من المعروف أن كيليان مبابي لا يقوم عادة بمقابلات مطولة، لكنه كان ضيفًا في لقاء مطول مع صحيفة ليكيب الفرنسية واسعة الانتشار، بمناسبة إطلاق الشكل الجديد لها، حيث استمرت المقابلة لمدة ساعة، وناقش فيها العديد من الأمور الشخصية، ومشاكله مع باريس سان جيرمان وشغفه باللعبة.
وشدد كيليان في المقابلة على عدم ندمه بعد رحيله عن باريس سان جيرمان، وتتويج الفريق بدوري أبطال أوروبا من دونه، وأكد أنه لا يكن أي عداء تجاه النادي الفرنسي، لكنه واصل مطالبته بالحصول على رواتبه المتأخرة.
كان يمكن أن أفتعل فضيحة في باريس
في الصيف الماضي، وجد كيليان مبابي نفسه محط الأنظار بسبب انفصاله المضطرب عن ناديه السابق، باريس سان جيرمان. وحتى يومنا هذا، لا يزال النزاع بين الطرفين من دون حل، ويصل إلى مرحلته القانونية.
ورغم سحبه شكواه المتعلقة بسوء المعاملة، تمسك اللاعب الفرنسي بدعواه ضد النادي الباريسي للحصول على مبلغ قدره 55 مليون يورو، وهو مبلغ يُعادل رواتب غير مدفوعة لأشهر أبريل/ نيسان ومايو/ أيار ويونيو/ حزيران 2024.
وقال مبابي: "قانون العمل هو سبيلي الوحيد لاستعادة حقوقي. الإجراءات التي اتخذتها أعطت انطباعًا أنني أريد ضرر النادي، ولكنني وقّعت عقد عمل، وكل ما أردته هو أن أتقاضى راتبي".
وتابع: "ليس لدي شيء ضد النادي، أنا أحب باريس، ولدي أصدقاء هناك، لكنه السبيل الوحيد للحصول على ما يدينون لي به. إنه شيء كسبته بعرقي، سواء أعجبك أم لا، لكنه يظل عملي. لو لم أقم بهذا الإجراء لظل الوضع كما هو عليه".
وواصل في نفس السياق: "كان يمكنني افتعال فضيحة في باريس سان جيرمان، لكنني قلت إن الأمر لا يستحق. لكن عندما ترى أنك لا تتحصل على مستحقاتك بعد فترة، يجب أن تتصرّف وتتخذ الإجراء المناسب".
وبسؤاله عما إن كان قد ندم على رحيله عن باريس سان جيرمان، خاصة بعد فوز الأخير بدوري أبطال أوروبا الذي بحث عنه مبابي، قال: "قصتي انتهت هناك، ولست نادمًا على الرحيل، عندما لعبت هناك كنا قريبين جدًّا من تحقيق البطولة، وصلنا إلى نصف النهائي مرتين وإلى النهائي مرة واحدة ولم نفز. انتهى وقتي، وريال مدريد طلبني وكان دائمًا حلمي".
حديث كيليان مبابي عن أخيه وأطفاله وشغفه
تحتل علاقة مبابي بشقيقه إيثان، اللاعب الشاب الصاعد، مكانة خاصة، وعنه يقول بنبرة حنونة ممزوجة باليقظة: "عليك أن تُوفر له بعض الظل حتى لا يُسبب له الكثير من الضوء ضررًا". تكمن وراء هذه العبارة تجربة شخص نشأ تحت وهج الأضواء القاسية، ويريد حماية عائلته من هذا العبء.
أضاف عن شقيقه: "عندما علمت أنه لاعب خط وسط شعرت بالارتياح، كنت خائفًا أن أطغى عليه أو يعيش في ظلي أو يكون منافسًا لي في الهجوم".
كما تحدث النجم الفرنسي بإسهاب عن شخصيته وتطلعاته لأطفاله في المستقبل، وتمنى أن يكره أطفاله كرة القدم، وقال: "أتمنى أن يكره أطفالي كرة القدم".
وتابع: "أنا متشائم بشأن عالم كرة القدم. أحب أن أقول إن من يذهب إلى الملعب محظوظ بما يكفي ليأتي لمشاهدة عرض فقط، من دون معرفة ما يدور خلف الكواليس. لو لم يكن لدي هذا الشغف لكان عالم كرة القدم قد أثار اشمئزازي منذ زمن طويل".
على المستوى الفردي في ما يتعلق بجائزة الكرة الذهبية، تبنى كيليان مبابي نبرة متواضعة بشكل مفاجئ، حيث صرّح قائلاً: "لا أستطيع الفوز بالكرة الذهبية هذا العام"، مفضلاً أن تذهب الجائزة إلى أحد أصدقائه.