قد يجن جنون المدير المالي لنادي مانشستر يونايتد في الوقت الحالي وهو يرى ناديه يدفع 330 ألف جنيه إسترليني كل أسبوع من أجل لا شيء، وذلك منذ مطلع الشهر الماضي.
تلك هي الحقيقة الحالية التي تحيط بمشكلة جادون سانشو مع المدير الفني للشياطين الحمر تين هاغ والتي اندلعت الشهر الماضي بعدما انتقد الأخير لاعبه علنًا معتبرًا إياه لا يتعامل بالجدية الكافية في التدريبات، ما دفع بالأخير لعدم التزام الصمت والرد بأنه لن يكون "كبش الفداء" لما يمر به الفريق، الأمر الذي أدى لتصعيد أكبر للمشكلة بعدما اشترط المدير الفني الهولندي اعتذار سانشو علانية واعتذاره أمام زملائه كذلك.
لم يستجب سانشو لهذه المطالبات ليتم تجميده تقريبًا قبل أن تنشر صحيفة "ذا ميرور" خبرًا مفاده إخبار تين هاغ لإدارة نادي الشمال الإنجليزي عن أن أجواء غرف الملابس صارت أفضل بسبب ابتعاد تأثير سانشو السيئ على زملائه.
وفي حالة تمسك سانشو بعدم الاعتذار من مدربه؛ فإنه لن يعود أبدًا للتدرب مع الفريق الأول، حسب مراسل سكاي سبورتس "دارميش شيث" وهو ما أكده مراسل تيم توك "دين جونز" حيث أخبر موقع "جيف مي سبورت" أن فرص خلاص سانشو من هذا الموقف تعد ضعيفة.
إذن؛ فإن أمل سانشو في البقاء بمانشستر يونايتد ينحصر غالبًا في مسألة رحيل تين هاغ عن صفوف الفريق، وهو أمر وارد قبل يناير؛ إن استمر اليونايتد في حالة التذبذب الواضحة في المستوى وفقدان بوصلة المنافسة على أي لقب في الوقت الحالي بعدما خسر اليونايتد حتى الآن كل مبارياته في دوري الأبطال ونصف مبارياته في البريميرليغ.
لكن ماذا عن انتقال سانشو؟
عدة أندية إنجليزية كانت قد أبدت اهتمامها بضم سانشو في الصيف المقبل مثل توتنهام هوتسبير وأستون فيلا؛ لكن تلك الأسماء تساقطت الواحد تلو الآخر بعد إجرائها لصفقات أخرى.
يرى مانشستر يونايتد أن إعارة ماسون غرينوود إلى خيتافي تعد مثالًا على أن خيار الإعارة في الوقت الحالي هو الأنسب، حيث سيبتعد اللاعب عن الأجواء المشحونة وسيكون بإمكانه الحصول على وقتٍ كافٍ للعب؛ لكن خيارات مغمورة مثل خيتافي لن تكون المكان المناسب لسانشو لذلك ظهرت أسماء عدة أندية.
أبرز اسمين أوروبيين غير إنجليزيين تم طرحهما في وسائل الإعلام كانا يوفنتوس، وبوروسيا دورتموند الذي كشف صحفي "ذي أثلتيك" دافيد أورنشتاين أنه حتى منتصف سبتمبر لم يُظهر أي اهتمام بالصفقة، ولعل السبب يكمن فيما ذكره الصحفي دين جونز وهو أن سانشو كان له قدر لا بأس بع من المشاكل السابقة خلال فترته مع النادي الألماني الذي سجل له 50 هدفًا في 137 مباراة خاضها معه.
كما أن وسائل إعلامية أخرى أشارت إلى أن دورتموند يرى أن سانشو صار من الماضي وأن النسخة الحالية منه ليست مناسبة لمشروع النادي في الوقت الحالي، خاصةً مع راتبه الحالي، وأن خيار الإعارة مع لاعب لم يلعب منذ 4 أشهر سيجعل مسألة جاهزيته ليلعب بداية من يناير أمرًا صعبًا وسيجعل مسألة الاستفادة منه ضعيفة.
الخيار الآخر الذي يُعد الأكثر رواجًا في الآونة الأخيرة هو يوفنتوس الإيطالي الذي اعتاد التقاط مثل هذه الصفقات التي ترغب أنديتها في التخلص منها ولو مؤقتًا، ليعيد إحياء مسيرتها والاستفادة من القيمة الفنية الكبيرة لديها بسعر أقل من السعر المفترض.
موقع كاليتشو ميركاتو الإيطالي كان قد كشف مؤخرًا عن اهتمام مانشستر يونايتد بضم فيديريكو كييزا من نادي السيدة العجوز في يناير المقبل، ومن خلال هذا الأمر استشفّت وسائل الإعلام إمكانية تسهيل صفقة تبادلية بين الناديين مع استفادة مادية ليوفنتوس الذي سيسعى للحصول على سانشو على سبيل الإعارة بنية الشراء في حالة نجاحه في تقديم ما هو أفضل مما قدمه مع اليونايتد الذي سجل له 12 هدفًا في 83 مباراة خاضها بقميص الشياطين.
وتبقى مسألة راتب سانشو الباهظ صداعًا في مثل هذا النوع من الصفقات، لكن المتوقع تكفل مانشستر يونايتد بجزء ليس بالهين من راتبه لتسهيل رحيل اللاعب أملًا في أن يصبح استثمارًا بعيد المدى؛ إمّا بالمحافظة على قيمة اللاعب وعدم انهيارها ليتمكن من بيعه بسعر مناسب بعد ذلك، أو ليكون جاهزًا للعودة لليونايتد في حالة انتهاء عصر تين هاغ في سدة الحكم الفني لدى حامل الرقم القياسي للتتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز.