تُوّج نادي كريستال بالاس بأول لقب في تاريخه الممتد عبر 164 عامًا، بعدما حصد لقب كأس الاتحاد الإنجليزي على حساب مانشستر سيتي في النسخة 144 للمسابقة الأقدم في تاريخ كرة القدم.
وبعد خسارته لقبي 1990 و2016 أمام مانشستر يونايتد، نجح النادي اللندني في نيل اللقب على حساب الفريق الآخر لمدينة مانشستر. وبات كريستال بالاس أول نادٍ إنجليزي يحقق أول لقب كبير له على حساب مانشستر سيتي منذ ويغان أتلتيك في كأس الاتحاد الإنجليزي موسم 2012-2013، بهدفٍ سجّله بين واتسون في الدقيقة التسعين، الأمر الذي يجعل "السيتيزنس" نادي البدايات المُفضل بالنسبة للفرق المتعطشة لأول لقب في تاريخها.
45 متُوجًا في 144 نسخة من كأس الاتحاد الإنجليزي
وتختلف مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي كُلياً عن كل منافسات الكؤوس الأخرى عبر العالم، ذلك أنها شهدت 144 نسخة كاملة مع توقف نشاطها خلال فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية، لتتوزع ألقابها على 45 فريقًا في تنوع غير عادي، يؤكد التنافس القوي بين كُل الفرق الإنجليزية، صغيرها وكبيرها على نيل شرف التتويج بالكأس الأعرق.
ففي إسبانيا التي بدأت فيها منافسة الكأس بشكل رسمي سنة 1903، وبغض النظر عن الإشكالية التي حصلت في نسختي 1910 و1913، فقد توزعت 124 كأسًا على 15 ناديًا متوجاً فقط، أبرزهم برشلونة بـ 32 لقباً، أما في إيطاليا فحصد لقب الكأس 16 نادياً، يتصدرهم يوفنتوس بـ 15 لقباً، بينما تُوج بكأس ألمانيا 26 ناديًا، منهم فريقان نمساويان هما رابيد فيينا وفيرست فيينا، ذلك أن الأندية النمساوية نُقلت إلى مسابقات الدوري والكأس الألمانية بعد ضم بلدها إلى الرايخ في مارس 1938.
ويتصدر نادي أرسنال قائمة أكثر المتوجين بكأس الاتحاد الإنجليزي بـ 14 لقباً، متقدماً بلقب واحد على مانشستر يونايتد الذي يُعتبر الأكثر مشاركة في النهائي بـ22 مرة، ويملك كلٌّ من تشيلسي وليفربول وتوتنهام 8 ألقاب، متقدمين على مانشستر سيتي وأستون فيلا صاحبي السبعة ألقاب لكل منهما.
وتحتفظ كأس الاتحاد الإنجليزي ببعض الأرقام المُميزة التي تُشير إلى عراقتها واختلافها عن جميع البطولات، ومن أهمها، أنه لا يوجد أي فريق نجح في التتويج بثلاثة ألقاب متتالية طيلة القرنين العشرين والحادي والعشرين، بما أن الفريقين الوحيدين اللذين فعلا ذلك، نجحا في الأمر خلال القرن الـ 19، إذ توج وانديريرز فوتبول كلوب باللقب سنوات 1876 و1877 و1878، قبل أن يُكرر بلاكبيرن روفرز الأمر سنوات 1884 و1885 و1886.
قصة سرقة كأس الاتحاد الإنجليزي من عصابة "بيكي بلايندرز"
كان نادي أستون فيلا يحتفل بتتويجه الثاني في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي على حساب وست بروميتش ألبيون في شهر أبريل/ نيسان سنة 1895، بعدما شهدت المباراة النهائية تسجيل أسرع هدف في نهائي المسابقة عن طريق بوب شات بعد 30 ثانية فقط، قبل أن يتم تحطيمه بعد 114 عاماً من طرف لويس ساها في نهائي 2009.
هدف شات، كان أكثر ما يميز هذا النهائي كروياً، لكن ما حدث ليلة 11 سبتمبر سنة 1895 هو الأكثر إثارة، إذ إن كأس الاتحاد الإنجليزي التي تُوِّج بها "الفيلانز" كانت معروضة في متجر "ويليام شيلكوك" الرياضي في شارع "نيوتاون" الذي يربط وسط مدينة برمنغهام بملعب "فيلا بارك"، فدخلت عصابة محلية وسرقت الكأس دون ترك أي أثر.
ورغم الإعلان عن مكافآت مجزية لكل من يدلي بمعلومات عن السرقة، لم تظهر الكأس مطلقاً، وحتى اليوم تعتبر هي الكأس الأصلية الوحيدة المفقودة في تاريخ المسابقة، وبعد 63 عاماً، تحدث لص سابق يدعى هنري جيمس بورغ لصحيفة Sunday Pictorial البريطانية مؤكداً أنه هو الذي سرق الكأس، وهو الذي كان مصنفاً في زمانه أنه "لص مزمن وخطر على المجتمع"، إلا أن روايته ليست الوحيدة".
قدمت سيدة تُدعى فيوليت ستايت اعترافاً آخر يبدو أشد إثارة، حين أكدت فيه أن جد زوجها "جون ستوشر ستايت" أحد أعضاء عصابة Peaky Blinders الشهيرة هو الذي سرق الكأس، وهو ما يدعمه كتاب The Early Years of the FA Cup، حين ذكر أن شارع Newtown Row مسرح السرقة، هو منطقة الصيد المفضلة للعصابة الشهيرة التي عرفها الجميع لاحقاً عن طريق مسلسل جريمة بريطاني.