لم تمض ساعات على إعلان المدير الفني لمنتخب سوريا، الإسباني خوسيه لانا، لقائمة اللاعبين الذين تم اسدعاؤهم لخوض المباراتين الوديتين أمام كل من الإمارات والكويت في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وهي القائمة التي خلت من اسم المهاجم بابلو صباغ المحترف في نادي سوون الكوري الجنوبي، حتى اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي غضبًا، بسبب غياب اسمه عن القائمة، على الرغم من تألقه في الموسم الحالي.
ونجح الصباغ في تسجيل 12 هدفًا في 24 مباراة، وذلك في أول تجربة له في القارة الصفراء، بعد أن أمضى معظم مسيرته في كولومبيا والبيرو.
ويحظى بابلو صباغ بشعبية كبيرة في سوريا، بعدما كان من أوائل اللاعبين المغتربين الذين قرروا تمثيل منتخب نسور قاسيون في كأس آسيا الأخيرة التي أقيمت بقطر، حيث نجح في تقديم مستوى جيد خلال البطولة، وساهم في تجاوز المنتخب السوري لدور المجموعات للمرة الأولى.
غياب بابلو صباغ.. إصابة أم أسباب إدارية؟
في ظل الغياب التام لأي مؤتمر صحفي أو حضور إعلامي للمدرب الإسباني خوسيه لانا في سوريا، منذ تقديمه لوسائل الإعلام قبل عام كامل، جاء التبرير من قبل اتحاد الكرة عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، حيث أشار إلى أن بابلو قد شعر بالألم بعد مباراة فريقه الأخيرة، وأنه من خلال التواصل مع الكادر الطبي للمنتخب وناديه الكوري، تبين حاجته للراحة وعدم قدرته على المشاركة مع زملائه في معسكر دبي والدوحة.
لكن ما أثار الجدل والاستغراب أن نادي سوون، كان قد أعلن قبل ثلاث ساعات فقط من نشر القائمة عن استدعاء لاعبه بابلو صباغ لصفوف المنتخب السوري، في التوقف الدولي لشهر سبتمبر، وهو ما جعل الكثيرين يشككون في رواية الإصابة التي تم الحديث عنها، بسبب الفارق الزمني القصير الذي باعد بين المنشورين.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Pablo Sabbag D (@pablosabbag11)
ورأى البعض أن السبب الحقيقي لعدم وجود اسم بابلو صباغ في تشكيلة المنتخب السوري في مباراتيه المقبلتين، يعود لأسباب إدارية وليست فنية، حيث يعتقد أن البعض أن إدارة المنتخب رفضت طلبًا (معتادًا) من بابلو باصطحاب أحد أفراد عائلته معه إلى المعسكر، كما كان يحدث سابقًا، فيما رأى البعض الآخر أن هناك (لوبيًّا) داخل المنتخب (من الحرس القديم)، يلعب دورًا سلبيًّا في وجود بابلو، وهو ما تجلى في عدم مشاركته لأكثر من 11 دقيقة في المباراة السابقة أمام أفغانستان، ضمن التصفيات الآسيوية في شهر يونيو/ حزيران الماضي، لصالح لاعبين قدامى يحجزون مكانهم كأساسيين في المنتخب بشكل دائم.
الحقيقة تبقى غائبة
عانى منتخب سوريا لفترات طويلة من اعتذار لاعبين عن المشاركة لأسباب مختلفة، كانت تبرر بالإصابة، ليتضح لاحقًا عدم صحة هذه الادعاءات من خلال مشاركة اللاعبين بمباريات أو تمارين مع فرقهم، في نفس التوقيت الذي كان يلعب فيه منتخب سوريا لمبارياته الودية أو الرسمية.
وبينما كان البعض ينتظر أن تظهر مباراة فريق سوون في بطولة الدوري يوم غد السبت (حقيقة الأمر)، فقد أشارت الاحصائيات إلى أن بابلو تلقى بطاقة صفراء خامسة في مباراة فريقه الأخيرة، وبالتالي فإنه لن يكون حاضرًا في المباراة (بكل الأحوال)، وهو ما يبقي الحقيقة (غائبة)، في ظل صمت اللاعب وعدم خروجه بأي تصريح بهذا الخصوص، مع العلم أن بابلو كان قد نشر قبل يوم واحد على صفحته الشخصية في انستغرام مجموعة من الصور التي تظهر حياته الاعتيادية في كوريا الجنوبية، من دون أي تعليق إضافي.
انقسام بشأن اللاعبين المغتربين
حكاية بابلو صباغ أعادت إلى الواجهة الانقسام الكبير في الشارع السوري، بشأن التعامل عير الاحترافي الذي ظهر في الأشهر الأخيرة مع اللاعبين المغتربين (مستعيدي الجنسية)، حيث تم إبعاد جميع اللاعبين المحترفين في قارة أميركا الجنوبية إضافة إلى غياب لاعبين آخرين مثل محمد عثمان وعبد الرحمن ويس، لأسباب قال مدير المنتخب رغدان شحادة إنها تتعلق بطلب أموال مقابل المشاركة في مباريات المنتخب السوري، أو بسبب عدم وجود قدرة (مالية) لدفع ثمن تذاكر هؤلاء اللاعبين في درجة (رجال الأعمال) كما يطلبون، بسبب ساعات السفر الطويلة.
ويعتقد البعض أن الواسطة والمحسوبيات ومحاولة تسويق بعض اللاعبين المحليين أو المحترفين في دول الخليج، أمور لا زالت موجودة في المنتخب السوري، وهو ما يؤثر في مستوى المنتخب ورغبة هؤلاء اللاعبين في القدوم للعب مجددًا باسم المنتخب الأول، بينما يرى البعض أن إدارة المنتخب تعمل بشكل صحيح لجهة رفض أي طلبات أو ميزات لهؤلاء اللاعبين، من أجل تمثيل منتخب أجدادهم، كما كان يفعل الاتحاد السابق.