لا كارتوخا مجددًا.. تحفة أندلسية تحتكر ضيافة الكلاسيكو

تتأهب جماهير الكرة الإسبانية لحدث الكلاسيكو الكبير بين الغريمين الأزليين برشلونة وريال مدريد، وذلك في إطار نهائي مسابقة كأس ملك إسبانيا للموسم الجاري 2024-25، والذي سيقام على معقل "لا كارتوخا" التحفة الأندلسية الأنيقة، التي يفخر بها أبناء مدينة إشبيلية كثيرًا.

وعلى الرغم أن الملعب استضاف آخر 6 نسخ من نهائي مسابقة الكأس في إسبانيا، غير أن نسخة هذا العام تعد مميزة بشكل خاص، في ظل حدة التنافس بين "البارسا" و"الميرنغي" على ألقاب الموسم المحلية، إذ بخلاف صدامهما الختامي في "الكوبا"، ما يزال الصراع محتدمًا بين الغريمين على لقب الليغا، برغم تقدم "البلوغرانا" بفارق 7 نقاط مؤقتًا عن مطارده المدريدي.

وبالعودة إلى الكلاسيكو المرتقب في نهائي الكأس، لا يمكن إغفال "لا كارتوخا"، كمعقل بات مفضلًا للاتحاد الإسباني لاحتضان هذا الحدث الكبير، والذي سيتكرر في حلقة جديدة بين عملاقي الكرة الإسبانية، يوم السبت المقبل، حيث يهدف برشلونة إلى معانقة اللقب الذي فاز به عام 2021 للمرة الأخيرة، وبالتالي تعزيز رقمه القياسي كأكثر المتوجين به (31 مرة)، في حين سيسعى "البلانكوس" صاحب الألقاب الـ20 في المسابقة للتويج مجددًا، ومحاولة إنقاذ موسمه بأولى الألقاب، في ظل صعوبة موقفه في المنافسة على الدوري ومغادرته لدوري الأبطال، بطولته المفضلة.

لأجل الكلاسيكو.. "لا كارتوخا" في حلة متجددة ومبهرة

في موعد الكلاسيكو السبت المقبل، سيؤكد الملعب من جديد مكانته كـ"ملاذ" لبطولة كأس الملك بسعة أكبر، فيما ستكون قمة الكأس بين برشلونة وريال مدريد، أول اختبار له كأحد الملاعب التي ستمنح شرف احتضان مباريات في كأس العالم 2030.

وبالحديث عن هذا المعلم الكروي الأندلسي، من الجدير الإشارة إلى أنه قد تم تنفيذ أعمال إعادة تصميم وتوسعة الملعب، الذي تم افتتاحه في عام 1999 بمناسبة بطولة العالم لألعاب القوى في ذلك العام، حيث تم إنشاؤه بسرعة في خمسة أشهر، ما يعني زيادة كبيرة في سعته من 60 ألف مقعد إلى حوالي 72 ألف مقعد، بعد استثمار عالمي بقيمة 15 مليون يورو.

وأصبح "لا كارتوخا"، الذي أعيد إحياؤه منذ عام 2019 لاستضافة الأحداث الكبرى، بعد أن كان غير مستغل بشكل كافٍ وشبه مفلس من الناحية الفنية، معيارًا للملاعب الكبرى في إسبانيا، وبعد الأعمال التي تم تنفيذها، سيقدم صورة جديدة بعد إزالة مسارات ألعاب القوى ليكتسب أكثر من 12000 مقعد بقليل.

وكانت القوة الدافعة الكبرى وراء إعادة إحياء ملعب لا كارتوخا، الذي سيستضيف قمة الكلاسيكو ونهائي الكأس للمرة الثامنة في المجمل والسادسة على التوالي بعد احتضانه نسختي 1999 و2001، قبل أن يستضيف آخر ستة نهائيات، هو المدرب الوطني السابق لكرة السلة، خابيير إمبرودا، الذي توفي في أبريل/ نيسان 2022، بعدما شجع على إعادة تجديده من أجل زيادة الاستفادة من الملعب وتوسيع سعته.

وواجه "ويمبلي إشبيلية"، كما وصفه رئيس الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم، رافائيل لوزان، في زيارة قام بها مؤخرًا للملعب، فترة مذهلة من الأعمال لتجهيز كل شيء لنهائي الكأس الجديد، حيث يعمل ألف عامل بكامل طاقتهم لإكمال آخر المراحل وعلى فترتي عمل.

ومن أصل 15 مليون يورو تم استثمارها في أعمال التوسعة هذه، التي نفذتها شركة هيليوبول الإشبيلية، تم توفير عشرة ملايين يورو من قبل حكومة إقليم الأندلس، والباقي من قبل مؤسسات أخرى، لتحويل "لا كارتوخا" إلى ملعب 5 نجوم، كما يتطلع إلى المدى المتوسط كأحد ملاعب كأس العالم 2030 التي ستتشاركها إسبانيا مع المغرب والبرتغال.

وبالتالي، يعد محتضن الكلاسيكو هذا العام في الكأس، ثالث الملاعب الإسبانية من حيث السعة الاستيعابية، بعد ملعبي كامب نو وسانتياغو برنابيو فقط، بعد إزالة مسارات ألعاب القوى، وتركيب عشب جديد وأنظمة ري جديدة، وبناء حلقة أخرى من المدرجات، وكذلك بعد إصلاح المرافق الداخلية مثل المراحيض أو نفق غرف تغيير الملابس.

ومع هذا النهائي الجديد لهذا الكلاسيكو في الكأس، ينتهي الاتفاق الذي تم توقيعه بين مجلس إقليم الأندلس والاتحاد الإسباني لكرة القدم لمدة ست سنوات، لاستضافة المباراة الحاسمة للبطولة، حيث قال رئيس الاتحاد في مارس/ آذار الماضي إنه سيتم إجراء مسابقة لتحديد الملاعب المقبلة، مع وجود إشبيلية كمرشح مرة أخرى لاستضافة المباراة النهائية، على الرغم من وجود المزيد من المدن المهتمة.

وكان قد تم افتتاح ملعب إشبيلية قبل 26 عامًا في بطولة العالم لألعاب القوى عام 1999، التي أقيمت في المدينة الأندلسية، وقد صنع بالفعل اسمًا دوليًّا في الرياضة بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص، كما استضاف أيضًا العديد من الأحداث الكبرى، وكذلك الحفلات الموسيقية والمهرجانات والأنشطة الثقافية الأخرى.