لم يكن الإنجليزي نوني مادويكي أول لاعب يخلع القميص الأزرق لنادي تشيلسي ليرتدي القميص الأحمر لنادي أرسنال في صفقة مباشرة بين الناديين اللندنيين، بالرغم من العداوة الأزلية للجارين، إلا أن ردة فعل جماهير أرسنال عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال الكتابات التي ملأت جدران المنطقة المحيطة بملعب الإمارات، أظهرت أنها لا زالت ترفض فكرة الاستعانة بأي من لاعبي الجار اللدود مهم بلغت قيمته الفنية.
وعلى الرغم من أن الفترة التي سبقت حقبة البريميرليغ لم تشهد انتقال أكثر من ستة لاعبين بين الطرفين، إلا أن المشهد بات يتكرر منذ مطلع الألفية الثالثة. وبعيدًا عن الصفقة الأكثر جدلاً والتي انتقل فيها الدولي آشلي كول من الغانرز إلى البلوز، والتي وصفت بالخيانة الكبرى، فإن أغلب الصفقات الأخرى كانت تتم في الاتجاه المعاكس، أي من تشيلسي إلى جاره.
المنافسة على الزعامة اللندنية بين تشيلسي وأرسنال
قبل وصول الروسي رومان أبراموفيتش في صيف العام 2003، لم يكن تشيلسي قد حقق لقب البريميرليغ سوى مرة واحدة في العام 1955، بينما كان أرسنال يحتفل في ذلك الموسم (2003-04) بلقبه التاسع وبإنجاز تاريخي غير مسبوق من خلال إنهاء الموسم من دون هزيمة.
عرض هذا المنشور على Instagram
لكن المشهد تغير تمامًا بعد ذلك، إذ إن العقدين الأخيرين كانا شاهدين على تتويج تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز خمس مرات، وبكأس إنجلترا خمس مرات، وبخمسة ألقاب أوروبية من بينها لقبان في دوري الأبطال (الذي ما زال عصيًّا على المدفعجية)، وأخيرًا لقب النسخة الأولى من بطولة العالم للأندية.
وهو ما جعل الكثير من جماهير البلوز يرفعون شعار (فخر لندن)، في إشارة إلى أن فريقهم يعد الأفضل منذ مطلع الألفية الثالثة، وهو يتزعم العاصمة البريطانية بفضل ألقابه المتعددة.
لاعبون بلا صلاحية
بالنسبة للكثير من أنصار أرسنال، فإن اللاعبين الذين تم انتدابهم من تشيلسي في العقدين الأخيرين، كانوا ممن انتهت صلاحيتهم في الغريم اللدود الذي نجح في استثمارهم بشكل مميز رياضيًّا واقتصاديًّا.
وباستثناء مادويكي الذي لم يصنع نجوميته بشكل كبير في البلوز بالنظر إلى أنه لعب مع تشيلسي لموسمين فقط، فإن معظم اللاعبين الذين جاؤوا من الضفة الزرقاء إلى الضفة الحمراء، كانوا مشبعين بالألقاب والأموال، ولم يصنعوا الفارق المطلوب في صفوف الغانرز.
وبحسب موقع "ترانسفير ماركت"، فإن البلوز انتدب كلاً من الإنجليزي آشلي كول والفرنسي أوليفر جيرو من فريق أرسنال في آخر 25 عامًا، بينما تشير القائمة إلى أكثر من عشرة لاعبين تحولوا من تشيلسي إلى فريق المدفعجية، وفي مقدمتهم: حارس المرمى التشيكي بيتر تشيك، والمدافع الفرنسي ويليام غالاس، ومواطنه لاسانا ديارا، إضافة إلى أكثر من تعتبرهم جماهير الغانرز (مقلبًا كرويًّا حقيقيًّا) وهما الألماني كاي هافيرتز والإيطالي جورجينيو، بالنظر إلى أن اللاعبين دفعت فيهما إدارة (الغانرز) مبلغ 86 مليون يورو معًا، علمًا أن الأخير انتقل مجانًا إلى فلامنغو البرازيلي في الصيف الحالي، في حين أن المهاجم الألماني لم يلعب أكثر من 1800 دقيقة في الموسم الفائت، وفي 23 مباراة سجل خلالها تسعة أهداف فقط.
هل يتمكن أرسنال من الفوز بالدوري؟
تتفق الكثير من المواقع المتخصصة بكرة القدم الإنجليزية على أن أرسنال يملك القدرة على إنهاء حالة الخصام ما بينه وبين لقب البريميرليغ في الموسم المقبل، بعد سنوات من إعادة البناء تحت قيادة الإسباني ميكائيل أرتيتا.
وتضع هذه المواقع فريق ليفربول (حامل اللقب) في المقام الأول من الترشيحات بنسبة 15/8، بينما يأتي أرسنال في المركز الثاني بـ9/5، وهي نسبة مرتفعة جدًّا مقارنة بكل من مانشستر سيتي وتشيلسي اللذين يحتلان المركزين الثالث والرابع على القائمة.
ويعتقد البعض أن المنافسة ستكون شديدة للغاية بين الكبار في الموسم المقبل، بالنظر إلى الصفقات التي أبرمت حتى اللحظة، والتي أفرغت العديد من الأندية الأخرى من نجوم كانوا "بيضة القبان" في تحقيق بعض المفاجآت خلال الموسم المنصرم.
وبانتظار أن ينهي الغانرز صفقاته لصيف العام 2025، من خلال انتقال المهاجم السويدي غيوكيريس (المرتقبة)، فإن الفريق (صاحب أقوى خط دفاع في الموسم المنصرم) سيكون قد امتلك مفاتيح هجومية مميزة في الموسم المقبل، وهو ما يجعله فعلاً أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب.