من الذاكرة | زيدان يسقط البرازيل ولغز رونالدو الأزلي

بواسطة مجهول (لم يتم التحقق) , 12 يوليو 2025

في مثل هذا اليوم، 12 يوليو/ تموز 1998، من دون التاريخ لحظة مفصلية في مسيرة كرة القدم العالمية، إذ لم يكن مجرد نهائي كأس عالم بين منتخبين كبيرين، بل كان مشهدًا مركبًا بين المجد والانهيار، بين صعود زين الدين زيدان والسقوط الغريب لرونالدو الظاهرة؛ في نهائي مونديال فرنسا 1998، حيث لم يفز "الديكة" بالكأس فقط، بل وُلِد زيدان على مسرح المجد، فيما دخل رونالدو في نفق من الأسئلة التي لم يخرج منه حتى اليوم.

لقد كانت تلك الليلة خالدة في أذهان عشاق كرة القدم، حيث لم تكن مجرد مباراة نهائية، بل كانت ملحمة كروية جمعت بين عمالقة اللعبة؛ وبينما كان تركيز الجميع منصبًّا على تتويج فرنسا، إلا أن الحدث حمل في طياته قصصًا جانبية وألغازًا لم تُحل حتى يومنا هذا، ولا سيما ما يتعلق بحالة نجم المنتخب البرازيلي، الظاهرة رونالدو، فقد كانت التساؤلات تحوم حول أدائه الغامض في تلك المباراة، وظهرت العديد من النظريات التي حاولت تفسير ما حدث.

ليلة النهائي.. زيدان ينفجر في غياب البرازيل

في ملعب "دو فرانس" بباريس، وأمام أكثر من 75 ألف متفرج، خاضت فرنسا النهائي الحلم أمام منتخب البرازيل حامل اللقب ومرشح الجميع للفوز، حيث كانت التوقعات تصب في مصلحة "السيليساو"، خاصة في ظل امتلاكهم لمجموعة مرعبة من النجوم أبرزهم: رونالدو، ريفالدو، بيبيتو، روبرتو كارلوس، وكافو.

لكن كل شيء تغير بشكل دراماتيكي.. ظهرت البرازيل كفريق ضائع، فاقد للهوية على غير عادتها، بينما بدت فرنسا متماسكة، حادة، ومرعبة؛ وبينما توهج زيدان وسجل هدفين بالرأس في الشوط الأول، بدا رونالدو وكأنه شبح يتجول في الملعب من دون هدف أو تأثير.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

واستغل زين الدين زيدان تلك اللحظة الفاصلة كما يجب، ودخل النهائي وهو يعلم أن كل الأنظار عليه، لم يكن قد سجل أي هدف في البطولة قبل النهائي، وكان يتعرض لبعض الانتقادات من الإعلام الفرنسي، لكن مباراة واحدة كانت كفيلة بتغيير مسيرته بالكامل.

في الشوط الأول، نفّذ زيدان ضربتي رأس مميزتين، سجّلهما من ركنيتين، وسط تهاون دفاعي غير معتاد من البرازيل؛ وفي الشوط الثاني، شارك في صناعة الهدف الثالث الذي سجله إيمانويل بوتي، ليقود فرنسا إلى فوز تاريخي بثلاثية نظيفة، ويصعد لمنصة التتويج رافعًا الكأس الأغلى.

ماذا حدث للظاهرة رونالدو في نهائي مونديال 1998؟

حتى صباح نهائي 1998، لم يكن هناك ما يوحي بوجود مشكلة، فرونالدو كان هداف البطولة ونجم البرازيل الأول. لكن المفاجأة وقعت عندما تسلم الصحفيون التشكيلة الرسمية ولم يجدوا اسمه! صدمة هزّت الإعلام، والمعلّق الشهير في هيئة الإذاعة البريطانية "جون موتسون" وصف اللحظة بقوله: "الورق الذي وصلنا خالٍ من اسم رونالدو. وقفنا مذهولين، الجميع يسأل: هل هذه خدعة؟ خطأ مطبعي؟". لاحقًا، ظهر اسمه في نسخة محدثة، لكن الحقيقة اتضحت بعد المباراة.. رونالدو تعرض لنوبة تشنج، نُقل بسببها للمستشفى، وسط ذهول تام.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

في شهادته عبر تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن" العالمية: "بعد تناول الغداء شعرت بشيء غريب. فقدت الوعي فجأة. أصبت بنوبة تشنج، ولا أتذكر ما حدث بعد ذلك، قضيت نحو ثلاث ساعات في المستشفى، أجريت خلالها جميع الفحوصات الممكنة. لكن لم تظهر نتائج حاسمة، كأن شيئًا لم يحدث!".

وأضاف: "كنت أملك نتائج التحاليل في يدي، ومعي الطبيب توليدو الذي منحني الضوء الأخضر، اقتربت من زاغالو في الملعب وقلت له: أنا بخير. لا أشعر بأي شيء. هذه نتائج التحاليل وهي سليمة. أريد أن ألعب".

