من اللاعب الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد ؟

يُعد إنجاز "الأكثر فوزًا بالألقاب" في تاريخ ريال مدريد من أعلى مراتب التميز التي يمكن أن يصل إليها أي لاعب ارتدى القميص الأبيض، فليس كل من لعب في صفوف الميرنغي دخل قائمة العظماء، بل فقط أولئك الذين جمعوا بين الأداء الثابت والتتويج المتواصل عبر السنوات، واستطاعوا أن يتركوا أثرًا خالدًا في سجلات النادي الأكثر تتويجًا في أوروبا.

تاريخ الميرنغي حافل بالأساطير، لكن الأرقام وحدها قادرة على إنصاف من حققوا الألقاب أكثر من غيرهم، هؤلاء الذين خاضوا النهائيات تلو الأخرى، وحسموا البطولات في اللحظات الحاسمة، وأصبح التتويج بالألقاب ثقافة راسخة داخل ريال مدريد، النادي الذي لا يرضى إلا بالذهب، ولا يقبل بأقل من منصات التتويج.

ولأن الريال لا يغيب كثيرًا عن البطولات، فإن معيار الحكم على أساطيره لا يتوقف فقط عند المهارة الفردية أو البصمات الفنية، بل يمتد ليشمل حجم التأثير الفعلي في التتويجات، وعدد البطولات التي أسهموا في تحقيقها على مدار مسيرتهم داخل أسوار "سانتياغو برنابيو".

وقبل الخوض في تفاصيل الأسماء المدرجة ضمن قائمة الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد من المهم التأكيد على أن الوصول إلى هذا المستوى لا يتحقق بسهولة، بل نتيجة سنوات من الالتزام، والصبر، والعمل الجماعي.

من أكثر لاعب فاز ببطولات في تاريخ ريال مدريد؟

يتصدر لوكا مودريتش قائمة الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد. النجم الكرواتي الذي انضم إلى "سانتياغو برنابيو" في صيف 2012 قادمًا من توتنهام، واجه الكثير من الشكوك في بداياته حول قدرته على النجاح داخل النادي الملكي، لكنه سرعان ما بدّد تلك الشكوك، ليُصبح لاحقًا حجر الأساس في أعظم مرحلة عرفها الفريق في العصر الحديث.

ومُنذ اللحظة التي فرض فيها نفسه في خط وسط الريال، تحوّل مودريتش إلى قائد حقيقي في الظل، صانع لعب استثنائي يجمع بين الذكاء التكتيكي، والهدوء تحت الضغط، والدقة في التمرير، والقدرة على التحكم بإيقاع المباريات، وكان عنصرًا حاسمًا في كتيبة زين الدين زيدان خلال الثلاثية التاريخية بدوري الأبطال بين 2016 و2018، ثم واصل تألقه تحت قيادة أنشيلوتي، ليُتوج مع الفريق بـ 6 ألقاب دوري أبطال أوروبا.

ومع مرور السنوات، لم يقتصر حضور مودريتش على البطولات الأوروبية، بل امتد ليشمل مختلف المسابقات المحلية والدولية، حيث أسهم في التتويج بكل الألقاب الممكنة مع ريال مدريد، من الدوري الإسباني وكأس الملك، إلى السوبر المحلي والقاري، مرورًا بكأس العالم للأندية.

هذا التنوع في البطولات وقيمتها جعل اسمه يُسجل في صدارة قائمة الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد ليتفوق على مجموعة من الأسماء الكبيرة التي صنعت أمجاد النادي في العقدين الأخيرين، مثل كارفاخال، ناتشو، مارسيلو وبنزيما.

ورغم تقدمه في العمر، ظل مودريتش مثالًا حيًّا على اللاعب الذي ينتصر بجودته لا بعمره، لم تكن بطولاته مجرد محصلة وجود في فريق كبير، بل ثمرة مساهمة فعلية ومستمرة في اللحظات الحاسمة.

ألقاب لوكا مودريتش مع ريال مدريد

ويأتي خلف لوكا مودريتش في قائمة الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد مجموعة من الأسماء، شكّلت العمود الفقري لحقبة ذهبية عاشها النادي الملكي في السنوات الماضية، وإذا كان النجم الكرواتي يتصدر المشهد، فإن زملاءه الذين عاشوا معه ذات اللحظات التاريخية لا يقلّون تأثيرًا، بعدما راكموا سجلًّا لافتًا من البطولات المحلية والدولية.

