يستعد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لخوض غمار منافسات دوري أبطال أوروبا للمرة الـ20 في مسيرته التدريبية الطويلة، عندما يقود فريقه فنربخشه في ذهاب الدور التمهيدي الثالث أمام فريق فيينورد الهولندي، على أمل الوصول بالفريق التركي إلى دور المجموعات للمرة الأولى منذ موسم 2016-2017.
ويعتبر مورينيو من أكثر المدربين تميزًا في تاريخ البطولة، حيث نجح في تحقيق اللقب مرتين عامي 2004 مع فريق بورتو (عندما أصبح أصغر مدرب يفوز بالبطولة عن عمر 41 عامًا) و2010 مع الإنتر (حين قاده ليكون أول ناد إيطالي يحقق الثلاثية التاريخية) إضافة إلى بلوغه الدور نصف النهائي في 6 مناسبات أخرى.
أما على مستوى كافة البطولات الأوروبية، فقد حقق مورينيو 5 ألقاب في مسيرته، كما بات أول مدرب في التاريخ يحقق لقب المسابقات الأوروبية الثلاث الكبرى، بعد تتويجه مع روما بقلب النسخة الأولى من مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي، إلى جانب إنجازاته المحلية، حيث يعتبر المدرب الوحيد الذي توج بأربعة ألقاب في الدوريات الأوروبية مع أربعة أندية مختلفة في كل من البرتغال، إنجلترا، إسبانيا وإيطاليا.
لقب أول مع بورتو
بدأ مشوار جوزيه مورينيو مع مسابقة دوري الأبطال في موسم 2001-2002، عندما عيّن مدربًا لفريق بورتو البرتغالي في يناير/ كانون الثاني من العام 2002، حيث قاد فريق التنانين في أربع مباريات فقط ضمن الدور الثاني (دور المجموعات)، لكنه لم يحقق أكثر من انتصار واحد على باناثينايكوس اليوناني، وتجرع الهزيمة ثلاث مرات (مرتين أمام ريال مدريد ومرة أمام سبارتا براغ التشيكي).
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Jose Mourinho (@josemourinho)
في الموسم التالي، لم يشارك بورتو في المسابقة، لكن مورينيو نجح في قيادته للفوز بمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي (اليوروباليغ حالياً)، وفي موسم 2003-2004 (الموسم الثاني الذي يدرب فيه مورينيو فريق بورتو بشكل كامل)، حقق الفريق مفاجأة كبرى بتتويجه باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1987، بتغلبه على موناكو في المباراة النهائية (3-0) ليبرز اسمه بشكل لافت، وينتقل بعدها إلى تشيلسي مانحًا نفسه لقب (السبيشل ون).
إنجاز فريد وظلم تحكيمي
مع البلوز نجح مورينيو في تحقيق لقب بطولة الدوري الإنجليزي في موسمه الأول، ليهدي الفريق أول لقب له في الدوري منذ عام 1955، وفي الموسم ذاته (2004-2005) وبلغ تشيلسي الدور نصف النهائي لكن مسيرته توقفت على يد ليفربول بعدما تعادل الفريقان سلبًا في مباراة الذهاب، قبل أن يخسر البلوز (بظلم تحكيمي) إيابًا بهدف أحرزه الإسباني لويس غارسيا، علمًا أن الإعادة التلفزيونية أثبتت أن الكرة لم تعبر خط المرمى.
وفي الموسم التالي بلغ تشيلسي دور الـ16 قبل أن يعود إلى نصف النهائي في موسم 2006-2007 ويخسر مجددًا أمام ليفربول بركلات الترجيح، بعدما تبادل الفريقان الفوز بهدف (كل في ملعبه). وخاض مورينيو مباراة واحدة مع البلوز في موسمه الرابع (أوروبيًّا) قبل أن تتم إقالته من منصبه.
لقب ثان لجوزيه مورينيو مع النيراتزوري
انتقل مورينيو بعدها إلى نادي الإنتر الإيطالي، حيث قاده في الموسم الأول إلى دور الـ16 من البطولة، لكنه في موسم 2009-2010 أهدى النيراتزوري لقبه الأوروبي الثالث، والأول منذ ستينات القرن الماضي، بعد أن قاده للفوز على بايرن ميونخ الألماني بهدفين من دون رد للأرجنتيني دييغو ميليتو، في المباراة النهائية التي جرت على ملعب سانتياغو برنابيو.
وكان الإنتر قد أقصى برشلونة في نصف النهائي بعد مباراة مشهودة على ملعب كامب نو، ليحرم الفريق الكاتالوني من خوض المباراة النهائية على ملعب الغريم التقليدي وتحقيق حلمه بالفوز باللقب الأوروبي في البرنابيو، وهو ما أغرى الرئيس فلورنتينو بيريز على التعاقد معه في صيف العام 2010.
إعادة الهيبة لريال مدريد
قبل مجيء السبيشال ون إلى ريال مدريد، كان النادي الملكي قد فشل في تجاوز دور الـ16 في ستة مواسم متتالية، وتعرض لبعض الخسارات المذلة في البطولة، لكن (السبيشل ون) تمكن من إعادة الهيبة الأوروبية للريال، وبناء فريق نجح في إحراز العديد من الألقاب في السنوات التالية مع الإيطالي أنشيلوتي والفرنسي زين الدين زيدان.
وعلى الرغم من أن الحظ عاند مورينيو في تحقيق ثالث ألقابه في دوري الأبطال، بعدما توقفت مسيرته عند عتبة الدور نصف النهائي في ثلاث سنوات متتالية (خسر من برشلونة وبوروسيا دورتموند وبايرن ميونخ) في مباريات تاريخية، إلا أن جماهير الميرنغي لا زالت حتى يومنا هذا تدين لمورينيو بما حققه مع الفريق على الصعيد القاري بعد سنوات طويلة لم يبلغ بها هذه العتبة.
بداية الانحدار
في المواسم العشر التالية درب المو ثلاثة أندية إنجليزية، وهي تشيلسي ومانشستر يونايتد وتوتنهام، لكن أفضل نتائجه الأوروبية تحققت مع البلوز اللندني في أول مواسم (ولايته الثانية) 2013-2014، عندما قاده مجددًا إلى نصف النهائي، لكنه خسر أمام أتلتيكو مدريد (3-1) بمجموع مباراتي الذهاب والإياب.
ولم ينجح المدرب البرتغالي في قيادة تشيلسي ومن ثم مانشستر يونايتد وتوتنهام إلى ما هو أبعد من دور الـ16 في المواسم التالية، على الرغم من أنه توج مع فريق الشياطين الحمر بلقب اليوروباليغ في العام 2017.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Jose Mourinho (@josemourinho)
لكن مسيرة المدرب البرتغالي في مسابقة دوري الأبطال بدأت تعرف الانحدار أكثر فأكثر، بعدما خرج من دور المجموعات في أربع من المشاركات الثمانية مع الأندية الإنجليزية الثلاثة.
ولم يشارك مورينيو مع روما في دوري الأبطال خلال الموسمين اللذين قضاهما في أروقة الأولمبيكو، لكنه بالمقابل قاد الجيلاروسي إلى لقبه الأوروبي الأول على الإطلاق من خلال النسخة الأولى لدوري المؤتمر الأوروبي عام 2022، قبل أن يخسر معه نهائي اليوروباليغ في الموسم التالي أمام إشبيلية في مباراة شابها الكثير من الجدل التحكيمي.
151 مباراة في دوري الأبطال
في الحصيلة الإجمالية خاض "السبيشال وان" 151 مباراة في 19 موسمًا بمسابقة دوري الأبطال، حقق الفوز في 80 مباراة مقابل 35 تعادلاً و35 هزيمة، وهو يعد خامس أكثر المدربين خوضًا للمباريات في البطولة بعد الإيطالي أنشيلوتي، والإسكتلندي أليكس فيرغسون والفرنسي آرسين فينغر والإسباني بيب غوارديولا، كما أنه يعتبر خامس أكثر المدربين تحقيقًا للانتصارات في البطولة.
ويأمل مورينيو في أن يخرج بنتيجة إيجابية من ملعب (دي كويب) مساء الليلة أمام فيينورد، قبل أن يستضيف الفريق الهولندي في ملعبه بإسطنبول الأسبوع المقبل، ليقترب خطوة إضافية من بلوغ (مرحلة الدوري) في دوري الأبطال، وذلك لأول مرة منذ خمسة مواسم، علمًا أن الكثيرين يرون أن هذه هي الفرصة الأخيرة لمورينيو في المسابقة الأوروبية، حيث يعتقد هؤلاء أن المدرب البالغ من العمر 62 عامًا سينهي مسيرته التدريبية بتدريب أحد المنتخبات الوطنية في الموسم المقبل أو الذي يليه، ولن يعود لتدريب الأندية مجددًا.