عاش المدرب التونسي قيس اليعقوبي فرحة كبرى، بعد أن نجح في قيادة فريق الوحدات أمس الإثنين إلى إحراز لقب كأس الأردن لكرة القدم.
وجاء تتويج فريق الوحدات باللقب رغم الظروف الفنية والمالية الصعبة التي يعيشها هذا الموسم، حيث فرض التعادل على الحسين إربد، لتمتد المباراة إلى أشواط إضافية ثم إلى ركلات الترجيح، ليخرج في النهاية فائزًا بنتيجة 3-1.
ولم يكن قيس اليعقوبي صاحب الـ "58 عامًا" موفقًا في مسيرته التدريبية التي بدأت موسم 2006-07، حيث قاد العديد من الفرق في بلاده وخارج بلاده، لكنه لم يحقق في حياته أي لقب كمدرب، قبل أن يفك العقدة ويتوج مع الوحدات بأول البطولات.
واللافت أن قيس اليعقوبي استطاع فك عقدته مع الألقاب عبر مباراتين فقط، حيث تسلم المهمة قبل نحو شهر ونصف، وقاد الوحدات في بطولة كأس الأردن من الدور قبل النهائي، فاجتاز الأهلي بركلات الترجيح، وفي المباراة النهائية أمام الحسين إربد فعل الشيء ذاته.
قيس اليعقوبي ينقذ الوحدات من الخروج بموسم صفري
لم يكن قرار إدارة نادي الوحدات بإقالة المدرب السابق رأفت علي والتعاقد مع مدرب ليس له إي انجازات كاليعقوبي سهلاً، حيث تعرضت لبعض الانتقادات الجماهيرية بتعاقدها مع مدرب لم يسبق له التتويج بلقب مع فريق.
وجاءت هذه الانتقادات على اعتبار أن قيس اليعقوبي سبق له قيادة الوحدات في موسم 2018-19، لكنه لم يوفق مع الفريق، ومع ذلك تم التعاقد معه في مرحلة مفصلية في هذا الموسم، والسبب يعود إلى أن المدرب من عشاق نادي الوحدات ويحرص على متابعته دائمًا.
ورغم أن اليأس تسلّل إلى قلوب جماهير الوحدات هذا الموسم، حيث توقعت أن يخرج الفريق بموسم صفري، نظرًا للأخطاء الكارثية التي ارتكبت على صعيد ملف المحترفين الأجانب، إلا أن اليعقوبي استطاع أن يُعيد للمارد الأخضر هيبته ووهجه.
وكان فريق الحسين إربد يتصدر الدوري بفارق 8 نقاط عن الوحدات، قبل أن ينتفض الأخير ويستثمر تعثر المتصدر، ويقفز هو للصدارة، متقدمًا بفارق نقطة، لكن تعادله مع الرمثا في المباراة الأخيرة 1-1 حال دون تتويجه بأهم وأكبر لقب محلي، حيث كان بحاجة للفوز في هذه المواجهة.
ولم يستسلم اليعقوبي رغم الصدمة النفسية الكبيرة التي تعرض لها هو ولاعبو الوحدات وجماهيره، بعد التفريط بلقب الدوري، حيث اجتهد واستثمر خبرته الطويلة بتهيئة اللاعبين نفسيًّا من جديد، لينجح في الصعود بهم إلى منصة التتويج بكأس الأردن.
وتفاعل اليعقوبي الليلة الماضية مع جماهير الوحدات، واحتفى معهم باللقب الذي كان بمثابة بلسم للجراح، واستعادة للثقة، حيث أكد أن الموسم المقبل سيكون أفضل من حيث العناصر، والمطلوب من مجلس الإدارة أن يبحث عن المال لاستقطاب أفضل اللاعبين.
وكان من أبرز الفرق التي أشرف عليها اليعقوبي على امتداد مسيرته كل من الملعب القابسي والمستقبل الرياضي والنادي الأفريقي من تونس، والوكرة والعربي من قطر والاتحاد من سوريا، وقد أخفق معهم جميعًا، لكنه وجد ضالته مع الوحدات.
جدير بالذكر أن اليعقوبي كان أحد المهاجمين المميزين في صفوف النادي الإفريقي، ولعب كذلك مع المستقبل الرياضي والاتفاق السعودي، ومثّل منتخب تونس في 16 مباراة، وشاركه في دورة الألعاب الأولمبية بسيول عام 1988.