أشعل النجم عمر خريبين غضب الشارع السوري على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات إعلامية أشار من خلالها إلى أنه تعمد الغياب عن مباراة إياب الملحق الآسيوي المؤهل لتصفيات مونديال روسيا 2018، بين سوريا وأستراليا قبل نحو ثماني سنوات، وذلك كي لا يساهم في الفوز بالمباراة وبتأهل المنتخب السوري إلى الملحق العالمي، وربما إلى كأس العالم للمرة الأولى، وذلك كي لا يتم استثمار هذا النجاح سياسيًّا من قبل النظام السابق.
وكان خريبين قد غاب عن مباراة أستراليا التي أقيمت في سيدني بسبب تراكم الإنذارات، بعد أن تلقى بطاقة صفراء (اعتبرها كثيرون أنها مجانية) في الدقيقة 78 من عمر مباراة الذهاب، التي جرت في ماليزيا وانتهت بالتعادل (1-1).
ردود فعل غاضبة على عمر خريبين
تصريحات عمر خريبين أغضبت الشارع الكروي السوري بشكل كبير في توقيتها وفي سياقها العام، خاصة أن الكثيرين لم ينسوا الاعتذارات المتكررة لنجم الهلال السعودي السابق والوحدة الإماراتي حاليًّا عن مباريات منتخب سوريا، ولا سيما تلك التي كانت تتطلب السفر إلى شرق القارة الآسيوية، إضافة إلى مشاكله العديدة مع معظم المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على تدريب (نسور قاسيون) في السنوات الأخيرة، ومن بينهم الألماني بيرند شتانغه والتونسي نبيل معلول، وصولاً إلى الأرجنتيني هكتور كوبر.
وعلّق البعض على تصريحات عمر خريبين بالقول إن منتخب سوريا كان وسيبقى حالة جامعة لكل السوريين، وهو يمثل الشعب السوري بكافة أطيافه ولم يكن يومًا منتخبًا لأي نظام سياسي، حتى وإن حاول البعض استثمار نجاحاته.
وأشار البعض إلى العديد من الصور التي خرجت إلى العلن من مناطق معارضة للنظام السابق، وهي تشجع منتخب سوريا في تصفيات مونديال روسيا، لما يمثله من حالة شعبية قادرة على رسم الفرحة في قلوب السوريين.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة rami koussa - رامي قحطان كوسا (@rami.koussa)
ونشر عدد من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لخريبين مع أركان النظام السابق في مباريات ودية كانت تجري في القصر الرئاسي، من أجل دحض الفكرة التي خرج بها خريبين، والمتعلقة بموقفه السياسي وبالتصريحات التي أدلى بها في هذا السياق.
بينما طالب آخرون بعدم استدعاء عمر خريبين مرة أخرى إلى منتخب سوريا، الذي يخوض غمار تصفيات كأس آسيا 2027 في الوقت الحالي، حيث يتصدر مجموعته برصيد ست نقاط وبفارق الأهداف عن ميانمار التي سيواجهها مرتين في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، علمًا أن خريبين كان قد تعرض للإيقاف مدى الحياة من قبل الاتحاد السوري لكرة القدم في العام 2020، حين كان حاتم الغايب رئيسًا للاتحاد، وذلك على خلفية مشكلة حصلت بينه وبين المدرب التونسي نبيل معلول في أحد المعسكرات الودية.
اللاعب الذي رفض أن يكون هدافًا تاريخيًّا
عبر مسيرته مع منتخب سوريا والتي بدأت في العام 2012، نجح الخريبين في تسجيل 27 هدفًا في 62 مباراة دولية، ليضع نفسه في المركز الرابع على لائحة الهدافين الدوليين في تاريخ الكرة السورية، وهي اللائحة التي يتصدرها فراس الخطيب (مدرب فريق الفحيحيل الكويتي حاليًّا) برصيد 36 هدفًّا.
ويرى البعض أن خريبين الذي سجل بعضًا من الأهداف التي لا زالت عالقة في أذهان الكثير من السوريين، مثل هدفه في مرمى سنغافورة في تصفيات مونديال 2018 في الوقت بدل الضائع من المباراة، أو هدفيه في مرمى قطر في التصفيات نفسها، وكذلك هدفه في مرمى الهند في كأس آسيا الأخيرة، وهو الهدف الذي جعل منتخب سوريا يتخطى الدور الأول في البطولة للمرة الأولى في تاريخه، قد ظلم نفسه بالاعتذار عن الكثير من المباريات الدولية والرسمية في الماضي، حيث كان بإمكانه أن يتصدر لائحة الهدافين التاريخيين بسهولة كبيرة.