أعلن نادي برشلونة الإسباني رسميًا سحب شارة القيادة مؤقتًا من حارسه الألماني مارك أندريه تير شتيغن في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات داخل أروقة "البلوغرانا".
ورغم أن قرار حرمان تير شتيغن من شارة القيادة يبدو لافتًا، إلا أنه ليس الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم، حيث شهدت السنوات الماضية قرارات مشابهة من كبرى الأندية والمنتخبات تجاه قادة سابقين، لأسباب فنية أو سلوكية أو حتى شخصية ليكون تير شتيغن ليس الأول في هذه القائمة.
نجوم فقدوا شارة القيادة قبل تير شتيغن
وفي السطور التالية نرصد أبرز الحالات التي شهدت تجريد لاعبين من شارة القيادة سواء مع أنديتهم أو المنتخبات قبل مارك أندريه تير شتيغن.
1- أوليفر كان – منتخب ألمانيا
حين تولى يورغن كلينسمان تدريب المنتخب الألماني عام 2004، قرر سحب شارة القيادة من الحارس الأسطوري أوليفر كان، الذي كان قد قاد "المانشافت" في نهائي كأس العالم 2002.
كلينسمان برر القرار بأنه يُفضل أن يحمل شارة القيادة لاعب ميداني، ليمنحها إلى مايكل بالاك، ولاحقًا، خسر كان أيضًا مركزه الأساسي لصالح ينز ليمان في مونديال 2006، ورغم استمراره مع بايرن ميونخ، لم يعد قائدًا للمنتخب بعدها.
2- فرناندو هييرو – ريال مدريد
قائد ريال مدريد السابق فرناندو هييرو أمضى 14 موسمًا في النادي الملكي، إلا أن رحيله عام 2003 جاء بطريقة مفاجئة بعد خلاف داخل غرفة الملابس حول طريقة الاحتفال بالتتويج بالليغا.
هييرو أكد لاحقًا أنه لم يقرر الرحيل بنفسه، بل تم استبعاده بقرار من الرئيس فلورنتينو بيريز، قائلاً: "رئيس ريال مدريد هو من استبعدني." لينتقل بعدها إلى نادي الريان القطري.
3- دافيد ألبيلدا – فالنسيا
في واحدة من أكثر الحالات إثارة للجدل، استُبعد دافيد ألبيلدا من قائمة فالنسيا في ديسمبر 2007، إلى جانب زميليه سانتياغو كانيزاريس وأنغولو، بقرار من المدرب الهولندي رونالد كومان.
ألبيلدا، الذي كان قائد الفريق، لجأ إلى القضاء بدعوى أنه مُنع من ممارسة مهنته، لكن المحكمة رفضت الدعوى، وبعد إقالة كومان، أعيد الثلاثي إلى الفريق، قبل أن يختتم ألبيلدا مسيرته في فالنسيا عام 2013 بعد 15 موسمًا.
4- ويليام غالاس – أرسنال
في عام 2008، سحب أرسنال شارة القيادة من المدافع الفرنسي ويليام غالاس بعد تصريحات علنية انتقد فيها زملاءه وأداء الفريق.
النادي اللندني، بقيادة أرسين فينغر، برر القرار بأنه جاء لحماية وحدة غرفة الملابس، معتبرًا أن تصرفات غالاس لم تكن لائقة تجاه زملائه والنادي.
5- ماورو إيكاردي – إنتر ميلان
في فبراير 2019، خسر الأرجنتيني ماورو إيكاردي شارة قيادة إنتر ميلان بعد توترات داخلية مع إدارة النادي وتصريحات مثيرة للجدل من زوجته ووكيلة أعماله واندا نارا.
تم نقل الشارة إلى الحارس سمير هاندانوفيتش، واعتبرت الإدارة أن سلوكيات إيكاردي سببت اضطرابات داخل الفريق.
6- هاري ماغواير – مانشستر يونايتد
في يوليو 2023، أعلن المدافع الإنجليزي هاري ماغواير عبر حساباته الرسمية أنه لم يعد قائدًا لمانشستر يونايتد، بعد إبلاغه بذلك من المدرب الهولندي إريك تين هاغ.
ماغواير، الذي ارتدى الشارة لثلاثة مواسم ونصف، أعرب عن خيبة أمله، لكنه أكد التزامه الكامل مع النادي، متمنيًا النجاح لقائد الفريق الجديد، البرتغالي برونو فيرنانديز.
7- ديفيد كالابريا – ميلان
قضى ديفيد كالابريا كامل مسيرته الكروية في ميلان، لكنه فقد شارة القيادة خلال النصف الثاني من موسم 2024–2025 بعد وصول المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو.
الأخير قرر منح الشارة للحارس مايك مينيان، في ظل خلافات واضحة بينه وبين كالابريا، تطورت حتى لحظات التوتر في المباريات، وتمّت إعارة اللاعب لاحقًا إلى بولونيا، قبل نهاية عقده في يونيو.
8- حسام غالي – الأهلي المصري
في موسم 2014-2015 تم سحب شارة القيادة من اللاعب حسام غالي في النادي الأهلي بعد تصرفات اللاعب في مباراة الفريق ضد حرس الحدود وانفعاله في الملعب حتى حصوله على بطاقة حمراء مما دفعه لخلع الشارة وإلقائها على الأرض.
وعلى الفور تم إصدار قرارًا من الإدارة بسحب الشارة من اللاعب ومنحها لزميله عماد متعب ولكن بعد فترة ومع التزام غالي من جديد استعاد شارة القيـادة في الفريق.
في النهاية فإن قرار برشلونة سحب شارة القيادة من تير شتيغن يضعه في سلسلة طويلة من الأسماء الكبيرة التي فقدت موقعها القيادي داخل فرقها، لأسباب مختلفة، سواء كانت قرارات تكتيكية أو تأديبية، وتبقى شـارة القيادة أكثر من مجرد قطعة قماش، بل عنوانًا للثقة والمسؤولية، وسحبها دائمًا ما يترك أثرًا يتجاوز حدود الملعب.