زميله الحارس ديدا، والذي كان حاضرًا تلك الليلة، وصف الأجواء في المعسكر قائلًا: "لقد دخلت غرفة العشاء فوجدت وجوه الجميع جامدة. البرازيل كلها بدت حزينة. قيل لي: رونالدو في المستشفى، لم نعرف شيئًا بعدها.. غادرنا إلى الملعب من دون موسيقى، وهذا شيء لا يحدث في البرازيل أبدًا".

كما أكد كافو أنه كان شاهدًا على النوبات التي تعرض لها رونالدو داخل الفندق، قبيل مغادرة الفريق لخوض المباراة الحاسمة، وعن تلك اللحظات، صرح كافو عبر صحيفة "آس": "أعتقد أنني في تلك اللحظة.. كنت أفكر في خسارة رونالدو لتلك المباراة. يا إلهي، سنخسر نجمنا الكبير، هذا ما كان يدور في ذهني"؛ وأضاف: "بالنسبة إلي، الأمر طبيعي جدًا. لقد أغمي عليه، وأصيب بنوبة، لكنني رأيت أناسًا يموتون أمامي".

المكالمة العاطفية.. بداية الانهيار؟

ظهرت رواية عاطفية مثيرة تتعلق بمكالمة تلقاها صاحب القميص رقم (9) صباح يوم النهائي، أخبره فيها صديقه المقرب بأن خطيبته السابقة سوزانا فيرنر تخونه مع الإعلامي بيدرو بيال، وأرسل له صورًا تؤكد العلاقة.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

صديقة رونالدو السابقة

الصدمة دفعت رونالدو إلى الصعود لغرفته منهارًا، ورفض الحديث مع أي أحد، قبل أن يدخل في مشادة هاتفية معها سمعها زملاؤه من خلف الباب. دقائق بعد تلك المكالمة، تعرض لنوبة تشنج قوية نُقل بسببها إلى المستشفى، وهو ما جعل كثيرين يربطون بين الانهيار العاطفي المفاجئ وتدهور حالته الصحية قبل النهائي أمام فرنسا.

نايكي وتسمم ودواء مجهول!

وسط أجواء الفوضى قبل نهائي 1998، اتُّهِمت شركة "نايكي" بممارسة ضغوط لإشراك رونالدو رغم حالته النفسية والصحية، كونه وجهها الإعلاني الأبرز. وأكد إدوموندو أن ممثلي الشركة وجدوا في المعسكر وتصرفوا كما لو كانوا جزءًا من الطاقم الفني.

في المقابل، كشفت "ديلي ميل" عن احتمال تعرض الظاهرة لتسمم متعمد أو خطأ طبي داخل الفندق، حيث يُشتبه أن طاهيًا دسّ مادة خفيفة في طعامه. فيما رجّحت تقارير أخرى أن الانهيار كان نفسيًّا بسبب الضغط الهائل، مع الإشارة إلى سلوكيات مضطربة خلال البطولة، ومحاولة لإعطائه مهدئًا تم التراجع عنها خوفًا من اختراق لوائح المنشطات.

صفقة خفية؟.. نظرية المؤامرة بين البرازيل وفيفا

من أكثر الروايات إثارة ما تردد عبر رسالة بريد إلكتروني زُعِم أنها وصلت إلى شبكة "غلوبو" البرازيلية، وجاء فيها أن البرازيل وافقت على خسارة نهائي 1998 لصالح فرنسا مقابل 23 مليون دولار، بهدف دعم صورة فرنسا كمجتمع منفتح ومتقدم خلال البطولة.

وفي المقابل، تقول الرواية إن فيفا وعدت البرازيل بقرعة سهلة في مونديال 2002 –وهو ما تحقق بالفعل– إلى جانب استضافة نسخة مستقبلية من كأس العالم، وهو ما جرى عام 2014؛ ورغم عدم وجود أدلة رسمية، إلا أن الغموض الذي أحاط بالمباراة ساعد في إبقاء النظرية حيّة لسنوات.

في النهاية.. رغم مرور أكثر من ربع قرن على نهائي مونديال 1998، لا تزال تلك القصة تُروى كواحدة من أعقد الألغاز في تاريخ كرة القدم. تناثرت الروايات، تضاربت الشهادات، وازدحمت التفاصيل بين التسمم والانهيار النفسي، والضغط التجاري، وحتى المؤامرات السياسية، لكن الحقيقة الكاملة لم تظهر يومًا إلى العلن.

Image
زين الدين زيدان يحتفل بهدفه في شباك البرازيل بنهائي كأس العالم 1998 (Getty)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
Off
Countries
Show in tags
Off
Caption
زين الدين زيدان يحتفل بهدفه في شباك البرازيل بنهائي كأس العالم 1998 (Getty)
Show Video
Off