يستضيف ملعب ميت لايف في نيوجيرسي، اليوم الأحد، نهائي كأس العالم للأندية 2025 بين باريس سان جيرمان وتشيلسي الإنجليزي، وسط حضور جماهيري غفير وشخصيات رفيعة المستوى، أبرزها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يثير حضوره اهتمامًا أمنيًا واسع النطاق.
زيارة ترامب تأتي بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن افتتاح مكتب جديد داخل برج ترامب في مدينة نيويورك، على مقربة من الملعب. وقد ذكرت صحيفة "The Athletic" أنه سيشارك في مراسم تتويج الفريق الفائز، وفقًا لمصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها.
وحضر نائب الرئيس الأمريكي مباراة بوروسيا دورتموند أمام فريق أولسان الكوري الجنوبي في مدينة سينسيناتي، وشهدت المناسبة إجراءات أمنية صارمة شملت تفتيش الفرق باستخدام كلاب بوليسية، وتكرر ذلك داخل حافلات الفرق وفي أرضية الملعب.
ويرى خبراء أن الإجراءات في نهائي كأس العالم للأندية اليوم ستكون أكثر تعقيدًا، خاصة في ضوء محاولة اغتيال فاشلة استهدفت ترامب العام الماضي خلال تجمع جماهيري في بنسلفانيا.
يقول مايكل إيفانوف، المسؤول الأمني السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، إن "مثل هذه الأحداث تضع وحدات الحماية الخاصة أمام تحديات كبيرة، فالأمر لا يتعلق فقط بالتهديد الجسدي، بل بأي فعل يمكن أن يسبب إحراجًا سياسيًا، مثل إلقاء كعكة في الوجه، أو سائل مثل الدم الزائف".
خطط محكمة وتحركات سرية
وفقًا لجوردان ماكغراث، مؤسس شركة أمنية خاصة، تبدأ الترتيبات الأمنية قبل الحدث بفترة طويلة، من خلال فريق استطلاع يزور الملعب ويدرس نقاط الدخول والخروج، ويضع خططًا للطوارئ ومسارات للمواكب.
أما ستيفن رايس، وهو خبير أمني عمل في وزارة الخارجية الأمريكية، فيشير إلى أن "التجمعات الكبرى مثل نهائي كأس العالم للأندية 2025، تشكل بيئة خصبة للتهديدات، لذا يجب أن تشمل الخطط غرفًا آمنة ومخارج طوارئ ومسارات بديلة".
لكن في بعض الأحيان، قد تتغير القرارات فجأة. يوضح ماكغراث أن "أصحاب النفوذ قد يغيّرون خططهم في اللحظة الأخيرة، لذا لا بد أن تكون فرق الحماية على أهبة الاستعداد دائمًا".
كيف يتم حماية ترامب في نهائي كأس العالم للأندية 2025؟
بالنسبة لترامب، فإن الخدمة السرية الأمريكية تتولى تنسيق التفاصيل بنفسها مع الشرطة المحلية، والدفاع المدني، وإدارة الملعب. ويتوقع إغلاق بعض الطرق المحيطة لضمان دخول موكبه بسلاسة، بينما قد يتم استخدام أجهزة كشف معادن خاصة وتثبيت زجاج مقاوم للرصاص في الجناح المخصص له.
ويقول نايجل توماس، ضابط سابق في القوات الخاصة البريطانية، إن الخدمة السرية "تفضل إدارة الأمور بنفسها. لديهم وحدات متخصصة في الأمن السيبراني والبدني، وفرق مدربة على استخدام الكلاب البوليسية لرصد المتفجرات والمخدرات. كما يقومون بإجراء تدقيقات أمنية شاملة على العاملين".
وبينما يحاط الجناح الرئاسي بإجراءات مشددة، تجهز فرق الحماية بدائل للمركبات والمسارات، وتبقى على اتصال دائم تحسبًا لأي طارئ، من انهيار هيكلي مفاجئ إلى تدافع جماهيري. ويقول توماس: "الخطة المثلى هي التي لا يشعر الضيف بوجودها، لكنها موجودة بكل تفاصيلها".
وفي النهاية، يظل الهدف الرئيسي هو توفير بيئة آمنة وسط حشد من عشرات الآلاف، دون المساس بسلاسة الحدث الرياضي المتمثل في نهائي كأس العالم للأندية. ومهما بدا الأمر سلسًا على السطح، فإن ما يدور خلف الكواليس يعد عملية أمنية معقدة تخضع للتخطيط والتنفيذ الدقيق.