على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية تغير دور الأجنحة ومفهوم الأجنحة في كرة القدم، وخلق فكرة الأجنحة المقلوبة، أي الجناح الذي يلعب في مركزه بالقدم المختلفة، بمعنى آخر أن يلعب الجناح الأيمن بالقدم اليسرى والجناح الأيسر بالقدم اليمنى، وهذا ما فكر فيه ريال مدريد مؤخرًا.
يُمثّل لامين يامال، ومحمد صلاح، وبوكايو ساكا، لاعب أرسنال، ومايكل أوليس، وإستيفاو لاعب تشيلسي أمثلةً بارزةً على هذه الظاهرة حاليًا كأجنحة على اليمين تلعب بالقدم اليسرى، وقبلهم كان هناك أساطير مثل آريين روبن، وغاريث بيل، وأنخيل دي ماريا، وبالطبع ليونيل ميسي أبرز مثال على ذلك.
تغيير وظيفة الجناح في كرة القدم
سيطرت الأجنحة التقليدية على كرة القدم في الماضي، خاصةً في فترة انتشرت فيها طريقة 4-4-2، كانت الأجنحة تلعب على طرفي الملعب أي على الخط أكثر لإرسال العرضيات لاثنين من المهاجمين داخل منطقة الجزاء، مثلما كان يفعل ديفيد بيكهام عندما كان يلعب على اليمين بقدمه اليمنى، وريان غيغر على اليسار بقدمه اليسرى.
لكن تغيرت هذه الوظيفة في كرة القدم الحديثة، باتت الأجنحة تلعب للداخل وتركت الانطلاقات على الخط للأظهرة، لذلك من الضروري أن يلعب الظهير الأيسر بالقدم اليسرى والأيمن بالقدم اليمنى لإرسال العرضيات من الخط، إذ إن وجود أجنحة مقلوبة بأقدام عكسية تتيح لهم الدخول لعمق الملعب والتسديد.
مع الاعتماد في كرة القدم الحديثة على مهاجم واحد فقط يُطلب من الجناح الدخول للعمق ليكون هو المهاجم الثاني وترك الظهير ينطلق ويستخدم قدمه القوية. ساعد هذا التغيير على دفع الجناح إلى مواقع أكثر مركزية، أقرب إلى المرمى، حيث يمكنه إحداث الفارق بشكل أكثر انتظامًا. وبدوره، أثر هذا أيضًا على دور المهاجم.
ندرة الأجنحة اليمنى بالقدم اليسرى وخطة ريال مدريد
منذ حقبة الجناح الويلزي غاريث بيل لم يمتلك ريال مدريد جناحًا أعسر حقيقياً على اليمين (كان بيل على اليمين ورونالدو على اليسار بقدمه اليمنى القوية)، فالنادي الملكي في المواسم الأخيرة كان جناحه الأيمن الأساسي هو رودريغو صاحب القدم اليمنى، لذلك كان يحب ويفضل اللعب على اليسار، لكن هذا المركز كان محجوزًا لمواطنه فينيسيوس جونيور.
هذا ما دفع ريال مدريد لخطف فرانكو ماستانتونو، وسعى لضمه بقوة من ريفر بليت في صفقة قيمتها 45 مليون يورو بمجرد بلوغه الثامنة عشرة من عمره وسُمح له بالانتقال إلى أوروبا.
وقد أظهرت الدراسات أن 20٪ فقط من اللاعبين يستخدمون القدم اليسرى، وربما يكون هذا هو السبب في أن الأندية تتسابق على ضم الأجنحة الصاعدة التي تلعب بالقدم اليسرى لأنها عملة نادرة، مثلما يمتلك برشلونة لامين يامال، أحد أفضل الأجنحة اليمنى إلى جانب النجم المصري محمد صلاح مع ليفربول.
هيمن ريال مدريد على سوق أمريكا الجنوبية على مدار العقد الماضي، مصممًا على منع أي فريق آخر (وخاصة برشلونة) من استقطاب نجوم القارة الشباب بعد أن تفوق عليه في التعاقد مع نيمار من سانتوس عام 2013.
ظهر ماستانتونو لأول مرة مع الفريق الأول للريال، في مباراة فاز فيها الفريق 3-0 على ريال أوفييدو، وأثار إعجاب مدربه تشابي ألونسو، الذي أشاد بطاقته، وبالطبع بـ"قدمه اليسرى الرائعة".
بينما يتميز يامال بالنشاط والمباشرة، حيث يجمع بين الإبداع والتسديد المباشر من الأطراف - يتميز ماستانتونو بميله للاستحواذ على الكرة، ما يميزه عن أقرانه هو ذكاؤه في الملعب، سواءً مع الكرة أو بدونها. يجيد قراءة المساحات بشكل استثنائي، وغالبًا ما يتراجع إلى عمق الملعب للمساعدة في تنظيم اللعب وتناقل الكرة قبل أن يندفع للأمام إلى مركز متقدم يُضيف اللمسة الأخيرة.
اكتشف تشيلسي إستيفاو مبكرًا في بالميراس، فتعاقدوا معه مقابل 34 مليون يورو في عام 2024، واضطر إلى الانتظار عامًا كاملًا قبل انضمامه بعد بلوغه الثامنة عشرة. خلال تلك الفترة، شارك في خمس مباريات دولية مع منتخب البرازيل الأول، وهو يمثل إضافة للجيل الحالي من الأجنحة اليمنى بالقدم اليسرى..