تصدّر لوكا مودريتش نجم وسط ريال مدريد عناوين مختلف وسائل الإعلام الرياضية، وذلك بعد إعلانه الرحيل رسمياً بعد نهاية مشوار الفريق في كأس العالم للأندية، تاركًا خلفه إرثاً حافلاً مليئًا بالإنجازات، طيلة 13 عاماً، وتفاعل الملايين بالإعجاب والآلاف بالتعليق على منشور الكرواتي الذي أعلن فيه رحيله، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو زميله السابق في صفوف "الميرينغي".
وكتب مودريتش رسالة مفعمة بالعواطف، تفاعل معها ما يقارب 4 ملايين متابع، والتي رد عليها كريستيانو رونالدو قائلا: "شكراً على كل شيء لوكا، كان لي شرف مشاركة الكثير من اللحظات معك في النادي، أتمنى لك النجاح الكبير فيما هو قادم"، وهو الرد الذي لقي أكبر قدر من الإعجاب، نظراً للشعبية الجارفة التي يتمتع بها البرتغالي على مواقع التواصل.
وأثير في السنوات الماضية العديد من الإشكاليات حول علاقة كريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش، حيث تحدث العديد من التقارير الإعلامية عن فتور العلاقة بينهما بعد فوز الكرواتي بالكرة الذهبية لعام 2018، ليخرج البرتغالي بتصريحات تُشكك في أحقية لاعب الوسط في نيلها، والتي أرفقها بتهنئة باردة جداً.
مودريتش ينتقد كريستيانو بعد مقاطعته حفل الكرة الذهبية لسنة 2018
ولم يتقبل كريستيانو رونالدو خسارته للكرة الذهبية لسنة 2018، وذلك في خضم منافسة شرسة بينه وبين ليونيل ميسي على عرش الأفضلية في عدد الجوائز الفردية، ما جعله يرفض حضور الحفل الذي أقيم في باريس يوم 3 ديسمبر/كانون الأول، مُتسبباً في جدل كبير جداً واتهامات واسعة بالأنانية وعدم التحلي بالروح الرياضية.
ولم يُفوت مودريتش الفرصة لانتقاد كريستيانو وحتى ميسي الذي حلّ خامساً في تلك السنة، وذلك بعد غيابهما عن حفل الكرة الذهبية بسبب عدم تتويج أي منهما بها، وإن كان الأمر منتظراً ومتوقعاً من الأرجنتيني الذي لم ينافس فعلياً على الجائزة في تلك السنة، فإن البرتغالي لم يكن معذوراً على الإطلاق، خاصة بحلوله ثانياً، متقدماً على أنطوان غريزمان الثالث.
وقال مودريتش في تصريحات أدلى بها لصحيفة "سبورتسكي نوفوستي" الكرواتية: "لا يمكن أن أتحدث عن سبب عدم حضور شخص ما لحفل توزيع الجوائز فهذا اختياره، يبدو أن هذه الأصوات والجوائز مهمة فقط عندما يفوزان بها"، وأضاف: "هذا غير منصف لبقية اللاعبين ولمن أدلوا بأصواتهم والذين رشحوهم في آخر عشر سنوات وكذلك الحال بالنسبة لكرة القدم والجماهير".
رونالدو شكّك في أحقية زميله والكرواتي يُهدئ الوضع
وكان رونالدو قد زاد الطين بلّة عندما أجرى مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلو سبورت"، أعرب فيها عن خيبة أمله لعدم فوزه بالكرة الذهبية، وقال: "اعتقدتُ أنني أستحقها، بذلتُ قصارى جهدي على أرض الملعب، والأرقام لا تكذب، لكنها ليست نهاية العالم، أحترم القرار وأهنئ مودريتش"، وأضاف: "أشعر بخيبة أمل، لكن الحياة تستمر، وسأعمل بجد للفوز بها العام المقبل".
وبعد سنتين من الجدل، أجرى مودريتش حوارًا مع مجلة "فور فور تو" البريطانية، مؤكد أن "كريس" راسله بعد تتويجه لتهنئته، وأضاف: "إنه يعرف معنى الفوز بالكرة الذهبية وقد جرّبه عدة مرات، كان اللعب معه في ريال مدريد تجربة رائعة ومميزة، هو أحد أفضل اللاعبين في التاريخ".
وأسهمت تلك التصريحات من مودريتش في إذابة الجليد بين اللاعبين، وإنهاء جدل طويل، قبل أن يضع كريستيانو نقطة النهاية بإعادة المياه إلى مجاريها على مرأى من الجميع، بتعليقه على وداعية الكرواتية وتأكيده بأنه يفتخر كثيراً بمشاركته غرف الملابس في "سانتياغو برنابيو".
وإلى جانب كريستيانو، تلقى مودريتش الكثير من التعليقات المشيدة به وبمسيرته من زملاء ولاعبين كبار، وعلى رأسهم توني كروس الذي كتب: "يا لها من مسيرة يا صديقي"، فيما كتب كريم بنزيما: "شكراً لك، يا لك من لاعب!"، بينما كتب مواطنه إيفان راكيتيتش تعليقاً بالكرواتية جاء فيه: "فريد من نوعك، شكراً لك أخي، شكراً يا أسطورة"، وإلى جانبهم علّق الكثير من اللاعبين البارزين على منشوره الوداعي، مثل إيسكو وفيرديناند وناتشو.