هدافو الكالتشيو.. شؤم بخسارة اللقب

بواسطة مجهول (لم يتم التحقق) , 2 أغسطس 2020

بولبابة الهرابي

 

فتح تتويج تشيرو إموبيلي، مهاجم لاتسيو، بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوري الإيطالي لكرة القدم لهذا الموسم، نافذة صغيرة على مسألة "غريبة" نوعا ما تكررت في السنوات الأخيرة في الكالشيو، وهي أن هداف الدوري يصنع المجد الذاتي لنفسه لكنه يخفق في قيادة فريقه نحو التاج "السكوديتو".

 

في السنوات العشر الماضية، لم ينجح أي حائز على لقب "كابوكانونيري"، وهو لقب يطلق على هداف الدوري الإيطالي، على الإطلاق في قيادة ناديه نحو منصة التتويج، رغم أن بطولات أخرى عبر العالم شهدت إسهام المتوجين بلقب الهداف في التتويج بالدوري، وعلى سبيل الذكر لا الحصر نذكر ليونيل ميسي هداف البارسا في السنوات الماضية وليفاندوفسكي هداف باير ميونيخ الألماني.

 

لقد عاشت أندية مثل لاتسيو وميلان وسامبدوريا وروما وفيورنتينا وأودينيزي، لحظات الافتخار بتفوق هدافيها على مدار السنوات التسع الماضية، وفوزهم بالحذاء الذهبي بعد تسجيلهم لأكبر عدد من الأهداف في الدوري لكن هذه الأندية لم تعش إطلاقا اللحظات الفخرية باعتلاء منصة التميز ورفع اللقب في نهاية الموسم بفضل هؤلاء الهدافين.

 

ربما هي ليست قاعدة أن يسهم لاعب ما في جائزة أفضل هداف، في اعتلاء فريقه منصة التتويج في آخر الموسم استنادا على مقولة يد واحدة لا تصفق، فالهداف يقوم بواجبه في الخط الأمامي، لكنه لا يتحمل وزر أخطاء زملائه في الدفاع التي تسبب في قبول أهداف والتعرض لهزائم تضعف من حظوظ الفريق في المراهنة على اللقب.

دي ناتالي وابرا... تميز ولكن

في موسم 2009-2010، أنهى أنتونيو دي ناتالي مهاجم أودينيزي الموسم في صدارة هدافي الكالشيو برصيد 29 هدفا، لكن فريقه كان بعيدا عن نيل اللقب الذي ذهب حينها لإنتر بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو صاحب الثلاثية التاريخية في تلك الفترة مع فريق "الأفاعي"، وتنافس دي ناتالي مع هداف إنتر دييغو ميليتو الذي كانت أهدافه أقل لكنها حاسمة أسهمت في قيادة فريقه إلى اللقب.

وواصل دي ناتالي غزوه لشباك الخصوم في الموسم الذي يليه، واستطاع تحقيق 28 هدفا، بهدف أقل من الموسم الذي سبق، واحتل لائحة الهدافين متفوقا على كافاني مهاجم نابولي والكاميروني صامويل إيتو مهاجم إنتر، ورغم هذا المجهود التهديفي الباهر أنهى دي ناتالي الموسم مع فريقه في المركز الرابع، وتوج حينها ميلان بالسكوديتو.

 

حصل زلاتان إبراهيموفيتش على الحذاء الذهبي لموسم 2011-2012، عندما نجح العملاق السويدي في تسجيل 28 هدفا بنهاية الموسم، متفوقا على دييغو ميليتو (24 هدفا) وكافاني (23 هدفا)، وعلى الرغم من هذا الإنجاز التهديفي، عجز "ابرا" عن التتويج باللقب الذي رفعه يوفنتوس في نهاية المطاف واكتفى ميلان بمركز الوصافة. في موسم 2012-2013، تألق الأوروغوياني كافاني مهاجم نابولي حينها وتمكن من هز شباك المنافسين في 29 مناسبة بنهاية الموسم الذي فاز فيه بلقب الهداف، وقاد نابولي إلى مركز الوصيف لأن انتصارات يوفنتوس الحاسمة مكنته من الظفر باللقب.

 

توهج إيموبيلي ولاتسيو دون لقب

في موسم 2013-2014، سطع نجم تشيرو إيموبيلي الهداف الحالي في إيطاليا وأوروبا، واستطاع ابن مدينة بيسكارا دك شباك الخصوم حينها، ونال للمرة الأولى في مسيرته جائزة الهداف بعد تسجيله لـ 22 هدفا لفريقه تورينو الذي كان أنهى الموسم في المركز السابع، وكان بعيدا من المنافسة على اللقب الذي ناله فريق "السيدة العجوز". شهد موسم 2014-2015 تتويج لاعبين بجائزة الحذاء الذهبي، وهما لوكا توني وإيكاردي برصيد 22 هدفا لكليهما، وعلى الرغم من هذا الإنجاز الفردي أخفق المهاجمان في صنع فرحة فريقيهما لأن السكوديتو خطفه يوفنتوس مجددا.

 

حطم المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغوين كل الأرقام القياسية في موسم 2015-2016، وصال وجال في دفاعات الخصوم وتلاعب بحراسهم، مانحا نابولي 36 هدفاً، لكن تلك الحصيلة التهديفية التي عادلها إيموبيلي هذا الموسم لم تكن كافية لمنح نابولي اللقب المحلي. وحاول إيدين دزيكو مهاجم روما إهداء فريقه لقب الدوري الإيطالي عام 2017، عندما اجتهد وزار شباك المنافسين في 29 مناسبة لكنه منح في الأخير لنفسه جائزة الحذاء الذهبي بعدما اكتفى فريق الذئاب بالمركز الثاني في ظل سيطرة يوفنتوس على اللقب في ذلك العام.

 

لم يتغير المشهد كثيرا في المواسم المتتالية في الدوري الإيطالي، إذ لم ينجح كل من تصدر لائحة الهدافين في إيطاليا في قيادة فريقه إلى مجد السكوديتو، فلا لاتسيو ولا إنتر نجحا في اعتلاء منصة التميز في نهاية موسم 2017-2018 على الرغم من توهج مهاجميهما إيموبيلي من جهة وإيكاردي وتسجيلهما لـ 29 هدفا لكل منهما، كما أن جهد فابيو كوالياريلا في موسم 2018-2019 وإكماله الموسم في صدارة الهدافين ذهب هباء بمنطق التتويج الجماعة، سيما وأن فريقه سامبدوريا احتل المركز التاسع وقتها، وهو ترتيب يؤكد أن الإنجاز الفردي لا يصنع غالبا المجد الجماعي.

Image
Banner (002).png

Tags

Caption
هدافون أخفقوا في قيادة أنديتهم للتتويج بلقب السكوديتو (winwin)