يبحث مانشستر سيتي الإنجليزي عن الاستفادة من عامل الأرض لفك عقدته في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني، عندما يستضيفه، اليوم الأربعاء، على استاد الاتحاد في إياب نصف النهائي بعد تعادلهما ذهاباً 1-1.
وتذوّق النادي الإنجليزي مرارة الهزيمة الموسم الماضي، عندما كان في طريقه إلى النهائي بفوزه 4-3 على أرضه، ثم تقدمّه 1-0 في عقر دار الملكي، قبل أن يسجّل البرازيلي رودريغو ثنائية في الوقت القاتل، ثم يحجز الفرنسي كريم بنزيما بطاقة النهائي في الوقت الإضافي من ركلة جزاء (3-1)، في طريقه إلى القب الرابع عشر.
وسيسعى الإسباني بيب غوارديولا إلى تجاوز التحدي الأعظم بإقصاء النادي الملكي، حامل اللقب، من طريقه نحو المباراة النهائية، فيما يواجه الإيطالي كارلو أنشيلوتي هو الآخر تحديًا عظيمًا، يتمثل في اجتياز عقبة السيتي في نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي، لكن هذه المرة عبر بوابة ملعب الاتحاد، حيث سيتوجب عليه مجابهة اختبار هجومي قاسٍ على الأرجح من خصمه، عقب انتهاء الذهاب بالتعادل بهدف لمثله.
وسيواصل المدرب الإيطالي تعظيم أسطورته في دوري الأبطال بتخطي حاجز 190 مباراة، متفوقًا على أليكس فيرجسون، بخلاف كونه أكثر المدربين تتويجًا باللقب (أربع مرات).
واعتاد ريال مدريد -دائمًا- تحويل المستحيل إلى أمر واقع، وسيسعى إلى تحقيق هذا الأمر عبر بوابة ملعب الاتحاد الذي لم يخسر عليه مان سيتي أوروبيًا منذ سبتمبر/ أيلول 2018، حين انهزم من أوليمبيك مارسيليا في دور المجموعات.ح
وفي مباراة الذهاب قدم ريال مدريد أداءً تنافسيًا طيبًا بسبب تألق فينيسيوس وإنقاذات كورتوا وتمكن أنطونيو روديغر من إيقاف إيرلينغ هالاند.
وسيخوض الريال المباراة متسلحًا أيضًا بكريم بنزيما، الذي يعد مان سيتي من ضحاياه الأوروبيين المفضلين؛ إذ سجل في مرماه 6 أهداف في 8 مباريات، 4 منها على ملعب الاتحاد.
إضافة إلى رودريغو غوس الذي لا يتوقف عن التطور منذ بداية الموسم، وكان له الفضل في تسجيل ثنائية في مرمى تشيلسي على ملعب ستامفورد بريدج في ربع النهائي وفي نهائي كأس الملك أمام أوساسونا.
مع ذلك، ربما لا يبدأ أساسيًا إن قرر أنشيلوتي اللجوء إلى الدفع بفالفيردي ليمثل الضلع الثالث في الأمام في الحالة الهجومية ويعود للوسط في الحالة الدفاعية، كما يفعل المدرب الإيطالي غالبًا في المباريات الكبرى.
ويحتاج الريال إلى أكبر عدد ممكن من الرئات في منتصف الملعب لمواجهة رغبة مان سيتي في الاستحواذ على الكرة. وربما يلجأ كارلو إلى الدفع بإدواردو كامافينغا، الذي تعافى عقب إصابته في الركبة، إلى جوار توني كروس، لأنه سيكون التصرف الأنسب لمباراة من المتوقع أن يكون استحواذ الريال فيها على الكرة أقل، أو ربما سيقع الخيار على تشواميني.
وتحمل المباراة أهمية كبرى بالنسبة إلى أنشيلوتي لأن العبور سيعني الاقتراب من التتويج بلقب كبير هذا الموسم، إلى جوار كأس الملك، بعد ضياع لقب الليغا وتتويج برشلونة به، مع لقبين "صغيرين" هما مونديال الأندية والسوبر الأوروبي.
وخلال هذا الموسم، لم يتعرض مان سيتي على ملعب الاتحاد سوى لهزيمة واحدة في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، وتعادل كذلك مرة واحدة هناك. لذا؛ يشعر فريق بيب غوارديولا أنه المرشح الأفضل، ويظهر هذا في تصريحات جاك جريليش، إذ قال: "نحن لا يمكن المساس بنا هنا".
وتعد الانتصارات الـ26 التي حققها مان سيتي على ملعبه وعدد الأهداف التي تتخطى المائة المسجلة فيه، أفضل تقديم ممكن للفريق الذي يأمل في التأهل للنهائي الثاني على التوالي، وإقصاء النادي الملكي كما حدث في 2020.
ويعرف غوارديولا في هذه المرة أن عليه توخي الحذر، كيلا يتكرر ما حدث العام الماضي، وأنه سيضيع الوقت إن اضطر إلى ذلك، وأنه لا عار في قليل من الأداء الدفاعي المحافظ إن تطلب الأمر.
التشكيل المتوقع للفريقين:
مانشستر سيتي: إديرسون ووكر ودياز وأكانجي وستونز وغوندوغان ورودري ودي بروين وغريليش وبرناردو وهالاند.
ريال مدريد: كورتوا وكارفاخال وميليتاو وروديغر وألابا وكامافينغا وكروس ومودريتش وفالفيردي وفينيسوس وبنزيما.