كيف تسببت "العاقبة الأخلاقية" في خسارة سيميوني أمام إنتر؟

بواسطة Billal.Nedjari , 21 فبراير 2024

خسر أتلتيكو مدريد بقيادة مدربه دييغو سيميوني مواجهة ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مضيفه إنتر ميلان بهدف نظيف من توقيع ماركو أرناوتوفيتش في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب "جوزيبي مياتزا".

خسارة الأتلتي جاءت بعدما صمد الفريق 78 دقيقة، أو بالأحرى بعدما تفنن لاعبو إنتر ميلان في إضاعة عدة فرص ثمينة، من بينها فرصة لأرناوتوفيتش نفسه؛ لكنه أطاح بالكرة فوق العارضة وسط حالة من ذهول جماهير النيراتزوري.

هدف إنتر جاء من خطأ لمدافع الفريق رينيلدو الذي فشل في التخلص من الكرة في الوقت المناسب ليخطفها وسط الإنتر ويمررها إلى لاوتارو مارتينيز الذي سدد في جسد يان أوبلاك قبل أن يتابعها المهاجم النمساوي في المرمى بعدما فشل، صامويل لينو في إخراج الكرة قبل معانقتها الشباك.

هناك مصطلح غربي اسمه (karma) ولفظة كارما في عدة ثقافات تعني "العاقبة الأخلاقية" وقد استمدت معناها من بعض الاعتقادات الدينية التي تؤمن بتناسخ الأرواح والتي تفيد بمطاردة أفعال النفس السيئة والجيدة للنفس في حيواتها الأخرى؛ لكن بشكل عام يقتصر استخدام المقولة على دفع الإنسان الثمن لأفعاله جيدةً كانت أو سيئةً.

تعنّت سيميوني

في الصيف الماضي ضم أتلتيكو مدريد ظهير سيلتا فيغو، غافي غالان، مقابل 5 ملايين يورو في صفقة اعتبرها كثيرون إضافةً كبيرةً إلى الأتلتي نظرًا للمستوى الجيد الذي يتمتع به الظهير الإسباني.

لكن بغرابة شديدة لم يعتمد عليه دييغو سيميوني بإصرار عجيب. وصحيح أن الأمر يخضع لوجهات النظر، خاصةً مع تألق صامويل لينو ورودريغو ريكيلمي في مركز الظهير والجناح الأيسر، إلّا وقد بدا أن المدرب الأرجنتيني يتعمّد بشكل متطرف عدم الاعتماد على الفتى الإسباني.

الأمر وصل إلى عدم إشراك سيميوني لغالان في ربع الساعة الأخير من مباراة أتلتيكو مدريد في ضيافة فريق غالان السابق سيلتا فيغو، وذلك رغم تقدم الأتلتي بثلاثية نظيفة؛ لكن سيميوني لم يمنح غالان الفرصة لتوديع وإلقاء التحية على جماهير سيلتا، مفضّلًا إشراك المدافع التركي سوينتشو رغم أن الذي خرج بديلًا كان لينو على الرواق الأيسر، ما دفع بكثيرين إلى التكهن بأن عناد سيميوني ليس فنيًا وحسب.

ومع استمرار هذا الوضع الذي وصل إلى أن يلعب غالان 193 دقيقة فقط في "الليغا" هذا الموسم، قرر اللاعب تغيير الأجواء بعدما وجد ريال سوسيداد مهتمًا بالحصول على خدماته، خاصة مع الإصابات المتتالية لظهيريه كيران تيرني وأيهن مونيوث.

المثير أنه بعد إتمام الصفقة الشتوية وتألق غالان منذ انتقاله، بدأ سيميوني في الاعتماد على الظهير الأيسر رينيلدو عقب عودته من كأس أمم أفريقيا وأشركه في عدة مباريات سواء أساسيًّا أو احتياطيًّا؛ لكن الظهير الموزمبيقي تسبب في كارثتين، أولاهما عندما ارتكب ركلة جزاء ساذجة خرج بها أتلتيك بيلباو فائزًا على أتلتيكو مدريد في عقر داره في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا وهي الهزيمة الأولى للأتلتي على أرضه في مختلف المسابقات منذ فترة طويلة جدًا.

ثم عاد رينيلدو ليتسبب في كارثة جديدة الليلة بعدما أسهم بشكل كبير في تسجيل الإنتر لهدفه الوحيد في المباراة، وهو الهدف الذي قد يتسبب في إقصاء أتلتيكو مدريد من دوري الأبطال، كما هو الحال مع ركلة جزاء بيلباو التي حوّلها أليكس بيرينجير بنجاحٍ، وقد تتسبب بشكل كبير في إقصاء أتلتيكو مدريد من كأس ملك إسبانيا.

تُرى.. هل كانت (الكارما) أو "العاقبة الأخلاقية" سببًا ساخرًا في الانتقام لغالان من سيميوني في صورة كارثته الموزمبيقية رينيلدو؟!

Image
دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد رفقة لاعبه الفرنسي أنطوان غريزمان (Getty)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
Off
Source
Show in tags
Off
Caption
دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد برفقة لاعبه الفرنسي أنطوان غريزمان (Getty)
Show Video
Off