في مشهد كروي غير مسبوق، أعلن ليفربول الإنجليزي نجاحه في إتمام التعاقد مع المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك قادمًا من نيوكاسل يونايتد، في صفقة وصفت بأنها "خيالية" وتاريخية بعدما تجاوزت قيمتها 150 مليون يورو، لتصبح الأغلى في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
الخبر الذي دوى كالصاعقة في الوسط الرياضي جاء بعد مفاوضات طويلة ومعقدة بين الناديين، شهدت رفض نيوكاسل أكثر من عرض قبل أن يرضخ في النهاية. ومع إصرار اللاعب على الرحيل وتصريحاته المثيرة التي كشف فيها عن "وعود لم تتحقق"، بدا أن النهاية الحتمية ستكون بارتدائه القميص الأحمر.
المهاجم البالغ من العمر 25 عامًا، لم يكتف فقط بجعل جماهير "الريدز" تحلم، بل وضع اسمه في قائمة الأرقام القياسية، متجاوزًا صفقات عمالقة مثل إنزو فيرنانديز، ديكلان رايس، ومويزيس كايسيدو. اللاعب الذي سجل 27 هدفًا في 42 مباراة الموسم الماضي سيحمل آمال ليفربول الهجومية لسنوات قادمة، بعد أن وقّع عقدًا يمتد حتى 2030.
إيزاك يكتب التاريخ مع ليفربول بصفقة لم يشهدها البريميرليغ
الأرقام لا تكذب. ليفربول الذي لم يعتد على كسر الحواجز في سوق الانتقالات، رفع هذه المرة السقف إلى حد لم يجرؤ عليه أحد في إنجلترا. فبعدما ضم فلوريان فيرتز مطلع الصيف من باير ليفركوزن مقابل 117.5 مليون يورو + 20 مليون متغيرات، عاد ليطرق الباب الأكبر ويظفر بإيزاك.
المفاوضات لم تكن سهلة. نيوكاسل تمسك بلاعبه حتى اللحظة الأخيرة، وأصر على مبلغ لا يقل عن 170 مليون يورو. إدارة "الريدز" تقدمت أولاً بعرض قيمته 128 مليون يورو، قوبل بالرفض المباشر.
بعدها تلاه عرض ثان بـ 138 مليون يورو لم يكن كافيًا أيضًا. لكن الضغط المتواصل من اللاعب السويدي وتصريحاته العلنية التي قال فيها إن "العلاقة مع النادي لم تعد قابلة للاستمرار"، دفعت إدارة نيوكاسل لإعادة النظر.
ليلة الأحد، وبعد فوز ليفربول على أرسنال بهدف قاتل من دومينيك سوبوسلاي، اجتمعت الأطراف مجددًا، وهذه المرة جاء العرض الحاسم: 150 مليون يورو، رقم لم يستطع "الماكبايز" مقاومته، ليفتح الطريق أمام إيزاك ليصبح رسميًا أغلى لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، متجاوزًا أسماء لامعة مثل إنزو فيرنانديز (121 مليون)، جاك غريليش (117.5 مليون) وديكلان رايس (116 مليون).
إيزاك ليس الوحيد.. أنفيلد يقتنص المواهب وصفقات بالمليارات
الدولي السويدي لم يأت وحيدًا إلى "الريدز". بل هو تتويج لثورة صيفية يقودها ليفربول لإعادة بناء الفريق تحت شعار "جيل جديد من الأبطال". هذا الصيف وحده شهد إنفاقًا قياسيًا للنادي بلغ حوالي 489 مليون يورو. من التعاقد مع الظهير جيريمي فريمبونغ، إلى المدافع الشاب جيوفاني ليوني، مرورًا بالمهاجم الواعد هوغو إكيتيكي، والظهير الأيسر ميلوش كيركيز، وأخيرًا صفقة القرن: ألكسندر إيزاك.
وفي الوقت نفسه، لم يغفل النادي عن الجانب المالي، حيث أدار مديره الرياضي ريتشارد هيوز السوق بحنكة، محققًا أكثر من 200 مليون يورو من مبيعات اللاعبين، ما جعل التوازن المالي للنادي محط إشادة الخبراء.
وحسب تقارير صحفية إنجليزية، فإن هذه الصفقة تعد ثالث أغلى انتقال في تاريخ كرة القدم بعد صفقتي نيمار (222 مليون يورو) وكيليان مبابي (180 مليون يورو) إلى باريس سان جيرمان.
الجماهير الآن لا تتحدث إلا عن "زلزال أنفيلد"، والأنظار كلها تتجه نحو النجم السويدي الذي لم يلتحق بجولة نيوكاسل الصيفية، وفضل التدرب منفردًا في زوبييتا، وكأنه كان يجهز نفسه للانفجار الكبير. واليوم، تحقق الحلم: ألكسندر إيزاك يرتدي القميص الأحمر، والإنجليز يشهدون على صفقة "لا يصدقها العقل".