حددت الرابطة المحترفة لكرة القدم المعنية بتسيير وتنظيم مسابقة الدوري الجزائري للمحترفين موعد ومكان ديربي الجزائر الكبير، بين الجارين اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر، لحساب الجولة الثانية لموسم 2025-26، والذي سيجري هذه المرة خارج العاصمة الجزائرية، وفي ظروف يغيب عنها الحماس وتغلب عليها الأجواء الباردة، ما أثار استياء جماهير الفريقين والمتابعين.
وتعد مباراة اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر بمثابة أشهر وأقوى لقاء في الدوري الجزائري للمحترفين، بالنظر للندية القوية بين الناديين، والحماس الجماهيري منقطع النظير في المدرجات، حيث دائمًا ما يصنع مشجعو الاتحاد والمولودية أجواءً استثنائية في المدرجات، بعيدًا عن الأجواء المشحونة.
وتصنف هذه المواجهة في خانة ديربي الجزائر الكبير والداربيات الأشهر في القارة السمراء والعالم، حيث دائمًا ما تختاره المنصات العالمية المهتمة بأخبار المشجعين ورابط الالتراس ضمن لائحة أشهر الديربيات في العالم وأكثرها حماسًا وتشويقًا، بدليل الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة على نطاق واسع عالميًّا بعد كل ديربي، بفضل ما يصطلح عليه بصراع المدرجات وحرب "التيفو" العالمية.
بداية الدوري الجزائري عرفت غلق ملعبين كبيرين في الجزائر العاصمة بسبب أشغال الصيانة والترميم، حيث أغلق ملعب 5 يوليو وكذلك ملعب نيلسون مانديلا، ولم يبق إلا ملعب كبير آخر متاح وهو ملعب علي عمار بالدويرة الخاص بنادي مولودية الجزائر، لكن بما أن الاتحاد هو المستضيف في لقاء الجولة الثانية، اضطر للبحث عن حل بديل.
إجراء ديربي الجزائر الكبير في أجواء باردة
اختارت الرابطة المحترفة لكرة القدم ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة 50 كلم جنوبي العاصمة الجزائرية لاحتضان ديربي الجزائر الكبير، يوم الأحد 31 أغسطس لحساب الجولة الثانية من الدوري الجزائري، بسبب عدم جاهزية ملعب 5 يوليو الذي تعود الاتحاد اللعب فيه، كما حددت الرابطة شروطًا قاسية أخرى تحد من الحضور الجماهيري.
وتم تخصيص 6 آلاف تذكرة للمباراة فقط من جملة 25 ألف مقعد التي تشكل الطاقة الاستيعابية للملعب الشهير، وستكون تلك التذاكر مخصصة فقط لجماهير نادي اتحاد الجزائر فقط، من دون مشجعي المولودية الممنوعين من التنقل خارج الديار، مثلهم مثل مشجعي كل أندية الدوري الجزائري عندما يتعلق بلعب مواجهات خارج الديار.
وترجع هذه الإجراءات التنظيمية القاسية لمخلفات الموسم الماضي الذي اصطلح عليه بموسم الغضب والشغب في بعض الملاعب الجزائرية، بالإضافة إلى حادثة ملعب 5 يوليو خلال المواجهة الأخيرة من الدوري بين مولودية الجزائر ومولودية البيض، التي شهدت وفاة 4 مشجعين من مولودية الجزائر، بسبب سقوط محموعة من المشجعين من المدرجات العلوية نتيجة التدافع.
واتخذ الاتحاد الجزائري لكرة القدم جملة من الإجراءات التنظيمية المشددة خلال الموسم الجديد، بالتشاور مع الأندية، أبرزها منع تنقل المشجعين خارج الديار وتقليص الطاقة الاستيعابية للملاعب بـ20 بالمئة، لتفادي تكرار أحداث الموسم الماضي المؤسفة.
وخلفت هذه القرارات موجة استياء واسعة بين مشجعي مولودية الجزائر واتحاد الجزائر على حد سواء، لأنها تفقد ديربي الجزائر الكبير أبرز مقومات نجاحه وشهرته العالمية.