عاد نادي برشلونة من جولته الآسيوية بثقة في مشروعه المستقبلي، مستندًا إلى جيل واعد يتقدمه النجم الصاعد، لامين يامال صاحب بالإمكانيات الفنية الباهرة وروح قيادية نادرة، ومعه كتيبة من المواهب الشابة التي ظهرت بقوة في المباريات الودية، وسط طموحات كبيرة يضعها المدرب هانز فليك لبناء فريق يهيمن خلال السنوات القادمة.
لامين يامال الذي نال القميص رقم 10 ووقع على عقد جديد مع النادي بعد بلوغه سن الـ18، بدا كأنه يضع حجر الأساس لـ"برشلونة الجديد"، مؤكداً أنه ليس مجرد موهبة عابرة، بل مشروع قائد في الملعب وخارجه، وفي ظل اعتماد فليك عليه بشكل دائم، يبدو أن المستقبل يبدأ من عنده.
لامين يامال على رأس رباعي لا غنى عنه في خطة فليك
خلال ثلاث مباريات خاضها برشلونة في آسيا أمام فيسيل كوبي، سيول، ودايغو، أشرك فليك أربعة أسماء أساسية في التشكيلة منذ البداية، في مقدمتهم لامين يامال إلى جانب بيدري، رافينيا، والحارس الشاب خوان غارسيا، الذي جاء من إسبانيول والذي يبدو أنه سيكون الأساسي على حساب فويتشيك تشيزني في ظل غياب مارك أندريه تير شتيغن للإصابة.
الثلاثي الهجومي المكون من لامين لامين ورافينيا وبيدري أعاد الحيوية لخط برشلونة الأمامي، فيما لعب غارسيا بثقة كبيرة بين الخشبات الثلاثة، ما فتح بابًا جديدًا أمام مستقبل حراسة المرمى في النادي الكتالوني.
لؤلؤة السويد و"درو" يسرقان الأضواء
وبينما خطف لامين يامال الأنظار، خطت مواهب أخرى خطوات سريعة نحو النجومية، السويدي من أصول سورية روني بردغجي قدم نسخة مميزة على الرواق الأيمن، ليس فقط بهدفه الجميل، بل بثقته الكبيرة وطريقته في التحرك في المساحات ذاتها التي يبدع فيها لامين نفسه.
أما بيدرو "درو" فرنانديز، صاحب الـ17 عامًا، فكان أحد مفاجآت الجولة، اللاعب الإسباني الصاعد أظهر لمحات من شخصية لاعبي "لا ماسيا"، بتحركاته الذكية ولمسته الهادئة للكرة، ما جعله مرشحًا ليكون من اكتشافات الموسم الجديد.
الظهير الأيسر خوفير تورينتس واصل تأكيد جدارته بالمكانة التي بدأ في تثبيتها منذ نهاية الموسم الماضي، وبدا اللاعب منسجمًا بشدة مع طريقة لعب فليك، إلى جانب توني فرنانديز، لاعب الوسط المتقدم الذي جذب أنظار كشّافي الأندية الأوروبية، وعلى رأسهم بوروسيا دورتموند، المهتم بالحصول على خدماته.
أما الحارس دييغو كوشين وابن عمه جيلي فحصلا على دقائق محدودة، فيما لم يشارك إيناكي بينيا إطلاقًا، في ظل رغبة الجهاز الفني في تقييم الخيارات الجديدة عن قرب.
ماركوس راشفورد.. سلاح هجومي متعدد الاستخدامات
واحدة من أبرز الصفقات الصيفية تمثلت في ضم الإنجليزي ماركوس راشفورد معارًا من مانشستر يونايتد، فاللاعب الدولي أظهر مرونة كبيرة، حيث لعب كمهاجم صريح وكجناح، ونجح في تسجيل هدف، مؤكدًا أنه سيكون إضافة قوية في الخط الأمامي خلال الموسم.
المدرب فليك أبدى إعجابه بتنوع أدوار راشفورد، ما يفتح الباب أمام احتمالات واسعة لاستخدامه ضمن التشكيلة الأساسية، خاصة في ظل كثافة مباريات الموسم.
إصابات خفيفة وتجديدات مرتقبة
من الناحية البدنية، لم يعانِ برشلونة كثيراً، باستثناء بعض الإصابات البسيطة، على غرار فيران توريس بإجهاد عضلي، فيرمين لوبيز وإينييغو مارتينيز تعرضا لضربات طفيفة، فيما غادر باو كوبارسي المباراة الأخيرة بكدمة لا تدعو للقلق.
على صعيد آخر، يعمل النادي على تجديد عقدي جول كوندي وفرينكي دي يونغ، فيما أبدى المدافع رونالد أراوخو رغبته في الاستمرار، في ظل اهتمام بعض الأندية الأوروبية بخدماته.
15 هدفًا و10 هدافين.. جولة واعدة بكل المقاييس
وأنهى برشلونة جولته بثلاثة انتصارات واضحة، سجل خلالها 15 هدفًا عبر 10 لاعبين مختلفين، في دلالة على تنوع الحلول الهجومية وتوازن التشكيلة.
وكان غافي الهداف الأول بثلاثة أهداف، يليه كل من لامين يامال وليفاندوفسكي وفيران توريس بهدفين لكل منهم، ثم إيريك غارسيا، روني بردغجي، "درو" فرنانديز، راشفورد، كريستنسن، وتوني فرنانديز بهدف لكل منهم.
وبعد أيام الراحة، يستعد الفريق لخوض بطولة خوان غامبر، حيث سيواجه نادي كومو الإيطالي على ملعب "يوهان كرويف"، في آخر بروفة تحضيرية قبل بداية موسم قد يحمل الكثير من المفاجآت.