على عكس العامين الماضيين، جاءت سوق انتقالات الدوري السعودي للمحترفين صيف 2025 الحالي خجولة هادئة، حيث غابت الصفقات الضخمة، فضلًا عن رفض لاعبين كبار عروضاً فائقة من أندية دوري روشن.
من المعلوم أن ملكية 75% من أسهم الرباعي الكبير، النصر والهلال والأهلي والاتحاد، قد آلت إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) صيف عام 2023، ما سمح بضخ أموال هائلة لجلب لاعبين عالميين.
أنفقت الأندية السعودية ببذخ لاستقدام صفقات عالمية مثل رونالدو وماني وبنزيما ومحرز والبقية، مع تخصيص رواتب فلكية وامتيازات مالية غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم، لكن يبدو أن هذا أصبح من الماضي.
الدوري السعودي غير جاذب للنجوم حاليًا
بات الدوري السعودي قبلة غير جاذبة للنجوم حاليًا، والسبب الرئيس حسب خبراء (Telegraph) هو انخفاض معدل الصرف المالي الفلكي في العقود، الأمر الذي أفقد دوري روشن إحدى أهم مميزاته.
شهد الميركاتو الجاري عزوفًا واضحًا من نجوم كرة القدم العالمية تجاه الدوري السعودي، قياسًا بالإقبال المزدحم في 2023 و2024، بل إن وكلاء اللاعبين أنفسهم حوّلوا وجهتهم ناحية الأندية الأوروبية.
إن عامل الجذب الأول -وربما الوحيد- للأندية السعودية في جلب اللاعبين العالميين هو الامتيازات المالية، ومع تدني سقف هذه الامتيازات، أصبحت المسابقة السعودية بلا أنياب حقيقية في السوق.
وعندما تساوت قوة الصرف بين الأندية السعودية ونظيراتها الأوروبية، انحاز اللاعبون الكبار بطبيعة الحال إلى الدوريات الأوروبية، حيث دائرة الضوء والشهرة والتنافسية، لا سيما في الدوريات الخمسة الكبرى.
الدوري السعودي فشل في الملفات الكبرى
فاوضت أندية سعودية عدة نجوم عالميين في الفترة الماضية، منهم ليونيل ميسي ولوكا مودريتش ومحمد صلاح وكيفين دي بروين وبرونو فيرنانديز وغيرهم، وقد رسبت أندية دوري روشن في كل الملفات.
بل إن لاعبين عالميين قرروا الرحيل عن دوري روشن بعد الانضمام إليه، أبرزهم الكولومبي جون دوران الذي دفع من أجله النصر 77 مليون يورو، حيث قرر اللاعب المغادرة في إعارة إلى فنربخشة بعد أشهر من انضمامه.
الجناح الجامايكي ديمياراي غراي حذا حذو دوران وغادر الاتفاق عائدًا إلى إنجلترا عبر برمنغهام، ومن المرجح أن يحزم عدة لاعبين حقائبهم لمغادرة السعودية وعلى رأسهم مدافع النصر، الإسباني إيميريك لابورت.
النجاح الوحيد لأندية دوري روشن هذا الصيف اقتصر على قدوم ثيو هيرنانديز من ميلان إلى الهلال وجواو فيليكس من تشيلسي إلى النصر، وخلاف ذلك لم تتعدّ بقية الصفقات حيز الاعتيادية.