شهد الميركاتو الصيفي في الدوري الجزائري الكثير من القضايا الغريبة والأخبار التضليلية والخداع والمكر الإداري لتجاوز قيود الاتحاد الجزائري لكرة القدم لتقييد النفقات الفلكية، كما أن حركيته تسارعت فقط خلال الأيام الثلاثة الأخيرة قبل غلقه (يغلق منتصف ليلة الـ31 أغسطس)، حيث يعد الأقل نشاطاً منذ سنوات واقتصرت الصفقات الضخمة فيه على أندية محدودة.
الاتحاد الجزائري لكرة القدم بقيادة رئيسه وليد صادي (وزير الرياضة في نفس الوقت) كان شدّد منذ الموسم الماضي وبتوصيات وتعليمات متكررة، على ضرورة ترشيد الأندية لنفقاتها الفلكية وعلى وجه التحديد ما يتعلق منها برواتب اللاعبين، حيث حدد سقف الخمسة مليارات سنتيم شهرياً (حوالي 400 ألف دولار أمريكي)، والخمسين مليار سنتيم سنوياً حوالي 4 ملايين دولار كحد أقصى لكتلة الرواتب في كل فريق مشارك بالمسابقة المحلية.
ولوح اتحاد الكرة بالعقوبات كإجراء لتقييد الأندية الجزائرية وإلزامها باحترام لوائح ترشيد النفقات بعد أن شهدت سوق الانتقالات الحالية في الدوري الجزائري عدم احترام واضح للتوصيات والتعليمات السابقة بهذا الخصوص، ومنها ما يتعلق بتقديم شهادة الملاءمة المالية والضمانات المتعلقة بتسديد رواتب اللاعبين الأجانب والتعهدات الكتابية لعدم الإخلال بالإجراءات التعاقدية مع اللاعبين.
ورغم هذه التوصيات؛ لجأ بعض الأندية الجزائرية إلى طرقٍ ملتوية وحِيل لتجاوز هذه اللوائح الصارمة من خلال اللجوء إلى ممولين من خارج أسوار النادي وعقود رعاية غير حكومية لتمويل صفقاتها الضخمة، ولو أن هذا الأمر لا يسري على جل الأندية؛ نظراً لاختلاف شعبيتها وتنوع مصادر تمويلها.
لاعبون انتهازيون وتحايل في ميركاتو الدوري الجزائري
وبالعودة إلى خلفات الميركاتو الصيفي في الدوري الجزائري قبل ساعات من غلقه يلاحظ بأن الصفقات الكبيرة اقتصرت على أندية شبيبة القبائل (الأكثر نشاطاً) وشباب بلوزداد ومولودية الجزائر وبدرجة أقل اتحاد الجزائر، في وقت اكتفت فيه الأندية الأخرى بصفقات أقل قيمة.
وأعلن نادي مولودية الجزائر اليوم الأحد عن ضم لاعب آنجيه الفرنسي السابق زين الدين فرحات في صفقة شغلت أندية المولودية وشبيبة القبائل وشباب بلوزداد واتحاد الجزائر لشهر كامل، حيث تفاوض فرحات مع كل تلك الأندية وتم الإعلان عن انضمامه لكل فريق في العديد من المناسبات قبل أن يختار المولودية في اليوم الأخير من الميركاتو.
ولجأ الدولي السابق إلى أسلوب المزايدة للتوقيع مع الفريق الذي يدفع أكثر، وهو ما حدث في الصفقات المحدودة خلال الميركاتو الصيفي في الدوري الجزائري، خاصةً بالنسبة للاعبين الأكثر طلبا في السوق ولو أن عددهم محدود جداً، على غرار أيمن محيوص وزين الدين فرحات وفريد الملالي (لم يكشف عن وجهته لحد الساعة)، بالإضافة إلى بعض الصفقات الأفريقية والأجنبية الطموحة.
ويرى متابعون بأن شبيبة القبائل هو النادي الأكثر نشاطاً في الميركاتو بضمه للاعبين جزائريين خاضوا تجارب أوروبية إلى جانب تجربتهم الجزائرية، على غرار أيمن محيوص وبلال مسعودي ومهدي مرغم، في حين ضم مولودية الجزائر صفقات محدودة لكن بطموحات عالية، على غرار الحارس ألكسيس قندوز وزين الدين فرحات والدولي الغيني الحسن بانغورا.
وشعرت الجماهير الجزائرية بالصدمة لمعرفتها بالمبالغ المالية الكبيرة التي تحصّل عليها الكثير من نجوم الميركاتو الصيفي، على غرار أيمن محيوص وزين الدين فرحات، اللذين تحصلا على راتب بحدود الخمسين ألف يورو، وذلك رغم قيود الاتحاد الجزائري التنظيمية ولوائحه، حيث أقدم بعض الأندية على مراوغة اللوائح وتحديدًا ما يتعلق بنموذج عقود اللاعبين.