وفي المركز الثاني خلف مودريتش، يأتي الظهير الأيمن داني كارفاخال، الذي مثّل الجيل الأكثر التزاما واستمرارية في الميرنغي؛ بأسلوبه القتالي وتنوع أدواره الدفاعية والهجومية، شكل ركيزة أساسية في كل الإنجازات القارية، من دوري الأبطال إلى كأس العالم للأندية، كما رسخ نفسه ضمن أبرز من حملوا القميص الأبيض في خانة الظهير خلال القرن الحالي.

ألقاب داني كارفاخال مع ريال مدريد

أما ناتشو فيرنانديز، فيُعد الوجه المثالي للاعب "الجوكر" الذي يخدم الفريق في كل الأوقات والظروف، ويوجد في المركز الثالث كأكثر اللاعبين فوزًا بالألقاب في تاريخ الميرنغي، رغم ندرة ظهوره في الصفحات الأولى للصحف، إلا أن مساهماته الدفاعية الصامتة كانت مفتاحًا في كثير من البطولات. ناتشو، الذي ارتدى شارة القيادة قبل رحيله، لم يكتفِ بالاستمرارية، بل حافظ على الجاهزية والانضباط في كل مرحلة.

من بين من شاركوا في تتويجات الميرنغي قبل الجيل الحالي، يبرز اسم مارسيلو، أحد أكثر اللاعبين الأجانب تأثيرًا في تاريخ ريال مدريد، الظهير البرازيلي كان أيقونة فنية على الرواق الأيسر، وارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بلحظات المجد الأوروبي، كما نال شرف رفع الكؤوس قائدًا في محطات حاسمة، خصوصًا في ختام مسيرته.

ولا يمكن الحديث عن الأكثر تتويجًا من دون استحضار المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي تحول من ظل كريستيانو رونالدو إلى قائد المشروع بعد رحيل النجم البرتغالي، بنزيما كتب فصولًا مجيدة في آخر سنواته مع الريال، خاصة حين قاد الفريق نحو لقب دوري الأبطال في موسم 2021-22، جامعًا بين النضج الفني والفاعلية الحاسمة.

رحيل بنزيما عن الفريق في صيف 2023 شكّل لحظة فارقة، ليس فقط لأنه كان أحد اللاعبين الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد، بل لأنه ترك فراغًا فنيًّا وقياديًّا لم يكن من السهل تعويضه، وخرج وهو في قمة عطائه، بعدما دوّن اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الميرنغي، تاركًا وراءه إرثًا كرويًّا يصعب تكراره، ومكانة استثنائية بين كبار أساطير النادي.

ألقاب كريم بنزيما مع ريال مدريد

أما على مستوى التاريخ القديم، فهناك اسم لا يمكن تجاوزه ضمن قائمة الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد، وهو باكو خينتو، أسطورة الجناح الأيسر وصاحب سجل أسطوري خلال فترة الخمسينات والستينات.

كما يشغل النجم الألماني توني كروس موقعًا متقدمًا ضمن قائمة الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد، بعدما صنع لنفسه مكانة استثنائية منذ انتقاله إلى النادي قادمًا من بايرن ميونخ، حيث تميز كروس بالثبات والهدوء والدقة، وكان محورًا تكتيكيًّا لا غنى عنه في مختلف فترات النجاح، وواصل حصد البطولات حتى وداعه الرسمي في صيف 2024.

ما ترتيب رونالدو في قائمة الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد ؟

رغم أن كريستيانو رونالدو غير وجه ريال مدريد في العصر الحديث، وكان حجر الزاوية في عودة الفريق للهيمنة الأوروبية، إلا أن قصر فترة وجوده مقارنةً بلاعبين أمضوا أكثر من عقدين في النادي مثل باكو خينتو أو سنوات طويلة مثل مودريتش وكارفاخال، جعله يتراجع رقميًّا في قائمة الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد.

رونالدو تُوّج مع ريال مدريد بـ16 لقبًا فقط، منها 4 بطولات دوري أبطال أوروبا ولقبان للدوري الإسباني، بالإضافة إلى ألقاب السوبر المحلي والقاري ومونديال الأندية؛ وبرغم ضخامة هذه الألقاب من حيث القيمة، إلا أن الكم ظل محدودًا مقارنةً بلاعبين مثل مودريتش وكارفاخال وناتشو، الذين استمروا لفترات أطول وكانوا جزءًا من مشاريع ممتدة.

ألقاب كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد

ورغم هذا الترتيب المتأخر، لا يقلل ذلك إطلاقًا من مكانة كريستيانو في تاريخ النادي، فالرجل الذي دوّن اسمه كأفضل هداف في تاريخ ريال مدريد، يظل أحد أعظم من ارتدى القميص الأبيض.

قائمة الأكثر فوزًا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد