على هامش مواجهة منتخبَي مصر والجزائر، الإثنين، في لقاءٍ ودي يقام بمدينة أبو ظبي بالإمارات، عُقد مؤتمران صحفيان للمديرَين الفنيَين لمنتخبَي الفراعنة وثعالب الصحراء، روي فيتوريا وجمال بلماضي.
المديران الفنيان تحدثا عن الكثير من التفاصيل رفقة لاعبي المنتخبين، مهاجم نانت الفرنسي مصطفى محمد، وجناح الأهلي السعودي رياض محرز.
"طلبت مرارًا من الاتحاد الجزائري مواجهة منتخب مصر في القاهرة". هكذا فاجأ جمال بلماضي جميع الحضور بخصوص حرصه الشديد على مواجهة المنتخب المصري على أرضه ووسط جماهيره.
المدير الفني الجزائري حقق أبرز إنجازاته في قلب ملعب القاهرة، عندما تُوج بكأس أمم أفريقيا 2019، وأثارت رغبته في العودة للملعب الشهير بالعاصمة المصرية فضول الكثيرين لمعرفة السبب، وذلك بعيدًا عن استعادة ذكرى جميلة لثعالب الصحراء!
يمكننا في winwin أن نستشف من الأمر أن جمال بلماضي يريد وضع لاعبيه في أصعب اختبارات ممكنة استعدادًا لأمم أفريقيا! لم يكتفِ بمواجهة تونس في الجزائر، بل واجه السنغال في داكار، وأراد مواجهة مصر في القاهرة، أملًا في عدم تكرار أخطاء أمم أفريقيا 2021، عندما بدا لاعبو الجزائر وأنهم يشعرون بالاغتراب خلال بطولة 2021، التي اختلفت أجواؤها تمامًا عن مصر 2019، حيث كانت هناك مساندة جماهيرية أفضل بكثير لمحاربي الصحراء.
وننتقل إلى روي فيتوريا الذي قال إنه سعيد بمواجهة الجزائر، حيث أسلوب لعبهم مختلف كثيرًا عن مباراة زامبيا، التي أراد مواجهتها للوقوف عند مستوى الفريق، وفي هذا قصد المدير الفني للمنتخب المصري الاحتكاك بأسلوب لعب يختلف بشكل تام عن المنتخب الزامبي، فالجزائريون يتمتعون بقدرة كبيرة على بناء اللعب بشكل منظم، والسيطرة على وسط الملعب، والاستحواذ بنسب كبيرة على الكرة، ما يمنح فيتوريا فرصة تجربة لاعبيه أمام هذا النوع من طرق اللعب.
فيتوريا يمتلك طريقين لمواجهة هذا الأسلوب، إما أن يبدأ بممارسة ضغط عال في محاولة لكسر بناء اللعب مبكرًا، وهو أسلوب لا يتبعه فيتوريا عادة، أو يواجه المنتخب الجزائري بدفاع من منتصف الملعب، مع تقليل المسافة بين خطَّي الدفاع والهجوم، لعدم إفساح المجال للاعبي وسط الجزائر المميزين بالانسلال بين الخطوط، وسيكون شيقًا مشاهدة ماذا سيختار المدير الفني البرتغالي في هذا الصدد.
اختيار ذكي
كان اختيارًا ذكيًا من روي فيتوريا أن يظهر مهاجم نانت الفرنسي مصطفى محمد في ذلك المؤتمر لسببين: الأول هو تجنب وجود قائد المنتخب ونجمه الأول محمد صلاح، تفاديًا لوجود أي أسئلة تحوم حول الجدل الكبير المثار عن عدم تعليقه على القصف المتواصل لغزة من جانب الطائرات الصهيونية، والذي راح ضحيته أكثر من 2500 شهيد، ربعهم على الأقل من الأطفال.
والثاني لمنح مصطفى الفرصة لحصد ثمار الثقة التي اكتسبها من خلال تألقه هذا الموسم مع فريقه الفرنسي، الذي حصل معه مؤخرًا على جائزة هدف الشهر في الليغ 1، إلى جانب مستواه المميز بشكل عام، وذلك بعد عام من المعاناة والمشاركة بشكل شبه متواصل من مقاعد البدلاء، ومن قبلها تقلبات مسيرته مع غلطة ساراي، حتى أتته الفرصة هذا الموسم ليظهر بشكل مغاير انتزع إعجاب الكثيرين.
لذلك ظهر على مهاجم الزمالك الأسبق أسارير السعادة والسرور وهو يستمع لكلمات المديح من الصحفيين الجزائريين قبل المصريين، لكنه عاد وأكد على رغبته في تقديم المزيد من أجل هدف أكبر في مسيرته الاحترافية.
دوافعي لا تزال موجودة
أما رياض محرز فقد كان اللاعب الحاضر من الجانب الجزائري في المؤتمر الصحفي، مؤكدًا على قوة المباراة ضد منتخب مصر، لكن ما لفت الأنظار هو تأكيده على أن تواجده مع أهلي جدة بدلًا من مانشستر سيتي لن يؤثر في تركيزه مع المنتخب الجزائري، فهو لطالما كان بكامل دوافعه وتركيزه مع محاربي الصحراء، مؤكدًا أنه مايزال شابًا ويمتلك الكثير من الطموحات التي يريد تحقيقها مع المنتخب الأخضر.
يبدو أنه تنتظرنا مباراة شيقة غدًا!