في السنوات الأخيرة، أصبح مشهد التنافس بين الاتحاد المغربي ونظيره الإسباني على ضمّ اللاعبين مزدوجي الجنسية أكثر حدّة.
وتتكرر محاولات كل اتحاد كروي لاستقطاب أبرز المواهب الكروية ذات الأصول المغربية، المولودة على الأراضي الإسبانية.
هذا السجال ليس وليد اليوم، لكنه بات أكثر وضوحًا بفعل التحولات الاجتماعية، واندماج الجالية المغربية في النسيج الإسباني.
اللاعبون من أصول مغربية، الذين وُلدوا وتربّوا في إسبانيا، يجدون أنفسهم أمام خيار مزدوج: تمثيل بلد النشأة أو العودة لتمثيل بلد الجذور.
وبينما تمكّن الاتحاد الإسباني من ضمان خدمات لامين يامال نجم برشلونة وأحد أبرز الوجوه الشابة الصاعدة في كرة القدم العالمية، ونجح منتخب أسود الأطلس في استقطاب إبراهيم دياز، لا يزال المغرب يراهن على الأسماء الواعدة الأخرى التي لم تحسم خياراتها بعد. من بين هذه المواهب، يبرز اسم رشاد فتال مهاجم ريال مدريد كاستيا، الذي انتقل هذا الصيف من نادي ألميريا، ولفت الأنظار خلال فترة الإعداد بتسجيله خمسة أهداف، أي نصف أهداف فريقه.
فتال يشعل الصراع بين المغرب وإسبانيا قبل المونديال
تألق فتال لم يمرّ مرور الكرام، إذ ضمّه كل من المغرب وإسبانيا إلى قائمتهما الأولية المشاركة في بطولة كأس العالم تحت 20 سنة، المقررة في تشيلي بين 27 سبتمبر/ أيلول و19 أكتوبر/ تشرين الأول.
إدراج اسم فتال في لائحة المنتخبين يشير إلى اشتداد التنافس على موهبة تتجهز للانفجار على الساحة الدولية.
ويبقى القرار النهائي في يد اللاعب الشاب، الذي وإن اختار أحد المنتخبين في الوقت الراهن، فلن يكون خياره نهائيًّا إلا عند تمثيله المنتخب الأول رسميًّا في مباراة تنافسية.
الصراع على المواهب المزدوجة الجنسية يعكس بُعدًا أعمق من مجرد الرياضة، إذ يتعلق بالهوية والانتماء ومستقبل الأجيال الجديدة من أبناء المهجر.
واللاعبون بدورهم يجدون أنفسهم أمام قرارات تحمل طابعًا شخصيًّا وعاطفيًا لا يقل أهمية عن الجانب الرياضي.