منذ انتقاله إلى ملعب "هايبري" عام 1913، قادماً من "مانور غراوند"، عاش أرسنال أفضل فترات تاريخه، وفي ذلك الملعب الأسطوري، حصد الفريق 13 لقباً في الدوري الإنجليزي، منها أهم إنجاز في تاريخه عام 2003-04، حين أنهى الموسم دون أي هزيمة ونال البريميرليغ الذهبي بقيادة آرسين فينغر مع نجوم مثل باتريك فييرا وتيري هنري.
في تلك الفترة، لم يكن أرسنال مجرد فريق ينافس على البطولات، بل كان يقدم كرة قدم هجومية ممتعة، بأسلوب تكتيكي مميز جعل من "هايبري" ملعباً يصعب غزوه.
وتغيّرت الصورة جذرياً في 22 يوليو/ تموز 2006، عندما انتقل أرسنال إلى ملعب "الإمارات"، ليبدأ عهداً جديداً لم يعرف فيه الفريق طعم التتويج بلقب الدوري الممتاز حتى اليوم، واكتفى النادي خلال هذه الحقبة بـ9 ألقاب فقط، بين كأس الاتحاد الإنجليزي (4 مرات) والدرع الخيرية (5 مرات).
من اللاهزيمة إلى سنوات الجفاف.. ماذا حدث بعد 2004؟
في موسم 2003-04، وصل "الغانرز" إلى ذروة تألقه حين أنهى مشوار الدوري دون أي خسارة، في إنجاز فريد من نوعه لا يزال يستشهد به حتى اليوم، الفريق قدم كرة قدم استثنائية جعلته يلقب بـ(The Invincibles)، ووضع بصمته في تاريخ البريميرليغ بطريقة لا تنسى.
غير أن تلك الحقبة الذهبية لم تدم طويلاً، ففي صيف 2006، ودّع المدفعجية ملعب "هايبري" وانتقل إلى "الإمارات" بحلم مواصلة النجاح، لكن النتائج لم تواكب الطموحات، فطوال ما يقرب من عقدين، غاب الفريق عن مشهد التتويج بالدوري، مكتفياً بعدد محدود من الألقاب الثانوية.
جيل فييرا وهنري.. صورة لم تتكرر في "الإمارات"
الجيل الذهبي لأرسنال بين أواخر التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، بقيادة فييرا وهنري، شكل مزيجاً استثنائياً من الصلابة والإبداع، فبين عامي 1998 و2004، حصد الفريق لقب الدوري ثلاث مرات، وأضاف لقب كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2005، قبل وداع "هايبري".
ومنذ الانتقال إلى "الإمارات"، لم تنجح أي توليفة فنية في إعادة تلك الهيبة، رغم ما قدمته من كرة قدم مميزة، افتقدت الجرأة والحسم المطلوب للعودة إلى منصات التتويج الكبرى، حيث في أعوام (1991، 1998، 2002، 2004)، كان الفريق صلباً ومترابطاً ونال اللقب، أمّا اليوم، فرغم الأداء الواعد تحت قيادة ميكيل أرتيتا، لا يزال الحلم الأهم غائباً.
عند افتتاح ملعب "الإمارات" في 2006، كان الطموح بناء مستقبل مالي أقوى، لكن اللقب الأغلى بقي بعيداً وطوال 19 عاماً، اكتفى أرسنال بـ9 ألقاب فقط (4 كأس الاتحاد و5 دروع خيرية) دون أن يحقق لقب الدوري الممتاز.
تراجع الفريق لأسباب عديدة، أبرزها تأثير ديون بناء الملعب على سياسة التعاقدات، ما أجبره على بيع نجومه واللجوء لصفقات محدودة، بالتزامن مع صعود قوى مالية ضخمة مثل تشيلسي ومانشستر سيتي، زادت الفجوة على القمة.
مواسم الاقتراب.. من حلم اللقب إلى خيبة المركز الثاني
رغم غياب التتويج في حقبة "الإمارات"، اقترب أرسنال من كسر العقدة في أربع مناسبات، لكنه أنهى جميعها في مركز الوصافة. البداية كانت في موسم 2015-16، حين أضاع فرصة نادرة للتتويج أمام مفاجأة ليستر سيتي، ثم تكرر السيناريو في 2022-23 مع فريق شاب تصدر معظم فترات الموسم، قبل أن يتراجع في الأمتار الأخيرة ويخسر اللقب لصالح مانشستر سيتي.
وفي 2023-24، دخلت كتيبة ميكيل أرتيتا صراعاً ثلاثياً مع السيتي وليفربول، لكنه خسر اللقب مجدداً بفارق نقطتين فقط. أما في موسم 2024-25، ورغم التطلعات العالية والبداية القوية، أفلتت اللحظات الحاسمة من بين يديه، ليعود سيناريو الإخفاق في الجولة الأخيرة من جديد.
هل ملعب "الإمارات" لعنة أم مجرد صدفة؟
من الصعب الجزم بأن ملعب الإمارات هو "لعنة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالانتقال إلى ملعب أكبر وأكثر حداثة كان ضرورة اقتصادية للحفاظ على قدرة أرسنال التنافسية في عالم كرة القدم المتغير، ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الارتباط الزمني بين الانتقال إلى الملعب الجديد والفشل في تحقيق لقب الدوري.
ربما تكون الأسباب أعمق من مجرد "لعنة"، يمكن أن تكون الديون المترتبة على بناء الملعب قد أثرت على القدرة الشرائية للنادي في سوق الانتقالات لسنوات، مما أثر في عمق التشكيلة وجودة اللاعبين القادرين على المنافسة على أعلى المستويات.
مقارنة بين ألقاب أرسنال في هايبري وملعب الإمارات
| الملعب | الفترة | عدد الألقاب الكبرى | آخر لقب كبير |
|---|---|---|---|
| هايبري | 1913 – 2006 | 13 لقب دوري + أكثر من 25 بطولة | كأس الاتحاد الإنجليزي 2005 |
| الإمارات | 2006 – 2025 | 0 لقب دوري + 9 بطولات صغيرة | درع المجتمع 2023 |