أثار النيجيري أونتتشي أوغبيلو لاعب فريق الترجي حامل لقب الدوري التونسي، جدلًا كبيرًا في الأوساط الرياضية والإعلامية بعد أن كشف عن عبارة دينية على قميصه الداخلي كتب عليها "قوتي من المسيح".
وجاء ذلك خلال احتفال اللاعب بتسجيل الهدف الأول لفريقه في المباراة التي جمعته بنظيره شبيبة القيروان، والتي انتهت بفوز الترجي بنتيجة 4-0 ضمن مباريات الجولة الثالثة من بطولة الدوري التونسي الممتاز، مساء يوم الخميس.
اللاعب النيجيري الذي يعتبر من أبرز ركائز الترجي، رفع قميصه بعد الهدف ليظهر العبارة التي تحمل إشارة دينية صريحة تظهر إيمانه بالديانة المسيحية، في تعبير مباشر عن مصدر قوته الروحية.
جدل قانوني ورسمي
رغم أن ما قام به أوغبيلو لم يتجاوز ثوان معدودة، إلا أن ردود الفعل كانت سريعة، وطالب عدد من الخبراء التحكيميين والمهتمين بالشأن الرياضي التونسي، رابطة الدوري التونسي بفتح تحقيق في الحادثة وفرض عقوبة على اللاعب.
وجاءت هذه المطالب استنادا إلى قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي تمنع إظهار الشعارات السياسية أو الدينية أو الشخصية" على أرضية الملعب، سواء من خلال الملابس أو طريقة الاحتفالات بعد كل هدف.
في المقابل لم تصدر أي عقوبة رسمية حتى الآن، وسط ترقب لموقف الرابطة التونسية والاتحاد المحلي من هذه القضية التي باتت حديث الساعة بين جماهير الكرة في تونس.
انقسام كبير بين الجماهير
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد انقسمت الآراء بشكل واضح، بين من يرى أن أوغبيلو مارس حقه في التعبير عن معتقده بطريقة سلمية وشخصية، مشيرين إلى أن لاعبين مسلمين في أوروبا مثل المصريين محمد صلاح وعمر مرموش، يسجدون بعد تسجيل الأهداف دون أن يتعرضوا لأي نوع من العقوبات أو الانتقادات.
في المقابل، يرى آخرون أن قوانين الفيفا واضحة في هذا الجانب، وأن الملعب ليس مكانًا لعرض الشعارات الدينية أو السياسية، أيًا كان محتواها، حماية لحيادية الرياضة وتفاديًا لأي توتر محتمل بين الجماهير أو اللاعبين.
الترجي يلتزم الصمت
مع كتابة هذه السطور، لم يصدر أي بيان رسمي من إدارة الترجي بخصوص الواقعة، ولا من اللاعب نفسه، من دون أي تعليق مباشر على الجدل المثار.
وتبقى المسألة مفتوحة على جميع الاحتمالات، بين تطبيق صارم للوائح الدولية أو التغاضي عن الحادثة باعتبارها تصرفًا فرديًّا لا يحمل أي نية استفزازية.
وفي كل الأحوال، تبقى القضية اختبارًا جديدًا لمدى قدرة الكرة التونسية على موازنة القوانين مع حرية التعبير، في زمن أصبحت فيه الرياضة منبرًا عالميًّا تتقاطع فيه العقائد والهويات والثقافات.