من نادي الوحدات، حيث أكد أن مجلس الإدارة يعاني بالأصل من انقسامات في داخله بسبب تهميش دور بعض الأعضاء منذ توزيع المناصب الإدارية فيما بينهم، حيث أفرزت الانتخابات مجلسًا يضم أعضاء من كتلتين مختلفتين.
وأضاف المصدر أن مجلس الإدارة يبحث عن منقذ ينتشله من الغرق في وحل الإخفاق، فجماهير الفريق لن تسكت إذا بقي الحال كما هو خلال الموسم الجديد، والتوقعات تشير إلى أنها ستضغط بهدف إسقاط مجلس الإدارة وتشكيل لجنة مؤقتة.
وكشف المصدر أن وصيف الدوري الأردني في الموسم الماضي قد يجد صعوبة كبيرة في فسخ عقود بعض اللاعبين ممن تم التجديد لهم مؤخرا وتبين أنهم ليسوا بحجم فريق يرغب بالعودة لواجهة الألقاب، وفي ذلك كلفة مالية وفنية.
وقال: "ما يربك الإدارة أيضا أن الفريق سيفتتح مشواره في بطولة الدوري الجمعة بلقاء الرمثا، والتعثر في هذه المباراة سيعقد الأمور أكثر فأكثر".
وأكمل: "كان هناك محاولات للتواصل مع البرتغالي جواو موتا المدرب السابق للحسين لتسلم قيادة الفريق بدلا من اليعقوبي، لكن الساعات الماضية شهدت تواصلا مع الصربي برانكو الذي سبق أن درب الوحدات، وأحرز معه لقب السوبر قبل أن يتقدم باستقالته لأسباب ما تزال مجهولة حتى اليوم".
ورشح المصدر أن تقوم إدارة النادي بتكليف المدرب العام غياث التميمي بقيادة مباراة الفريق القادمة أمام الرمثا في افتتاح مشوارها في الدوري، ريثما يصل المدرب الجديد.
ويعيش مجلس إدارة المارد الأخضر في أزمة حقيقية للغاية، فثمة مخاوف وقلق كبيرين من استمرار فشل الفريق حتى بعد تغيير المدرب خاصة أن المشكلة غير محصورة بالأخير بل تمتد لمحدودية قدرات اللاعبين.
والخروج بالحلول يتطلب من إدارة الوحدات التأني وعدم التسرع، واتخاذ قرارات صحيحة، لأن ارتكاب خطأ جديد سيكون ممنوعا في ظل تهديدات متصاعدة من جماهير الفريق بمقاطعة المدرجات حال لم يعد فريقها لمكانته المعهودة.
وفي سابقة تعد تاريخية بمسيرته في عصر الاحتراف، فإن الوحدات لم يحصل على لقب الدوري في المواسم الأربعة الماضية، ولو تواصل الإخفاق في الموسم الجديد، فإن النادي قد يفقد الكثير من جماهيريته.