يستهدف ليفربول الإنجليزي استعادة الهيمنة على الكرة الأوروبية من خلال خطة فنية مدروسة، ترتكز على الدماء الجديدة والطموحات الكبرى، دون المساس بالهوية القتالية التي شكلت جوهر "الريدز" على مر العقود.
يتحرك النادي حاليًا بذكاء في سوق الانتقالات الصيفي، مخصصًا ميزانية كبيرة لإنهاء صفقات إستراتيجية، مما يعكس رغبة واضحة في بناء فريق هجومي جديد قادر على مقارعة عمالقة أوروبا مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي، ضمن مشروع يراهن على مزيج من الشباب وأصحاب الخبرة.
تتصدر الأسماء الكبرى المشهد، حيث أشار خبير سوق التعاقدات الصحفي الإيطالي فابريتسيو رومانو، إلى أن المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك لا يرغب سوى في الانتقال إلى ليفربول، وبالتالي يتوقع أن يلعب دورًا محوريًا رفقة محمد صلاح الذي جدد عقده حتى عام 2027، إلى جانب أسماء أخرى مثل هوغو إيكتيكي وفلوريان فيرتز.
إيزاك وصلاح.. هجوم ناري في تشكيلة ليفربول للموسم الجديد
يراهن "الليفر" على دمج ألكسندر إيزاك -حال نجاح الصفقة- مع محمد صلاح لتشكيل ثنائي هجومي متكامل. يتميز النجم السويدي بسرعته وطوله وقدرته العالية على إنهاء الهجمات، وهو ما يجعل منه ركيزة في التشكيلة الجديدة.
إلى جانبه، يشكل وجود هوغو إيكتيكي عنصرًا إضافيًا في الخط الأمامي، حيث يمنح ليفربول تنوعًا تكتيكيًا في التحرك بين الخطوط واستغلال المساحات. الشراكة الثلاثية المحتملة قد تغير شكل النادي هجوميًا في الموسم المقبل.
في وسط الملعب، يعول "الريدز" على اللاعب الألماني فلوريان فيرتز، المعروف بإبداعه وتحكمه في نسق اللعب، لتشكيل ثلاثي متناسق مع أليستر وغرافنبيرش، يضمن للفريق توازنًا بين القوة البدنية والابتكار في صناعة الفرص.
دفاع ليفربول.. توازن بين القوة والسرعة على الأطراف
يعمل النادي على إعادة تشكيل خط الدفاع اعتمادًا على عناصر شابة وسريعة. المجري كيركيز يعد أحد أبرز الأسماء الصاعدة في مركز الظهير الأيسر، بينما يقدم الهولندي جيريمي فريمبونغ حلولًا هجومية ناجعة من الطرف الأيمن.
يحتفظ الفريق بثنائي قلب الدفاع الأساسي، فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي، اللذين يشكلان قاعدة دفاعية قوية تمنح الفريق استقرارًا في الخط الخلفي. التجانس بين الخبرة والسرعة يمنح المدرب الجديد خيارات دفاعية مرنة.
في حراسة المرمى، يبقى البرازيلي أليسون بيكر الركيزة الأساسية، إلا أن الإدارة تدرس خيارات بديلة. الحارس الجورجي مامارداشفيلي يعد من الأسماء المطروحة، خاصةً مع توجه الفريق نحو تعزيز دور الحارس كلاعب في بناء الهجمة.
تنوع تكتيكي يعزز فرص ليفربول في البطولات
لا يعتمد النادي الإنجليزي فقط على التشكيلة الأساسية، بل يعمل على تعزيز دكة البدلاء بعناصر جاهزة للمنافسة. أسماء مثل جاكبو، روبرتسون، سوبوسلاي، جو غوميز، وكورتيس جونز تضيف قوة كبيرة لعمق التشكيلة وتدعم التدوير الفعال.
توفر هذه الصفقات مرونة تكتيكية للمدرب آرني سلوت. القدرة على التحول بين 4-3-3 و4-4-2 تسمح للفريق بالتكيّف مع خصوم مختلفين دون الإخلال بالتوازن أو الفعالية، ما يعزز فرصه في المنافسة على البطولات الكبرى.
الأهم من ذلك هو تغير فلسفة النادي. لم يعد "الريدز" يعتمد فقط على التنظيم الجماعي، بل أصبح يستثمر في المهارات الفردية القادرة على حسم المباريات. مشروع ليفربول الجديد يهدف إلى صناعة فريق قادر على فرض هيمنته على الساحة المحلية والأوروبية.