أثار نادي نهضة بركان موجة واسعة من الجدل في الأوساط الكروية المغربية، بعد إعلان تعاقده مع اللاعب الفرنسي ذي الأصول المغربية منير الشويعر، في صفقة وُصفت بالأغلى في تاريخ البطولة المغربية.
خطوة مفاجئة وغير مسبوقة من نادٍ لا يُعرف تقليديًا بإنفاقاته الضخمة، فتحت من جديد باب التساؤلات حول مصادر تمويل الفريق البركاني، وكيف استطاع إتمام صفقة كهذه وسط تواضع المداخيل التي تعاني منها أغلب الأندية المغربية.
الشويعر، الجناح الأيمن الذي كان ينشط الموسم الماضي في الدوري البلغاري على سبيل الإعارة من نادي زيورخ السويسري، تبلغ قيمته السوقية نحو 3 ملايين يورو، متجاوزًا بذلك القيمة القياسية السابقة المسجلة باسم الدولي المغربي يحيى عطية الله، والتي بلغت حوالي 2.5 مليار سنتيم عندما كان في صفوف الوداد الرياضي عقب تألقه في مونديال قطر 2022.
ورغم إعلان الصفقة بشكل رسمي، لم تكشف إدارة النادي البركاني عن قيمة العقد أو مدته، ما زاد من غموض الصفقة التي أبهرت المتتبعين وأثارت في الوقت ذاته الكثير من علامات الاستفهام حول مدى قدرة الفريق على تحمل أعباء مالية بهذا الحجم، خاصة في ظل محدودية مداخيل النقل التليفزيوني والدعم الجماهيري مقارنة بأندية الدار البيضاء أو الرباط.
نهضة بركان، الذي يمثل الجهة الشرقية وحيدًا في قسم الكبار، يبدو عازمًا على إحداث طفرة حقيقية هذا الموسم، إذ ينافس على ثلاث جهات قوية: البطولة المغربية، كأس العرش، ودوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخه، ما يبرر جزئيًا توجهه نحو انتداب أسماء ذات جودة عالية لتعزيز صفوفه.
ويضع نهضة بركان نفسه هذا الموسم في خانة المرشحين الجادين للتتويجات، لكن يبقى الاختبار الحقيقي على أرضية الملعب، حيث تُترجم الاستثمارات إلى نتائج أو تُكشف حدود الطموح أمام واقع أشد تعقيدًا.
نهضة بركان بقيادة تونسية
يتطلع نهضة بركان بقيادة مديره الفني التونسي معين الشعباني، إلى التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا الموسم القادم، رغم صعوبة المهمة في ظل وجود أندية بخبرة كبيرة في المسابقة.
إضافة إلى ذلك، يطمح الفريق البركاني للاحتفاظ بلقب الدوري المغربي الذي تُوج به الموسم الماضي لأول مرة، واستعادة لقب كأس العرش الذي ضاع منه في النسخة الأخيرة بخسارة المباراة النهائية أمام أولمبيك آسفي بركلات الترجيح.