باتت قارة أميركا الجنوبية ثاني قارة تنهي التصفيات التأهيلية لبطولة كأس العالم 2026، التي تقام في شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز من العام المقبل، بعد قارة أوقيانوسيا التي أسفرت عن تأهل منتخب نيوزلندا إلى النهائيات المونديالية.
ومع ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى 48، بلغت حصة القارة اللاتينية ستة مقاعد مباشرة، إضافة إلى نصف مقعد في الملحق العالمي، حيث نجحت منتخبات الأرجنتين، الإكوادور، كولومبيا، الأوروغواي، البرازيل والباراغواي في قطع تذكرتها إلى النهائيات، بينما نجح منتخب بوليفيا من انتزاع المركز السابع على حساب فنزويلا (المنتخب اللاتيني الوحيد الذي لم يشارك قط في نهائيات كأس العالم) في الجولة الأخيرة بعد فوز بوليفيا على البرازيل بهدف، وخسارة فنزويلا على أرضها أمام كولومبيا (3-6)، في أكثر مباراة تشهد أهدافًا في التصفيات.
183 هدفًا والأرجنتين أقوى هجوم
شهد ماراثون التصفيات اللاتينية الذي انطلق في السابع من سبتمبر/ أيلول عام 2023 إقامة 90 مباراة على مدار 18 جولة، سجل خلالها 183 هدفًا، بمعدل 3.43 أهداف للمباراة الواحدة.
ونجح منتخب الأرجنتين في تصدر لائحة الترتيب بفارق مريح، بعدما جمع 38 نقطة من 12 انتصارًا وتعادلين و4 خسارات (جاءت على يد الأوروغواي وكولومبيا والباراغواي والإكوادور)، علمًا أن هذه المنتخبات الأربعة يشرف على تدريبها مدربون من بلاد التانغو.
وكان خط هجوم منتخب الأرجنتين هو الأقوى في التصفيات، برصيد 31 هدفًا، بفارق ثلاثة أهداف عن كولومبيا، بينما سجل منتخب الإكوادور بقيادة مدربه سباستيان بياكسيسي نتائج مميزة للغاية، حيث احتل المركز الثاني برصيد 29 نقطة، علمًا أنه بدأ التصفيات برصيد سلبي من النقاط (-3)، تنفيذًا لعقوبة إشراكه لاعبًا غير مؤهل في التصفيات السابقة.
وبدا لافتًا أن منتخب الإكوادور الذي حل ثانيًا ومنتخب الباراغواي الذي حل سادسًا، قد تمكنا من التأهل بفضل 14 هدفًا فقط تم تسجيلها، لكن المنتخب الإكوادوري حقق إنجازًا غير مسبوق بتلقي خمسة أهداف فقط في 18 مباراة.
أما أضعف خط هجوم في التصفيات، فكان منتخب البيرو بستة أهداف فقط، فيما كان أضعف خط دفاع من نصيب بوليفيا التي تلقت شباكها 35 هدفًا.
ميسي يتصدر قائمة الهدافين
على الرغم من أنه غاب عن بعض المباريات في التصفيات، إلا أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي تمكن من تصدر لائحة هدافي التصفيات اللاتينية برصيد ثمانية أهداف، متقدمًا على البوليفي ميغيل تيرسيروس والكولومبي لويس دياز بفارق هدف واحد.
وسجل ميسي هدفًا في مرمى الإكوادور، البيرو (2)، بوليفيا (3) إضافة إلى هدفين في مرمى فنزويلا في آخر مباراة يخوضها ضمن تصفيات كأس العالم في مسيرته خلال الجولة 17.
عرض هذا المنشور على Instagram
ورفع ميسي عدد الأهداف التي سجلها في التصفيات المونديالية إلى 36 هدفًا، في المركز الثاني خلف كل من البرتغالي كريستيانو رونالدو والغواتيمالي كارلوس رويز.
ثلاثة مدربين لمنتخب السامبا
شهدت التصفيات الحالية حدثًا نادرًا غير مسبوق بالنسبة لمنتخب البرازيل، الذي تأهل في المركز الخامس برصيد 28 نقطة وهو أدنى رصيد له منذ اعتماد النظام الحالي للتصفيات.
وتناوب ثلاثة مدربين على الإشراف على منتخب السامبا خلال التصفيات، حيث قاد المدرب المؤقت فرناندو دينيز منتخب البرازيل في المباريات الست الأولى من التصفيات، حقق خلالها انتصارين مقابل تعادل واحد، وثلاث هزائم كان آخرها أمام الأرجنتين (0-1) في ملعب ماراكانا بريو دي جانيرو.
وخلف دينيز المدرب دورفال جونيور الذي قاد منتخب البرازيل، ما بين الجولة السابعة والثالثة عشر من التصفيات، محققًا أربعة انتصارات وتعادلين وخسارتين، علمًا أن مباراته الأخيرة كانت أمام الأرجنتين وخسرها (1-4) في بوينس آيرس، ليتولى الإيطالي كارلو أنشيلوتي المهمة في الجولات الأربع الأخيرة ويحقق انتصارين وتعادل وهزيمة.
الأرجنتين تفقد صدارة التصنيف العالمي
على الرغم من أن منتخب الأرجنتين (بطل العالم) تمكن من إنهاء التصفيات في المركز الأول للمرة الرابعة في تاريخه منذ اعتماد هذا النظام عام 1998، معادلاً رقم منتخب البرازيل، إلا أن خسارته في الجولة الختامية أمام الإكوادور بهدف ستفقده صدارة التصنيف العالمي للمنتخبات، الذي سيصدره الفيفا في الثامن عشر من الشهر الحالي لصالح منتخب إسبانيا، الذي تقدم إلى المركز الأول بحصوله على ثماني نقاط تصنيفية خلال التوقف الدولي لشهر سبتمبر/ أيلول ليرفع رصيده إلى 1875 نقطة.
وتراجع منتخب التانغو الذي فقد 15 نقطة كاملة إلى المركز الثالث برصيد 1870.32 نقطة، خلف منتخب فرنسا الذي تقدم للمركز الثاني بـ1870.92 نقطة.
بينما سيتراجع المنتخب البرازيلي الذي فقد 16 نقطة في التوقف الدولي الحالي إلى المركز السادس، (أي تراجع مرتبة واحدة) خلف كل من إنجلترا (الرابع) والبرتغال (الخامس)، حيث بات يملك في رصيده 1761 نقطة.